صرحت شركة “نتفليكس” للأفلام إنها ستنتج فيلما عن القائد العسكري الشهير لقرطاج “حنبعل”، يقوم بدور البطولة فيه الممثل الأمريكي دينزل واشنطن.
وقالت الشركة على منصة “إكس” إن دينزل واشنطن سيتعاون مع المخرج المعروف انطوان فوكو لإعداد الفيلم، حيث من المتوقع أن يؤرخ للمعارك الشهيرة التي قادها القائد العسكري ضد روما، حيث سيتولى جون لوجان الحائز على جائزة الأوسكار ثلاث مرات، تأليف الفيلم.
وتعثرت محاولات سابقة في إنتاج فيلم ضخم عن حنبعل الذي يُنظر له على نطاق واسع كأعظم قائد عسكري في العصور القديمة.
وأحد أشهر معارك حنبعل هى غزوه للإمبراطورية الرومانية من الشمال ومحاصرته لروما لمدة 15 عاما، بعد رحلة ملحمية تخطى بها جبال الآلب، خلال الحرب البونيقية الثانية بين عامي 218 و201 قبل الميلاد.
فقد عاش القائد القرطاجى حنبعل فى القرنين الثالث والثانى قبل الميلاد، حيث ولد 249 قبل الميلاد وتوفى فى عام 182 قبل الميلاد، وقاد حنبعل جيوش قرطاج فى الحرب البونيقية الثانية وإجتاز جبال الألب حتّى وصل إلى حوض نهر إلبه بإيطاليا متفوقًا على الإمبراطورية الرومانية.
ويُنسب إلى حنبعل إختراع العديد من التكتيكات الحربية في المعارك لا زالت معتمدة حتى اليوم، وقد طبقت تكتيكاته العسكرية فى العديد من المعارك القديمة والحديثة، حتى أنها استخدمت فى العصر الحديث حيث يقول الجنرال الأمريكى نورمان شوارزكوف: “تعلمت الكثير من حنبعل، حيث طبقت تكتيكاته في التخطيط لحملتي في عاصفة الصحراء”.
تبرز عبقرية التخطيط الذى قام به حنبعل فى عدة محطات، لعل أبرزها عبوره الإنتحاري لجبال الألب، وأيضًا معركة كاناي، التى كلّف فيها الخيالة بمواجهة الخيالة الرومان، مع توجيه الأمر للمشاة بالتقهقر ثمّ تطويق المشاة الرومان، فأصبح الجيش الرّومانى محاصرًا بالجيش القرطاجي من كل الجهات، وبذلك انتصر الجيش القرطاجى.
حنبعل.. قائد كسر هيبة الرومان وإخترع تكتيكات حربية معتمدة حتى اليوم
كان أبوه حملقار برقا قائداً للقرطاجيين في الحرب البونيقية الأولى، وكان أخواه صدربعل وماجو من أعظم قادة القرطاجيين، وكان شقيقاً لزوجة القائد صدربعل العادل، حيث وصف المؤرخون حنبعل بأنه أسوأ كوابيس روما وبكاسر هيبتها حتى أنهم عندما يخشون وقوع كارثة يقولون: “حنبعل على أبوابنا”.
عاش حنبعل خلال فترة من التوتر في حوض البحر المتوسط، عندما حاولت روما فرض سطوتها على القوى العظمى في المنطقة مثل قرطاجنة ومملكة مقدونيا الهلستينية وسرقوسة والإمبراطورية السلوقية وكانت أكبر إنجازاته خلال الحرب البونيقية الثانية، عندما سار بجيش يضم فيلة حربية، من أيبيريا إلى شمال إيطاليا عابراً جبال البرانس وجبال الألب.
في سنواته القليلة الأولى في إيطاليا، حقق ثلاثة إنتصارات مثيرة في معارك تريبيا وبحيرة تراسمانيا وكاناي، وخلال 15 عام، إحتل حنبعل معظم إيطاليا ..مع ذلك إضطر إلى أن يعود لمواجهة الغزو الروماني لشمال أفريقيا، وهناك، هزمه سكيبيو الأفريقي في معركة زامة.
بعد الحرب، أصبح هنبعل حاكماً لقرطاجنة، وعندئذ قام بسن العديد من الإصلاحات السياسية والمالية ليتمكن من دفع تعويضات الحرب المفروضة على قرطاجنة لروما.. كانت هذه الإصلاحات لا تحظى برضا الطبقة الأرستقراطية القرطاجي فوشت به لروما، ففرض عليه النفي.. وخلال منفاه، عاش في الإمبراطورية السلوقية، حيث قام بدور المستشار العسكري لأنطيوخس الثالث في حربه ضد روما وبعد هزيمة أنطيوخس، إضطر إلى قبول شروط روما، وفر هانيبال مرة أخرى إلى مملكة أرمينيا، وإستقر في بيثينيا، حيث ساعدهم على تحقيق فوز بحري بارز على أسطول من بيرجامس ، وبعد ذلك تعرض للخيانة وكان من المفترض أن يسلم إلى الرومان، إلا أنه آثر تناول السم الذي قيل أنه إحتفظ به في خاتم لبسه لوقت طويل على أن يموت أسيرًا في يد الأعداء.
يعتبر حنبعل واحدًا من أعظم القادة العسكريين في العصور القديمة ويعتبره الكثير من قادة العصر الحديث أمثال نابليون بونابرت ودوق ولينجتون ومصطفى كمال اتاتورك، حيث يعتبرون حنبعل “قائداً إستراتيجياً موهوباً” كما تناولت العديد من الأفلام والبرامج الوثائقية قصة حياته.