بمجموعة من الأيقونات الفريدة على مستوى العالم، يأتي معرض «ما بعد الانطباعية.. رؤية أعمق»، الذي افتتح أبوابه في ال15 من أكتوبر ويستمر حتى التاسع من فبراير المقبل، في متحف اللوفر أبوظبي.
يضم المعرض أكثر من 100 عمل لفنانين مشهورين مثل فان جوخ وسيزان وغوغان وسورات، يستعرض من خلالها ملامح الفترة التي عرفت في عالم الفن بإسم ما بعد الانطباعية، مع التركيز على الأعوام من 1886-1905 من هذه الفترة، حيث شهد هذان العقدان فترة تميزت بإبداع كبير وخبرة في مجال الفنون، وشهدت تحولاً من الانطباعية إلى ظهور المدرسة الوحشية في صالون دوتون.
وفي تنسيق لافت، يكشف المعرض، الذي ينظمه «اللوفر أبوظبي» بالشراكة مع متحف أورسيه، أبرز ملامح الفترة من منتصف القرن الـ19 حتى بداية القرن الـ20، وكيف شكل فنانو تلك الفترة «ما بعد الانطباعية»، وفق ما أطلق عليه النقاد، والتي ظهرت بفضل العلاقات التي جمعت بين هؤلاء المبدعين دون أن يكونوا جماعة فنية موحدة، ورغم أن الفنانين كانوا في الحقيقة ورثة الثورة الانطباعية في سبعينات القرن الـ19، إلا إنهم أدخلوا تغييراً جذرياً على مبادئها، فبدلاً من رسم الحياة الحديثة، وتجسيد ما هو عابر، ونقل صخب المدن أو المناظر الطبيعية الغارقة في الضباب، تبنوا تصوراً للفن بوصفه منفذاً للوصول إلى ما هو ثابت، وكذلك إلى ما هو عالمي، وبوصفه ترجمة للقوة الأساسية في الطبيعة، وعلى هذا النحو سعوا إلى ملامسة الحقيقة الكامنة فيما وراء المظاهر و«الرجوع إلى الإنسانية في مرحلة الطفولة» على حد تعبير بول غوغان.
احتفاء فناني «ما بعد الانطباعية» بلمسة الرسام الخاصة، انعكس على تصميم المعرض الذي يبدأ بقاعة استقبال، تتوسطها شاشة ضخمة تقدم للجمهور معلومات شاملة عن المعرض والحقبة الزمنية التي يغطيها، لينتقل بعدها إلى مساحة تتوسطها شاشة دائرية تفاعلية يمكن للمتلقي من خلالها الضغط على أسماء الفنانين للتعرف إلى معلومات عنهم، وعن أساليبهم الفنية المميزة، وتفضي هذه المساحة إلى قاعات حملت أسماء هؤلاء الفنانين، وهم: بول سيزان، وبول غوغان ومدرسة بونت آفين، وفان جوخ، وآخرون. وتم وضع نموذج للوحة الألوان التي كان يستخدمها كل منهم، لتوضيح أسلوبه في دمج الألوان وتوظيفها في أعماله.
غرفة فان جوخ
من أبرز الأعمال التي يضمها معرض «ما بعد الانطباعية.. رؤية أعمق» لوحة الفنان فان جوخ الشهيرة «غرفة نوم في آرل». وتظهر في هذا العمل غرفة نوم فان جوخ في «البيت الأصفر» بمدينة آرل التي أسس فيها مرسمه الخاص، وسكنها منذ سبتمبر 1888، والعمل يمثِّل جوهر مرحلة «ما بعد الانطباعية»، وخروجها على الأعراف الفنية التقليدية.
إلى جانب عملَين يُعدّان من أبرز الروائع في العالم العربي للفنان المصري جورج حنا صبّاغ، هما: عائلة صبّاغ في لا كلارتيه (1920)، وعائلة صبّاغ في باريس (1921).