تظاهر الآلاف الأحد في تونس وفي عدد من المحافظات دعما للقرارات التي إتخذها الرئيس قيس سعيّد منذ أكثر من شهرين بتجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتعزيز صلاحياته الدستورية، مطالبين “بوضع حد نهائي للمنظومة الفاشلة” و”حلّ البرلمان”.
وتجمع أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس هاتفين “الشعب يريد حلّ البرلمان” و”كلّنا قيس سعيّد كلنا تونس” و”قرارات 25 جويلية ثورة داخل الثورة” و”لا خوانجية ولا حزب عبير “
كما نظمت تظاهرات مساندة لسعيّد في عدة مدن صفاقس وسوسة وتطاوين وقابس والكاف وعدة مدن آخرى …
وقد إنتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة في كامل شارع الحبيب بورقيبة وطوقت المتظاهرين الذين تمركزوا أمام مبنى “المسرح البلدي” رافعين علم تونس.
ورفعت صور للرئيس ولافتات كتب عليها “الشعب يريد تنقيح الدستور” و”سعيّد الناطق الرسمي باسم الشعب” و”معك إلى النهاية”.
– “حلّ البرلمان نهائيا” –
يطالب آلاف المتظاهرين “بحلّ البرلمان نهائيا وبإنهائه” ويحمّل نواب البرلمان مسؤولية “ما وصلت إليه البلاد”.
ولم تتمكن تونس منذ ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق الراحل زين العابدين بن علي من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي ، ويفسر مراقبون ذلك بغياب الإستقرار السياسي وقد تعاقبت نحو تسع حكومات على السلطة طوال عقد من الزمن.
وأعلن قيس سعيّد في خطوة مفاجئة في 25 يوليو تجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولي السلطات في البلاد مستندا في ذلك إلى الفصل 80 من الدستور الذي يتيح إتخاذ مثل هذه القرارات أمام تواجد “خطر داهم”.
وفي 22 سبتمبر، أصدر سعيّد أمرا رئاسيا يتضمن تدابير إستثنائية أخرى تعزز صلاحياته على حساب الحكومة وكذلك البرلمان الذي يحل محله عبر “إصدار النصوص ذات الصبغة التشريعية في شكل مراسيم”، الأمر الذي إعتبره خبراء تمهيدا لتغيير النظام السياسي في البلاد بدلا من البرلماني الذي نص عليه دستور 2014.
وقد كلّف الرئيس قيس سعيّد السيدة نجلاء بودن (63 عاما)، بتشكيل حكومة جديدة تعمل على مكافحة الفساد ومعالجة الأولويات الاقتصادية والاجتماعية.
وهذه أول مرة في تاريخ البلد الرائد في مجال الحقوق والحريّات للنساء، يتم تعيين إمرأة على رأس السلطة التنفيذية للقيام باصلاحات أهمها مقاومة الفساد.