كان صادمًا، أن يطلب الفنان الفرنسي الشهير آلان ديلون Alain Delon، أن ينهي حياته بطريقة “الموت الرحيم” كنهاية لفنان عرف عنه طوال حياته أنه ساحر النساء .
آلان ديون ممثل ومخرج ومنتج فرنسي، عرف بأنه أوسم نجم عرفته السينما الفرنسية، ولد في 8 نوفمبر 1935 في أوت دو سين، إيل دو فرانس، فرنسا. ينحدر من أصول إيطالية ألمانية نسبة لوالديه. بدأ مسيرته الفنية في الفيلم القصير (Le rapt) عام 1949.. من أعماله (L”Eclisse) و(The Leopard) و(Le Samouraï) و(Zorro).
ومصطلح “الموت الرحيم” أو Euthanasia أيضا، هو ممارسة لموت طوعي غير مؤلم، يطلبها مرضى ميؤوس من شفائهم لتخفيف المعاناة الناجمة عن المرض، وهي قانونية في بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا، إضافة إلى ولاية فيكتوريا بأستراليا، كما في بعض المقاطعات الكندية، وأيضا في ولايتي واشنطن وأوريغون الأميركيتين، وللباقي من الدول هو فتك بالنفس وإنتحار بالتحايل.
آلان ديلون يطلب الموت الرحيم !!!
الموصوف دائما بأنه كان ساحر النساء “والأكثر وسامة وسحرا للمرأة” بتاريخ السينما، وهو الممثل الفرنسي المخضرم Alain Delon الذي سيتمم 87 سنة في 8 نوفمبر المقبل، ينوي إختصار الطريق إلى العالم الآخر، بإنهاء حياته طواعية، إلى درجة أنه طلب من إبنه الممثل Anthony Delon تنظيم رحيله المأساوي بطريقة “الموت الرحيم” في سويسرا حيث يقيم، وهو ما قاله الابن نفسه لقناة RTL الإذاعية الفرنسية .
وكانت طليقة ديلون، الممثلة الفرنسية Nathalie Delon الأم لابنهما أنتوني، إختارت أيضا الموت بالطريقة نفسها عندما إكتشفت مرضها بسرطان البنكرياس، بحسب ما قال إبنها في المقابلة.
إلا أن موقع مجلة Télé-Loisirs الفرنسية، أكد أنها توفيت قبل العملية العام الماضي بعمر 79 تقريبا، لذلك يبدو أنه بدأ بتسريع مصيره النهائي، طبقا لما يمكن إستنتاجه مما ورد بوسائل إعلام عدة عن المقابلة التي أجرتها RTL مؤخرا، لمناسبة إصدار الإبن لكتاب Entre Chien et Loup “بين كلب وذئب”.
ونسمع الإبن يقول في الفيديو أيضا، إنه رافق والدته “التي قررت الموت وهي على قيد الحياة، عبر الموت الرحيم لكنها لم تستخدم هذه الوسيلة.. لحسن الحظ، لم نلجأ إلى هذه العملية .. أقول لحسن الحظ لأن كل شيء كان جاهزا”، وذكر أنه وعد والده الذي طلب منه فعلا مساعدته على الموت بمرافقته حتى النهاية.
فكرة الموت لدى آلان ديلون:
وكان ألان ديلون ذكر في يناير 2018 أن الموت ليس من مخاوفه، لكنه لا يرغب بالرحيل مع الآلام، لذلك بدأ يشعر برغبة في “مغادرة هذا العالم الفاسد” بحسب ما وصفه، لكنه لا يريد الموت بمفرده “بل مع كلبي الذي أوصيت بيطريا ليحقنه بمادة خاصة، بحيث يلحق بي عند تركي لعالم يصيبني بالإمتعاض، لكثرة ما أصبح مليئاً بالفساد والجرائم كل يوم”، بحسب ما نقلت عنه مجلة Paris Match الفرنسية في تقرير لمناسبة مرور 50 عاما على مسيرته الفنية.
نقلت عنه “باري ماتش” أيضا، أن كل ما له معنى من حوله رحل بالموت من أهله وأصدقائه، ولم يجد إمرأة اليوم تملأ حياته، برغم ماضيه الغني بغراميات وزيجات عاشها وكان بائسا ببدايته، حيث تخلص منه والداه عندما كان عمره 4 سنوات، ليجد نفسه مع أسرة حضنته كما في دار الأيتام، إلا أنه عندما أصبح نجماً مشهوراً حاولا مجدداً اللقاء به، لكنه رفض الإعتراف بهما، وبعدها تغير مزاجه وبدأ يشعر أنه من الأكثر حظاً “لأني كنت محبوباً جدا من كل النساء، خصوصا الممثلات الألمانيات” وفق تعبيره.
