لقى 3 مرضى فلسطينيين حتفهم الجمعة، جراء حصار يفرضه الجيش الإسرائيلي على مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، فيما استشهد عشرات الجرحى في الشوارع المحيطة بالمستشفى جراء هجوم الجيش الإسرائيلي المتواصل منذ أيام وإحراقه وتدميره العديد من المنازل.
ولليوم الخامس يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام “مستشفى الشفاء” الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح؛ وينفذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى ما خلف عشرات القتلى والجرحى.
وأفاد شهود عيان بأن 3 مرضى في المستشفى فارقوا الحياة بسبب منع الجيش الإسرائيلي وصول الأدوية للمستشفى الذي يفرض حصاراً مشدداً عليه بعشرات الدبابات والآليات العسكرية.
ومن ناحية أخرى، ذكر الشهود أن الطائرات الإسرائيلية قصفت 3 منازل لعائلة “حبوش” في محيط المستشفى ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال الشهود إنه تم انتشال جثامين 7 شهداء وعدد من الجرحى، فيما بقي مصير عدد آخر غير معروف تحت الأنقاض وتمنع القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني من الوصول إليهم.
وأشاروا إلى أن عشرات الجرحى الذين أصيبوا بقصف أو إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي فارقوا الحياة في طرقات المناطق المحيطة بالمشفى بسبب عجز طواقم الإسعاف أو حتى المدنيين عن الوصول إليهم.
في السياق ذاته، اعتقل الجيش الإسرائيلي عشرات من سكان المنازل المحاذية للمستشفى، بينهم سيدة مسنة من عائلة “النواتي” يتجاوز عمرها 94 عاماً واقتادها إلى جهة مجهولة، وفق الشهود.
كما دمرت القوات الإسرائيلية وأحرقت عشرات المنازل في محيط المستشفى.
والخميس، طالب الدفاع المدني في غزة، الصليب الأحمر الدولي بالتدخل لدى الجيش الإسرائيلي للسماح لطواقمه بالعمل في المناطق الخطرة بالقطاع.
وقال الدفاع المدني في بيان على تلغرام: “نطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتدخل لدى الاحتلال الإسرائيلي للسماح بالتنسيق الكامل من أجل إتاحة العمل لطواقمنا في المناطق الخطرة”.
وأكد أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر منوطة بالتنسيق في الحروب والنزاعات وأنه آن الأوان للجنة والجهات المختصة بالنزاعات أن تقف عند مسؤولياتها لوقف الدم النازف من أبناء شعبنا في هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ ستة شهور”.
والأربعاء، اتهم الدفاع المدني في غزة، في بيان، “الاحتلال الإسرائيلي بالامتناع عن التنسيق مع جهات دولية كالصليب الأحمر” من أجل السماح لطواقمه بالوصول لإنقاذ مئات المواطنين الجرحى الذين وصلته مناشداتهم في محيط مستشفى الشفاء.
واعتبر أن قرار الاحتلال منع التنسيق “إمعان في سياسة الإعدام البطيء للمواطنين الأبرياء والجرحى المحاصرين”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في منطقة “مستشفى الشفاء” إلى 150، واعتقال مئات.
وقال الجيش على منصة إكس: “تواصل القوات وجهاز الأمن العام (الشاباك) القتال المستهدف في منطقة مستشفى الشفاء”.
وأضاف أن الجنود قتلوا نحو 150 شخصا في منطقة المستشفى، واعتقلوا “مئات المشتبه بهم وعثروا على أسلحة”، فيما تتحدث مصادر فلسطينية عن أن عمليات القتل والاعتقالات تطال المدنيين النازحين إلى المستشفى.
كما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل 13 مريضا داخل “الشفاء” عبر منعه الدواء والطعام والأدوية والأكسجين عنهم في غرف العناية المركزة.
وفي منشور على تلغرام، أفاد الإعلام الحكومي بأن غرف العناية المركزة في المستشفى يتواجد فيها قرابة 22 حالة مرضية بحاجة ماسّة إلى رعاية طبية فائقة.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي “تعمَّد قتل 13 مريضاً منهم بمنع الدواء والمحاليل والكهرباء والغيارات والأكسجين عنه منذ احتلاله للمجمع لليوم الرابع على التوالي”.
وتابع: “بحسب المعلومات الواردة إلينا، فإن 4 مرضى ممن كانوا على أجهزة التنفس الصناعي في غرف العناية المركزة فارقوا الحياة (دون تحديد إذا كانوا من ضمن الـ 13 أو غيرهم)”.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي “قطع عنهم التيار الكهربائي، وبالتالي توقف الأكسجين إمعاناً في قتلهم، إضافة إلى اعتقاله الأطباء والممرضين وإخراجهم من الأقسام وإجبارهم على خلع ملابسهم، ومنع وصولهم إلى غرف المرضى لمحاولة إنقاذهم”.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات الطبية ومولد الكهرباء.