حذرت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء من وقوع كارثة إنسانية “تفوق التصور” في حال نفذ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات لممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، عبر دائرة اتصال مع الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في جنيف، وفق ما ذكره موقع “أخبار الأمم المتحدة”.
وقال بيبركورن إنه “يخشى وقوع كارثة إنسانية تفوق التصور، إذا وقع توغل واسع النطاق من قبل الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي غزة”.
وأضاف أنه “لا ينبغي أبدا عسكرة المستشفيات”، مؤكدا أن “كل الأعين تتجه صوب الأعمال العدائية والهجوم واسع النطاق المحتمل في رفح”.
وقال المسؤول الأممي” إن هذا التطور يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه مرافق المستشفيات في غزة مثقلة بالأعباء وعاجزة تماما عن العمل، وتقترب من حافة الانهيار”.
وأشار إلى ” أن هناك 1.5 مليون من سكان غزة مكتظون في خيام مؤقتة وملاجئ تابعة للأونروا في كل مكان في محافظة رفح، وفق الموقع.”
وتتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها باعتبارها آخر ملاذ أقصى جنوب القطاع.
بدورها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأربعاء إن أي هجوم إسرائيلي على رفح التي يلوذ بها 1.3 مليون شخص سيكون كارثة إنسانية.
وأضافت بيربوك في مؤتمر صحفي في القدس خلال زيارتها إلى إسرائيل “ينتظر 1.3 مليون شخص هناك في مساحة صغيرة للغاية.. ليس لهم في الواقع أي مكان آخر يذهبون إليه الآن… إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما على رفح في هذه الظروف، سيكون ذلك كارثة إنسانية”.
هذا ودوت صفارات الإنذار، مساء الأربعاء، في مدينة عسقلان ومستوطنات محاذية لقطاع غزة جنوبي إسرائيل، وذلك بعد إطلاق رشقة صاروخية من القطاع.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “دوت صفارات الإنذار في عسقلان ومحيطها”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه إلى جانب عسقلان، دوت صفارات الإنذار أيضا في مستوطنة “زيكيم” المحاذية لقطاع غزة.
من جانبها، قالت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، في بيان مقتضب، بقناتها على تلغرام: “قصفنا عسقلان ومغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية”.
ولم تفلح الغارات الإسرائيلية المتواصلة على غزة والهجوم البري الذي طال شمال ووسط وجنوبي غزة في وقف إطلاق فصائل المقاومة للصواريخ تجاه المستوطنات والمدن الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام “العدل الدولية” بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة خلَّفت حتى الثلاثاء 28 ألفا و473 شهيدا و68 ألفا و146 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.