عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، محادثات بشأن فرص التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك خلال زيارة تجريها ميلوني إلى واشنطن.
وقال ترامب: “سيكون هناك اتفاق تجاري بالتأكيد، لكنه سيكون اتفاقاً عادلاً”، في حين قالت ميلوني إنها “متأكدة” من أنه يمكن للطرفين التوصل إلى اتفاق، لتضيف لاحقاً أن هدفها هو “جعل الغرب عظيماً من جديد”.
وتعد ميلوني أول زعيمة أوروبية تزور واشنطن منذ فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 20 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي قبل أن يوقفها مؤقتاً.
ويتمتع ترامب وميلوني بعلاقة جيدة، وتأمل رئيسة الوزراء الإيطالية في أن تكون جسراً بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وسط علاقات متصدعة ومخاوف متزايدة بشأن التأثير العالمي للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
ووصف مساعدو ميلوني الزيارة بأنها “مهمة سلام تجارية”، وذلك في أعقاب قرار ترامب فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10 في المئة على جميع الواردات الأجنبية إلى الولايات المتحدة تقريباً.
كان ترامب قد انتقد الاتحاد الأوروبي بشدة فيما يتعلق بالتجارة، زاعماً أن الاتحاد تأسس “للإضرار بالولايات المتحدة”. وقد عُلّقت مؤقتاً حتى يوليو/تموز المقبل رسوم جمركية “انتقامية” بنسبة 20 في المئة فرضها ترامب على الاتحاد الأوروبي.
وكانت ميلوني قد وصفت في وقت سابق الرسوم الجمركية بأنها أمر “خاطئ تماماً”، وقالت إنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بالاتحاد الأوروبي “بقدر ما ستلحقه من ضرر بالولايات المتحدة”.
رغم أن ميلوني لم تحقق أي نجاح ملموس بشأن التعريفات الجمركية خلال اللقاء، إلا أنها استطاعت إقناع ترامب بقبول دعوة لزيارة روما، قائلة إنها ستكون مناسبة له للقاء قادة أوروبيين آخرين.
ونظراً للعلاقات المتوترة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فمن المرجح أن تعد ميلوني ذلك بمثابة انتصار كبير، خاصة إذا وافق ترامب على لقاء رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال الزيارة.
وستعود ميلوني إلى أوروبا بمكانة أقوى باعتبارها الشخص القادر على إقناع ترامب، وهو الأمر الذي سيعززه لقاؤها المرتقب بنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في روما يوم الجمعة.
وفي بيانها عقب الاجتماع، انتقدت ما أطلقت عليه “أيديولوجيا اليقظة” ودعمت “الحرب ضد الهجرة غير الشرعية”.
وأضافت ميلوني أن “الهدف بالنسبة لي هو جعل الغرب عظيماً من جديد، وأعتقد أننا قادرون على القيام بذلك معاً”.
كما انتهزت ميلوني الفرصة للترويج لعمل حكومتها، قائلة: “أفخر بالجلوس هنا رئيسةً لوزراء إيطاليا التي تتمتع اليوم بوضع ممتاز، فهي بلد مستقر وموثوق”.
وأشارت إلى أن حكومتها نجحت في خفض التضخم وتحسين مستوى التوظيف، قبل أن تُشير بيدها إلى ترامب مضيفةً بابتسامة عريضة: “سامِحني إن كنتُ أروّج لبلدي، لكنك رجل أعمال وتفهمني”، فابتسم ترامب لها.
وأشاد الرئيس الأمريكي بميلوني لـ “موقفها الحازم” تجاه الهجرة، وقال إنه يتمنى لو كان هناك المزيد من أمثالها. وأكدت ميلوني بدورها أن التغيير يحدث بفضل النموذج الذي أرسته إيطاليا، في إشارة إلى إعلان الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء الماضي بشأن الدول الآمنة.