أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن إسرائيل تعتزم السيطرة على كامل أراضي غزة، مع تكثيف جيشها غاراته الجوية وعملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر حيث أعلن الدفاع المدني الإثنين استشهاد 22 شخصا على الأقل.
إلى ذلك، أشار نتانياهو إلى أن على بلاده تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر “لأسباب دبلوماسية”، وذلك غداة إعلانه السماح بدخول “كمية أساسية” من الغذاء إلى القطاع بعد شهرين من تطبيق الحصار على سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وقال نتانياهو في شريط مصوّر إن “القتال شديد ونحن نحقق تقدما.. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع لن نستسلم، غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له”.
وأتت تصريحاته غداة تأكيد الجيش أن قواته بدأت عملية برية واسعة في شمال وجنوب غزة، على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الانسانية التي يشهدها القطاع المدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.
وأشار إلى أن القرار جاء “بناء على توصية الجيش ونظرا إلى الحاجة العملياتية للسماح بتكثيف الحملة العسكرية لإلحاق الهزيمة بحماس”.
قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن الكثيرين في غزة “يتضوّرون جوعا”، وأن بلاده تسعى إلى “معالجة” الوضع.
وفي الفاتيكان، أكد البابا لاوون الرابع عشر الأحد أنه “يتألم بشكل كبير أمام ما يحدث في قطاع غزة”.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الإثنين من خطر المجاعة في غزة حيث يوجد “مليونا شخص يتضورون جوعا” هناك.
وندد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باستئناف إدخال المساعدات، معتبرا عبر منصة إكس أن نتانياهو “يرتكب خطأ جسيما من خلال هذه الخطوة.. حماس يجب أن تُسحق فقط، وليس أن تمد في الوقت ذاته بالأوكسجين للبقاء على قيد الحياة”.
أما وزير المال بتسلئيل سموطريتش فأكد أنه لن يسمح بوصول المساعدات إلى حماس، وقال إن “ما سيدخل في الأيام المقبلة سيكون الحد الأدنى فقط: بعض المخابز التي تُعد الخبز للناس، ومطابخ مجتمعية تقدم وجبة مطبوخة يوميًا.. هذا سيسمح للمدنيين بتناول الطعام، ولأصدقائنا في العالم بمواصلة توفير الحماية الدبلوماسية لنا”.
وتؤكد إسرائيل أن هدفها من إطباق الحصار وتوسيع العمليات زيادة الضغط على حماس ودفعها إلى الافراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
ميدانيا، قال الجيش الإسرائيلي الإثنين إن قواته “استهدفت أكثر من 160 هدفا خلال الساعات الأخيرة”.
وأصدر الجيش أمرا بالإخلاء “الفوري” لسكان محافظة خان يونس ومنطقتي بني سهيلا وعبسان المجاورتين.
من جانبه، أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 22 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع منذ فجر الاثنين.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس “نقل 22 شهيدا على الأقل إثر غارات شنها فجر اليوم الطيران الحربي الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة”.
وسجلت الحصيلة الأعلى في خان يونس بجنوب القطاع، حيث أفاد مصدر عن استشهاد 12 شخصا، بينهم خمسة قضوا في “استهداف لمنزل لعائلة أبو الروس في مدينة حمد” السكنية بغرب المدينة.
وفي الدوحة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، من دون تحقيق أي اختراق يذكر.
وقال مكتب نتانياهو إن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.