أعلن اليوم التاسع من يناير ، كما كان مقررا ، رئيس مجلس النواب الللبناني نبيه بري قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيساً للبلاد، جاء ذلك بعد فرز الأصوات في الجولة الثانية من تصويت البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس، بعد شغور رئاسي لأكثر من عامين .
وكان البرلمان قد فشل في انتخاب عون في الدورة الأولى من التصويت في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، رغم إن انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية كان محل اتفاق منذ أمس الأربعاء، لكن الكتلة الشيعية أرادت فقط إثبات قوتها من خلال إحباط التصويت له خلال الجلسة الأولى وهي رسالة بأنهم قادرون على تعطيل انتخاب الرئيس .
وانتخب جوزيف عون رئيسا بعد حصوله على 99 صوتا من أصل 128 نائبا قاموا بالتصويت خلال جلستين منفصلتين اليوم، لينهي بذلك شغورا استمر أكثر من عامين، وذلك بدعم عربي ودولي كبير .
وفشل المجلس بانتخاب عون رئيسا خلال جلسة أولى حصل خلالها على 77 صوتا وشهدت مشادات بين بعض النواب، حيث رفع رئيس المجلس نبيه بري الجلسة ساعتين قبل العودة للتصويت مجددا.
ونقل عن مصادر مطلعة أن القوى السياسية كانت متفقة على انتخاب عون رئيسا منذ أمس، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد يواجه تحديات كبيرة تفرضها الاعتبارات الداخلية والخارجية والمتغيرات الإقليمية وخصوصا ما حدث في سوريا.
مهمة صعبة
سيكون أمام جوزيف عون مهمة صعبة تتمثل في تشكيل حكومة وصياغة رؤية وطنية متكاملة ، حيث إن الحصول على 99 صوتا يعتبر تفويضا كبيرا من البرلمان للرئيس.
كما يتداول أن جوزيف عون نأى بنفسه عن الخوض في السياسة خلال الأزمة الماضية، وسمح بالمظاهرات في حدود لا تنال من هيبة الدولة، وقد انتقده البعض لأنه لم ينخرط في قمع المتظاهرين.
وبعد أدائه اليمين القانونية، قال جوزيف عون أمام البرلمان “إن لبنان وصل إلى لحظة الحقيقة التي يتعين عليه فيها إعادة تعريف فهمه للديمقراطية وحكم الأكثرية ومكافحة الفقر والعلاقات بالخارج”.
وتعهد عون بالتصدي لتجارة المخدرات وتبييض الأموال، وقال إنه لن يتدخل في القضاء ولن يمنح حصانة لفاسد أو مجرم، وإنه سيمارس كافة صلاحياته كحكم بين كافة المؤسسات.
كما تعهد بالعمل مع الحكومة الجديدة على وضع قانون لاستقلال القضاء بما يتفق مع معايير الكفاءة والنزاهة، وتفعيل دور التفتيش القضائي وتسريع البت في الأحكام بما يضمن الحقوق ويشجع الاستثمار.
وتعهد رئيس الجمهورية بتأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح كونه قائدا أعلى للجيش الذي قال إنه سيعزز عقيدته كجيش وطني يعمل على ضبط الحدود وتثبيت أمنها واحترام اتفاق الهدنة ومنع الاعتداءات الإسرائيلية.