حالة آلان ديلون الصحية:
قبل سنتين، أصيب ديلون بجلطة في الدماغ ، لكن إبنته والمحيطين به يصرون على أنه تعافى منها، والدليل أنه يخطط لمشاريع فنية جديدة وأولها برنامج تلفزيوني بعنوان «ألان ديلون في مواجهة العالم» من إعداد الصحافي سيريل فيغييه.
إلا أن حالة ألان ديلون الصحية بدأت تتدهور مع وصوله إلى أرذل العمر، وساءت أكثر حين داهمته في 2019 جلطة دماغية مزدوجة الطراز، عانى منها الكثير، وقبلها بخمسة أعوام عانى من عدم إنتظام ضربات القلب، ربما نتيجة خضوعه في 2012 لعملية جراحية في قلبه كادت تكلفه حياته.
وآخر ظهور لديلون كان في جنازة الممثل الشهير Jean-Paul Belmondo المتوفى في أوائل سبتمبر الماضي بعمر 88 عاما، حيث إبتعد قليلا عن المشيعين، وإستند في لحظة ما إلى عصا كانت بيده، وقال لمراسل Radio Europe1 إنه شعر بحزن وأسى شديدين على رحيل الفنان الذي عاصره “فقد كنا، هو وأنا، أيقونتين للسينما الفرنسية التي صنعناها، ولا يمكنك أن تذكر أحدنا من دون الآخر.. نحن في السن ذاتها تقريبا، ولن يمر وقت طويل إلا وألحق به أنا أيضاً”.
ساحر النساء آلان ديلون:
ديلون لمن يتذكر سنوات “الزمن الجميل” بالستينات والسبعينات، وجه معروف للسينما الأوروبية وعشاقها، وكان محبوبا في أفلام إنجذبت إليها النساء بشكل غريب، وقام ببطولتها ذلك الوقت، إلى أن كان فيلم Toute Ressemblance أو “كل تشابه” في 2019 آخر أعماله.
بعد فيلم “كل تشابه” راح يمضي أيامه برفقة كلبه وصديقة يابانية إسمها هيرومي تشاركه حياته منذ سنوات بسويسرا، لكنها ليست بين 5 نساء قال إنه وقع بغرامهن ولم يعدنَ على قيد الحياة، هن زوجته ناتالي ديلون، و3 عشيرات: الممثلة رومي شنايدر، والممثلة الفرنسية Mireille Darc إضافة للهولندية عارضة الأزياء ومقدمة البرامج التلفزيونية Rosalie van Breemen الأم منه لإبنين، كما ومغنية ألمانية كانت علاقته بها قصيرة جدا، هي Christa Päffgen التي زعمت أنها أنجبت منه إبنا لم يعترف به إلى الآن .
وفي مقابلة شاملة شغلت 16 صفحة مع الغلاف من مجلة «باريس ماتش» واسعة الإنتشار، قدم الممثل الفرنسي آلان ديلون وصلة من البوح النادر فيما يخص علاقاته بالنساء.. ويبلغ ديلون من العمر، حالياً، 85 عاماً، وكان أوسم وجه ظهر على الشاشة الفرنسية وإشتهر بجاذبيته التي ربطته بعدد من جميلات السينما وشهيراتها: بريجيت باردو، رومي شنايدر، ميراي دارك، بالإضافة إلى زوجته الرسمية ناتالي والدة إبنه البكر أنطوني، وشريكة حياته روزالي والدة ولديه أنوشكا وفابيان. هذا بالإضافة إلى ابن غير شرعي يدعى كريستيان، رفض الإعتراف به.
إذا كان المتابعون يعرفون أسماء بعض الحبيبات، فإن ديلون يقر بوجود أخريات مرّ على علاقته بهن ردح من الزمان، ويقول «لا بد من العودة 50 عاماً إلى الوراء». وهو يكشف عن حبيبة جديدة تدعى نيرومي، يابانية الجنسية، وقفت بجانبه طيلة فترة تعافيه من أزمته الصحية الأخيرة.
وهو يصف علاقته بالنساء بأنها كانت مضطربة؛ لأنه لم يكن مخلصاً على طول الخط.. فقد نجح في الحفاظ على علاقته بحبيبتين في وقت واحد، وهو وضع يصفه بقوله «لم أخبر أياً منهما بالحقيقة لأنني أردت السلام .. على المرء أن يكون ممثلاً، وأن يعرف كيف يكذب بإستمرار ويجيد دور العاشق الحزين».. أما تلك الأفلام التي شاركته بطولتها واحدة من حبيباته القديمات، فإنه لا يستطيع العودة لمشاهدتها اليوم.
ويقول إنه لا يحتمل رؤية فيم «المسبح» مع رومي شنايدر، ولا «السموراي» مع ناتالي ديلون، ولا «الصدر الثلجي» مع ميراي دارك، لكنه سعيد لأنه يترك وراءه رصيداً من تلك الأفلام التي دخلت تاريخ السينما وتركت أثراً لدى المشاهدين.