تحدثت ناسا أخيرًا بشأن سبب تركها رائدي فضاء عالقين في الفضاء لأكثر من 9 أشهر، بينما كانت هناك فرص لإعادتهما إلى الوطن في وقت أقرب بكثير، حيث قال كين باورزوكس، المدير المساعد لعمليات الفضاء في ناسا، بأن سبيس إكس ساعدت في العديد من الخيارات لإعادة سونيتا ويليامز وبوتش ويلمور إلى الوطن، لكن القرار النهائي كان يتعلق بالتكاليف.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، أوضح أنهم ناقشوا إضافة مهمة أو إعادة الكبسولة الراسية إلى الوطن مبكرًا، مضيفا “لكننا استبعدناهما بسرعة كبيرة بناءً على مقدار الأموال المتوفرة لدينا في ميزانيتنا”.
فقد بلغت ميزانية ناسا للسنة المالية 2024 حوالي 30 مليار دولار، ويأتي ذلك بعد أن كشف تقرير أن الوكالة أنفقت ملايين الدولارات على منح وعقود التنوع والمساواة والشمول (DEI) بينما كان ويليامز وويلمور عالقين في الفضاء.
وأقر باورزوكس أيضًا بأنه “ربما كانت هناك محادثات” في البيت الأبيض حول تأجيل العودة لأسباب سياسية، لكنه لم يكن جزءًا من المناقشات.
ومن جانبه، قال إيلون ماسك في وقت سابق من هذا الشهر أن بايدن رفض عرضه بإعادة سونيتا ويليامز وباري ويلمور إلى الوطن مبكرًا لأن ذلك كان سيجعل دونالد ترامب “يبدو جيدًا” في المنافسة ضد كامالا هاريس.
كان من المفترض أن يقضي ويليامز وويلمور ثمانية أيام فقط على متن محطة الفضاء الدولية عند وصولهما في 6 يونيو، لكن المشاكل الفنية في ستارلاينر دفعت ناسا إلى تأخير رحلتهما إلى الأرض بشكل كبير، حيث لم تتمكن المركبة الفضائية المعيبة من ضمان عودتهما الآمنة.
وقد التحمت كبسولة تابعة لشركة “سبيس إكس” على متنها 4 رواد فضاء بمحطة الفضاء الدولية في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في مهمة تبادل طاقم تابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ستسمح للرائدين بوتش ويلمور وسوني وليامز بالعودة أخيرا إلى الأرض بعد 9 أشهر في المحطة.
وبعد حوالي 29 ساعة من إطلاقها من مركز كينيدي للفضاء التابع لـ”ناسا” في فلوريدا، التحمت كبسولة “كرو دراغون”، التي تحمل رواد فضاء “كرو 10″، بمحطة الفضاء الدولية.
واستقبلهم طاقم المحطة المكون من 7 أفراد، ومنهم ويلمور ووليامز اللذان بقيا على متن المحطة بعد أن أجبرت مشاكل في كبسولة “ستارلاينر” التابعة لشركة “بوينغ”، وكالة “ناسا” على إعادتها فارغة.
ورحلة “كرو 10″، التي تعتبر عادة رحلة روتينية لتغيير الطاقم، تمثل خطوة أولى طال انتظارها لإعادة ويلمور ووليامز إلى الأرض، وهي جزء من خطة وضعتها “ناسا” العام الماضي، وأولاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتماما أكبر منذ توليه منصبه في يناير.
ومن المقرر أن يغادر ويلمور ووليامز محطة الفضاء الدولية الأربعاء، برفقة رائد فضاء “ناسا” نيك هيغ، ورائد الفضاء الروسي ألكسندر غوربونوف.
ووصل هيغ وغوربونوف إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر على متن مركبة “كرو دراغون”.
وتشابكت مهمة تبادل الطاقم مع السياسة، إذ حث ترامب ومستشاره الرئيس التنفيذي لشركة “سبيس إكس” إيلون ماسك على تسريع إطلاق مركبة “كرو 10″، وقالا، من دون دليل، إن الرئيس السابق جو بايدن ترك ويلمور ووليامز في المحطة لأسباب سياسية.
وعكف الرائدان ويلمور ووليامز على إجراء أبحاث علمية وتنفيذ مهمات صيانة روتينية على متن المحطة الفضائية الدولية مع 5 رواد فضاء آخرين، وقالت وليامز للصحفيين هذا الشهر إنها تتطلع للعودة “لرؤية أسرتها وكلبيها”.