أكّد قادة مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء على ضرورة “الوحدة” في السياسات الخارجية والمجال الإقتصادي، بعد عام من حل الأزمة الدبلوماسية مع قطر، في قمة إستضافتها الرياض وغاب عنها العاهل السعودي الملك سلمان.حضر القمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وملك البحرين وأمير قطر ونائب رئيس الإمارات وولي عهد الكويت ونائب رئيس وزراء عمان.وقال الأمين العام للمجلس نايف مبارك الحجرف في البيان الختامي للقمة إنّ قادة المجلس إتفقوا على “أهمية تضافر الجهود لتنسيق وتكامل السياسات الخارجية للدول الأعضاء وصولا لبلورة سياسة خارجية موحدة وفعالة تخدم تطلعات وطموحات شعوب دول الخليج وتحفظ مصالحها”.وتابع أن قادة المنطقة إتفقوا على “أهمية متابعة إنجاز أهداف الرؤى الاقتصادية لدول مجلس التعاون لتحقيق التنوع الاقتصادي وتعظيم الإستفادة من الإمكانيات الاقتصادية”.. كما أشار إلى الاتفاق على “تطوير تكامل شبكات الطرق والقطارات والاتصالات” بين دول المجلس وتنسيق الجهود لمكافحة “التغير المناخي والأوبئة والأمراض”.وتسعى دول الخليج إلى تنويع إقتصاداتها بعيدا عن النفط، وبدأت خلال السنوات الماضية في ضخ إستثمارات ضخمة في قطاعات السياحة والترفيه والرياضة وغيرها.وقال ولي العهد السعودي في كلمته إنّ القمة تأتي في ظل “تحديات عديدة تواجهها المنطقة تتطلب منا مزيدًا من تنسيق الجهود بما يعزز ترابط وأمن وإستقرار دولها”.كما أشار إلى أهمية “إستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية ومنظمتي الدفاع والأمن المشترك بما يعزز دورنا الإقليمي والدولي من خلال توحيد مواقفنا السياسية”،ووأعرب عن أمله في “إستكمال بناء تكتل إقتصادي مزدهر يتطلب إيجاد بيئة جذابة ومحفزة تعتمد على تنويع مصادر الدخل”.سبق القمة الخليجية جولة لولي العهد السعودي في دول المجلس ، جاءت فيما تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية لحلحلة الخلافات الاقليمية وخصوصا مع إيران وتركيا، حيث تقيم السعودية حوارا على جولات مع طهران، فيما أرسلت الإمارات وفدين رفيعي المستوى إلى إيران وتركيا.واكّد ولي العهد السعودي “أهمية التفاعل بشكل جدي وفعّال مع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني”، في وقت باتت مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، الذي تعارضه الرياض، في فيينا على وشك الانهيار.ورحّب الأمير محمد بن سلمان، بالوفود المشاركة، مشدداً على ضرورة ترابط دول مجلس التعاون وتوحيد الصف في وجه التحديات، وذلك بعد مرور أربعة عقود على تأسيس المجلس.وأشاد بالتضامن الذي أدى إلى نجاح مخرجات قمة العلا، مشيرا إلى أن المجلس حقق الكثير من الإنجازات.ومن ناحية أخرى أكد الأمير محمد بن سلمان في كلمته “على أهمية دعم إستقرار العراق”.وأيضاً نوّه ” إلى ضرورة الوصول لحل سياسي في اليمن”، مشيرا إلى “أن الحوار هو الطريقة المثلى لحل النزاعات”، وأكد على “دور السعودية المفصلي في تجاوز التحديات”.. وأكد على ضرورة منع أفغانستان من أن تصبح مصدر تهديد للمنطقة. وذكرت وسائل الإعلام السعودية أن جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إستهدفت التأكيد على التضامن في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وسط حالة من عدم التيقن في الخليج بشأن الدور الأمريكي في المنطقة.وتتعامل الرياض وأبوظبي مع إيران لاحتواء التوتر إذ تخشيان من طموحات طهران النووية وبرنامجها الصاروخي ومد نفوذها في المنطقة.وقال الرئيس الإيراني المتشدد إن من أولويات سياسته الخارجية تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية المجاورة.وقال نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي للتلفزيون السعودي قبيل القمة إنه يتعين على إيران “تقديم مؤشرات لحسن النية والكف عن كل ما يزعزع أمن وإستقرار المنطقة”.