ردّت إسرائيل الجمعة على تقرير أممي حذّر من مجاعة وشيكة في غزة، معتبرة أن التقييم احتوى على معلومات غير دقيقة ومصادر مشكوك فيها.
التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي فاقم المخاوف الدولية بإشارته إلى أن سكان غزة يعانون من جوع “كارثي” وتوقّع أن تضرب المجاعة شمال القطاع “في أي وقت” في الفترة الممتدة حتى أيار/مايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
وفق تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” يقدّر عدد الذين يواجهون ظروفا قاسية بنحو 1,1 مليون فلسطيني، أي نصف السكان.
ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إسرائيل للسماح بدخول المساعدات من دون عائق إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت وحدة تنسيق الشؤون المدنية الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (كوغات) إن “إسرائيل تعي التداعيات المؤسفة للحرب على السكان المدنيين في غزة”.
لكنها لفتت إلى أن إسرائيل لا تدير عمليات توزيع الأغذية في غزة، واتّهمت وكالات أممية بالعجز عن التعامل مع كميات المساعدات التي تصل يوميا.
وجاء في رد كوغات “في كل حين، هناك مئات الشاحنات المتوقفة على الجانب الغزّي من معبر كرم أبو سالم بعد إنتهاء السلطات في إسرائيل” من تفتيشها.
والعلاقات متوتّرة بين إسرائيل وبعض الوكالات الأممية، خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي أفادت الأسبوع الماضي بأن إسرائيل تمنعها من توزيع المساعدات في شمال غزة.
وشكّكت كوغات في دقة معلومة وردت في التقرير تفيد بأن ما معدّله 500 شاحنة، 150 منها محمّلة مواد غذائية، كانت تدخل القطاع يوميا قبل الحرب، في حين تدخله حاليا 60 شاحنة محمّلة أغذية في اليوم.
وقالت كوغات “قبل الحرب كان يدخل يوميا ما معدّلة 70 شاحنة محمّلة أغذية”، من دون توفير أي مصدر.
وتقول إسرائيل إنها لا تحدد أي سقف لحجم المساعدات الإنسانية المسموح بإدخالها إلى القطاع.
إلى ذلك، وجّهت إسرائيل انتقادات لـ”التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” لإيراده أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة في ما يتّصل بحصيلة القتلى والمصابين، واعتبرت أن لدى الحركة “مصلحة استراتيجية” في تقديم معلومات مضلّلة.
وحصيلة الشهداء التي تعلنها وزارة الصحة في غزة تعتمدها على نطاق واسع وسائل إعلام ومنظمات إنسانية والأمم المتحدة، ويقول خبراء إنها قد تكون أقل من الأرقام الفعلية وغير مضخمة.