قالت وزارة الخارجية السورية اليوم الأربعاء إنها ستعتبر أي توغل عسكري تركي في أراضيها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال يوم الاثنين إن أنقرة ستنشئ قريبا مناطق آمنة على بعد 30 كيلومترا خارج حدودها الجنوبية لمكافحة ما وصفه بالتهديدات الإرهابية، في إشارة على الأرجح إلى الجماعات المسلحة الكردية في شمال سوريا.
ونفذت أنقرة بالفعل ثلاث عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016، إستهدفت بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة.. وتعتبر دمشق عمليات التوغل إنتهاكا لسيادة البلاد ووحدة أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية السورية اليوم الأربعاء إنها بعثت برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن وصفت فيها تصرفات تركيا بأنها غير شرعية، وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الحكومية “إنها ترقى إلى توصيفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وتنوي تركيا شن عملية ضد الأكراد في شمال سوريا، في فصل جديد في نزاع يتكرر منذ أربعة عقود، في خضم نقاش حول إنضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وقد أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه يستعد لشن هجوم جديد في شمال سوريا سيتم “دراسة تفاصيله غدا الخميس خلال إجتماع مجلس الأمن القومي” الذي يشارك فيه مسؤولون عسكريون وعن أجهزة الاستخبارات.
في الأثناء، أرسلت ستوكهولم وهلسنكي دبلوماسيين إلى أنقرة الأربعاء لرفع إعتراضات تركيا كعضو في الحلف لانضمامهما وتتعلق بإستقبال البلدين للأكراد في المنفى.
وتنوي الرئاسة التركية تزويدهم ب”الأدلة” على أنشطة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون وبينهم السويد، منظمة إرهابية.
أنقرة التي شنت ثلاث عمليات في سوريا منذ عام 2016 ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي قاتلت تنظيم الدولة الاسلامية، تريد إنشاء “منطقة آمنة” بعرض 30 كلم على طول حدودها الجنوبية.
ستفصل هذه المنطقة العازلة تركيا عن الأراضي التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، علمًا أن وحدات حماية الشعب تلقت الدعم من الولايات المتحدة أثناء محاربتها تنظيم الدولة الإسلامية.
وحذرت الولايات المتحدة تركيا الثلاثاء من شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا مؤكدة أن ذلك سيعرض جنودا أميركيين للخطر.
ينفذ الجيش التركي منذ منتصف نيسان/أبريل عملية جديدة أطلق عليها إسم “المخلب-القفل” “Claw-Lock” في شمال العراق ضد قواعد حزب العمال الكردستاني ومعسكرات التدريب في إقليم كردستان العراق.
وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن مجموعة الأزمات الدولية، تستخدم تركيا منذ منتصف عام 2019 بشكل متزايد طائراتها المسيرة القتالية لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني في الجبال شمال العراق.
ونقلت مجموعة الأزمات الدولية عن محللين أتراك قولهم ان أنقرة لديها 2000 إلى 3000 رجل في حوالى أربعين موقعًا داخل العراق “أحيانًا على مسافة 40 كلم من الحدود”.
في سوريا، حيث تسيطر على ثلاثة جيوب من الشمال الشرق إلى الشمال الغرب على طول حدودها، قد يكون للجيش التركي 8000 الى 10000 رجل.
وبحسب مصادر مطلعة العملية المقبلة ستستهدف بشكل خاص مدينة كوباني الكردية التي إشتهرت بسبب معركة في عام 2015 التي سمحت لوحدات حماية الشعب المدعومة من التحالف الغربي، بصد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.