قال الرئيس الروسي فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور إن القوات الروسية تقصف مواقع أوكرانية على الخطوط الأمامية بالمدفعية، وإن المنطقة الشرقية وحدها تعرضت لما يقرب من 400 ضربة يوم الأحد.
وسحبت روسيا قواتها من مدينة خيرسون الجنوبية هذا الشهر ونقلت بعضها لتعزيز مواقعها في منطقتي دونيتسك ولوجانسك الشرقيتين، في منطقة صناعية تعرف بإسم دونباس.
وقد إحتفل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بيوم الكرامة والحرية اليوم الاثنين من خلال الإشادة بتضحيات الشعب الأوكراني منذ الغزو الروسي والقول إن بلاده ستصمد وتنتصر.
وأشاد زيلينسكي في كلمة مصورة للشعب بالمساهمات التي قدمها الأوكرانيون، بدءا من الجنود ورجال الإطفاء والمسعفين إلى المعلمين الذين يقدمون دروسا عبر الإنترنت، والقرويين الذين يعدون طعاما للجيش والخياطين الذين يخيطون الزي الرسمي والمزارعين الذين يحرثون حقولهم رغم المخاطر.
كما أثنى على قدرة الشعب على التحدي رغم الضربات الصاروخية المتكررة والدمار واسع النطاق وإنقطاع التيار الكهربائي مع حلول فصل الشتاء، وذلك بعد تسعة أشهر تقريبا من الغزو الروسي.
وقال زيلينسكي في الكلمة التي وجهها من قصر الرئاسة في العاصمة كييف “يمكن أن نبقى بدون نقود، بدون بنزين، بدون ماء ساخن، بدون كهرباء، لكن ليس بدون حرية”.
ويُحيي يوم الكرامة والحرية ذكرى الإحتجاجات المؤيدة للإتحاد الأوروبي، التي خرجت عامي 2013 و2014 وأصبحت تعرف بإسم ثورة الميدان أو ثورة الكرامة، وكذلك الثورة البرتقالية في عام 2004. وفي كلتا الثورتين، تمت الإطاحة بالقيادة الأوكرانية.
وقال زيلينسكي “أعنف المعارك، مثلما كان من قبل، تقع في منطقة دونيتسك. وعلى الرغم من وقوع عدد أقل من الهجمات اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية، فإن حجم القصف الروسي لا يزال للأسف مرتفعا للغاية”.
وأضاف “في منطقة لوجانسك، نتحرك ببطء إلى الأمام أثناء القتال.. وحتى الآن، وقع ما يقارب 400 هجوم مدفعي في الشرق منذ بداية اليوم”.
وقال زيلينسكي أيضا إن القوات في الجنوب “تدمر بشكل ثابت ومحسوب إمكانات المحتلين”.
ولا تزال مدينة خيرسون التي تم إستعادتها في الآونة الأخيرة، وهي عاصمة مقاطعة خيرسون، بدون كهرباء أو مياه جارية أو تدفئة.
وقالت كييف يوم السبت إن نحو 60 جنديا روسيا قُتلوا في هجوم مدفعي بعيد المدى في الجنوب، وهي المرة الثانية خلال أربعة أيام التي تزعم فيها أوكرانيا أنها تسببت في خسائر كبيرة في هجوم واحد.
وفي ذات السياق تعرضت محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية، التي تسيطر عليها روسيا، لقصف يوم الأحد، مما أثار إدانة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة التي قالت إن مثل هذه الهجمات قد تتسبب في حدوث كارثة كبرى.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أكثر من عشرة إنفجارات هزت أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا مساء السبت واليوم الأحد، وتبادلت موسكو وكييف الإتهامات بقصف المنشأة.
وقال رافائيل جروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية “الأخبار الواردة من فريقنا أمس وهذا الصباح مزعجة جدا”.
وأضاف “حدثت إنفجارات في موقع هذه المحطة النووية الكبرى، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، أيا كان من يقف وراء ذلك، يجب أن يتوقف على الفور.. كما قلت مرات كثيرة قبل ذلك، أنتم تلعبون بالنار!”.
ونقلا عن معلومات من إدارة المحطة، قال فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية هناك إن أضرارا لحقت ببعض المباني والأنظمة والمعدات في الموقع لكن أيا منها لا يشكل أي خطورة على السلامة والأمن النوويين حتى الآن.
وأثار القصف المتكرر للمحطة الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي سيطرت عليها روسيا بعد فترة وجيزة من بدء غزوها لجارتها في فبراير شباط، مخاوف من إحتمال وقوع حادث خطير على بعد 500 كيلومتر فقط من موقع أسوأ حادث نووي في العالم، وهو كارثة تشرنوبيل عام 1986.
وكانت زابوريجيا توفر نحو خُمس إحتياجات أوكرانيا من الكهرباء قبل الغزو الروسي في 24 فبراير، وإضطرت للعمل بمولدات إحتياطية عدة مرات.
وتم إغلاق مفاعلات المحطة، لكن هناك خطرا من إرتفاع درجة حرارة الوقود النووي إذا تم قطع الكهرباء التي تشغل أنظمة التبريد. وأدى القصف إلى قطع خطوط الكهرباء بشكل متكرر.
وقد تبادلت كييف وموسكو الإتهامات بمهاجمة المحطة والمخاطرة بوقوع حادث نووي عدة مرات خلال الحرب، وشهد اليوم أحدث تبادل للإتهامات بهذا الشأن.
قالت وزارة الدفاع الروسية، إن أوكرانيا أطلقت قذائف على خطوط الكهرباء التي تزود المحطة، في حين نقلت تاس عن كارتشا القول إن بعض منشآت التخزين تعرضت لقصف أوكراني.
وإتهمت شركة الطاقة النووية الأوكرانية إنرجوأتوم الجيش الروسي بقصف المحطة، وقالت إن منشآت البنية التحتية بالمحطة تعرضت لما لا يقل عن 12 ضربة.
وقالت الشركة إن روسيا استهدفت البنية التحتية الضرورية لإعادة تشغيل وحدات في المحطة في محاولة لعرقلة إنتاج الطاقة لسد الاحتياجات الأوكرانية.