قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، إن بلاده ترفض ما وصفها “صفقات وهمية” بشأن القضية الفلسطينية تحاول القفز على حقائق التاريخ والشرعية، وأن مصيرها إلى زوال مثلما أكدته كل التجارب التاريخية السابقة.
وجاء ذلك في رسالة من الرئيس تبون بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نشرتها الرئاسة الجزائرية.
وشدد الرئيس الجزائري على أن المناسبة تتزامن هذا العام مع “ظروف خاصة، وأليمة يطبعها عدوان الإحتلال الهمجي على قطاع غزة والأراضي الـمحتلة، نجدد بهذه المناسبة”، مؤكدا “ إلتزام الجزائـر الثابت بدعم الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة في سبيـل إسترجاع كافة حقوقه غيـر القابلة للتصرف أو الـمساومـة، وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفق القرارات الأممية والمرجعيات الدوليــة ذات الصلة”.
وأكد الرئيس عبد المجيد تبون “رفض الجزائر التّام لكل الـمحاولات الرّامية إلـى طَمْسِ هذه القضية العادلة، سواء من خلال فرض سياسة الأمر الواقع التي يسعى الإحتلال عبرها إلى المساس بهوية المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الـمحتلة، أو تغيير تركيبتها الديمغرافية عبـر سياساته الاستيطانية، أو محاولات القفز على حقائـق التـاريخ والشرعية من خلال صفقات وهمية لن تغيـر من جوهر القضية شيئا، بل إن مصيرها كما أكدته كل التجارب التاريخية السابقة، آيل إلى الزوال ولو طال الزمن”.
وأوضح أنه بلاده “التي دفعتْ الثمن غاليا لإستعادة سيادتها وإستقلالها، والتي كانت أرضها شاهدة على إعلان قيام الدولة الفلسطينية قبل خمس وثلاثين سنة، ستبقى على العهد داعمةً لقضايا التحرر ولن تَأْلُو جهـدًا في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملةً غير منقوصة”.
وجدد الرئيس الجزائري إنتقاد موقف المجتمع الدولي مما يحدث في فلسطين، مؤكدا أن المنظومة الدولية سجلت فشلا معيبـا وخطيـرا في إيقاف آلة الحرب الجنونية الـمسلطة على شعبٍ أعزل، وهو ما يضع على عاتقنا نحن دعاة السلام العادل، مسؤولية بذل الـمزيـد من الجهود، والعمل على إعـلاء مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم الـمتحدة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، ووضع حـدٍّ للظلم التاريخي الـمُسلَّط عليه، داعيا إلى التَّحرُّك الفـــوري والعاجل من أجل إنقاذ مسار السلام الذي يعرف إنسدادًا غير مسبوق، ولن يكون ذلك ممكنا إلا من خلال إجبار الإحتلال على الإنصياع لقرارات الشرعية الدولية، والالتـزام بإحترام قواعد القانـون الدولي، والـمضي قدما فـي تعزيز الـمكاسب القانونية والدبلوماسية للشعب الفلسطيني، خاصة من خلال تكثيف الجهود لتمكيـن فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم الـمتحدة”.
وحسب الرئيس تبون، “فإن قطاع غزة يواجه عُدوانًــا إجراميًا فظيعًـا يَستـهدف تصفيته عرقيا، الإحتلال الصهيوني الذي فشل في إطفاء شعلة النضال والكفاح في قلب هذا الشعب الصامد، يحاول هذه المرة من خلال إرتكاب جرائم شنيعة من مصاف الجرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري وجرائم الإبادة إلى إزالته وجوديا، وهو وضعٌ يُضاف إلى الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، ويشكل إمعانا في التقتيل والتدمير والتجويع والتيئيس وضربا للإنسانية في صميم مبادئها”.