سقط عشرات الفلسطينيين بين شهيد وجريح، الثلاثاء، بينهم أطفال ونساء، في قصف ليلي عنيف إستهدف مناطق عدة في قطاع غزة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وكشف الجيش الإسرائيلي النقاب، الثلاثاء، عن إطلاقه أكثر من 100 ألف قذيفة مدفعية على غزة منذ بداية الحرب البرية أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث صرح : “تم إطلاق ما يزيد على 100 ألف قذيفة مدفعية منذ بدء المناورة البرية”.
وأضاف: “ألوية النيران التابعة لسلاح المدفعية تلعب دورا مركزيا في القتال في قطاع غزة منذ أول أيام الحرب، كونها توفر غطاء مكثفا من النيران للقوات المشاركة في المناورة البرية في قطاع غزة”.
وتابع: “تتيح ألوية النيران تقدم القوات البرية، وتزيل التهديدات لقواتنا وتقضي على العدو من خلال إطلاق نيران المدفعية خلال الاشتباكات”.
من جهة ثانية، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن “قوات اللواء 162 تعمل في منطقة جباليا (شمال قطاع غزة)، وذلك بعد أن إستكملت مرحلة تطويق المخيم”.
وأضاف: “قوات إحتياط تابعة للواء 551 ووحدة 13 للكوماندوز البحري، دهمت مبنى غرفة عمليات الأمن العام التابع لمنظمة حماس في جباليا، حيث تم رصد وسائل إستطلاع وسيطرة، ووسائل قتالية وخرائط”، وفق قوله.
وبحسب الوكالة “شهدت مناطق مختلفة من شمال قطاع غزة وجنوبه قصفا ليليا عنيفا وأحزمة نارية طالت العديد من المنازل والمباني السكنية ومحيط المستشفيات”.
وفي الشمال، استشهد وأصيب عشرات المواطنين، بينهم أطفال ونساء، فجر الثلاثاء، إثر إستهداف القصف الإسرائيلي مبنى سكنيا جنوب حي الشيخ رضوان في مدينة غزة شمال القطاع، وفق المصدر نفسه.
وذكرت الوكالة أن أعدادا كبيرة من النازحين تجمعت داخل مستشفى كمال عدوان شمال القطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد القصف الإسرائيلي للمنطقة.
ومساء الإثنين، استشهد 50 فلسطينيا على الأقل وأصيب مئات، في عدة غارات نفذتها الطائرات الإسرائيلية على مدرستين تأويان نازحين في حي الدرج بمدينة غزة (شمال).
أما في الجنوب، فقد إستهدف قصف إسرائيلي في الليلة ذاتها، منزلا في مخيم خانيونس، أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى، وفق الوكالة.
وبحسب “وفا”، أطلق أطباء ومرضى بمستشفى “دار السلام” في خانيونس، مناشدات لإنقاذهم بعد قصف إسرائيلي كثيف في محيط المستشفى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى عصر الاثنين، 15 ألفا و899 شهيدا فلسطينيا، وأكثر من 42 ألف جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
هذا ودارت معارك الإثنين في جنوب قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحماس بعد أن توغّلت عشرات الآليات العسكرية في المنطقة ممّا زاد من خطورة الوضع على السكّان المحاصرين بسبب القصف.
ومنذ إستئناف القتال الجمعة بعد إنتهاء هدنة إستمرت أسبوعاً مع حماس، ركّز الجيش في شكل أساسي على الضربات الجوية، مع قصف مكثّف على مناطق في الجنوب مثل مدينتي خانيونس ورفح.
وأبدى مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) في غزة توماس وايت أسفه لأنه “حتى في رفح إلى حيث يضطر الناس للفرار، تسمع أصوات القصف الجوي”.. وأضاف “يطلب منّا الناس نصيحة بشأن مكان آمن يمكنهم الذهاب إليه. لا نعرف ماذا نقول لهم”.
في غضون ذلك، أعلنت شركة الإتصالات الفلسطينية “بالتل” الإثنين إنقطاع الإتصال بالهاتف والانترنت في عموم غزة، مع توسيع الجيش عملياته البرية.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الاثنين أنها طلبت من إسرائيل السماح بإدخال مزيد من الوقود إلى قطاع غزة بعد إنتهاء الهدنة مع حركة حماس، مؤكدة أنها لمست “تحسّنا” في تحديد إسرائيل نطاق الأهداف في غزة مقارنة مع العمليات العسكرية بشمال القطاع.
ومنذ بداية الحرب، نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب القطاع أملا في الفرار من القتال أو إستجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر الآن على مناطق عدة في الشمال.
ويعيش هؤلاء في ظروف صعبة وتحت وطأة القصف في الجنوب ويحتمون بأعداد كبيرة في ملاجئ موقتة ومدارس وخيم وينامون في العراء أو في سياراتهم.
وفي حين أصبحت معظم مستشفيات شمال القطاع خارج الخدمة، تعاني مستشفيات الجنوب فوضى عارمة في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى تفوق قدرتها الإستيعابية فيما نفدت مخزونات الوقود فيها لتشغيل مولدات الكهرباء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه نفذ حوالي “10 آلاف غارة جوية” على غزة منذ بداية الحرب، دمّرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف الوحدات السكنية، وفقا للأمم المتحدة.
هذا ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إسرائيل أقامت نظاما كبيرا من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسفل قطاع غزة في محاولة لإخراج مقاتليها.
وذكر التقرير الصادر يوم الاثنين أنه في منتصف نوفمبر تشرين الثاني تقريبا، أكمل الجيش الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن خمس مضخات على بعد ميل تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
وأفاد التقرير بأنه لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في إستخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الرهائن.. وقالت حماس في وقت سابق إنها أخفت رهائن في “أماكن وأنفاق آمنة”.