كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، عن تحركات جديدة و”مفصلية” ستطرأ خلال الأيام القليلة المقبلة على ملف المصالحة الداخلية “المُعقد” والمعطل منذ شهور طويلة.
وأكدت المصادر عن وجود مشاورات واتصالات تجري على قدم وساق بين الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم حركتي “فتح” و”حماس” من أجل تحريك مياه المصالحة الراكدة وإعادة طرح جميع عقباتها على طاولة النقاش والحوار الداخلي.
وذكرت أنه وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس، ستكون هناك لقاءات قريبة تجمع الفصائل في العاصمتين القاهرة والدوحة، من أجل إعادة إحياء ملف المصالحة، ومناقشة كافة الملفات التي كانت في السابق تُعرقل وتعيق التوصل لتوافق داخلي يُنهي حالة الانقسام الحاصلة منذ العام 2007.
وأشارت المصادر إلى العاصمة المصرية ستشهد الأربعاء المقبل لقاءً هامًا بين حركتي “فتح” و”حماس” لمناقشة المصالحة كلقاء أولي، وبعدها ستكون هناك لقاءات متتالية تجمع باقي الفصائل، وستكون جميعها تحت رعاية الوسيط المصري.
وذكرت أن الرئيس عباس سيعقد لقاءً قريبًا مع قيادة حركة “حماس” لمناقشة التحرك الجديد بملف المصالحة، بعد اللقاء الذي أجراه قبل أيام في الدوحة مع قيادات الحركة ذاتها.
ونفت المصادر ذاتها لـ “رأي اليوم”، أن تكون هناك مبادرات جديدة ستُطرح على حركتي “فتح” و”حماس”، مشيرةً إلى أن ما سيتم التعامل معه هو إعادة تنفيذ ومناقشة الاتفاقات السابقة التي تم تعليقها بسبب الخلافات بين الحركتين، وستكون هناك لقاءات جدية ولجان مشتركة للمتابعة والتنفيذ، حال تم الاتفاق.
وأشارت إلى أن النقاط الرئيسية التي سيتم التركيز عليها في المشاورات المقبلة، تجاوز كل عقبات الانقسام والتوصل للوحدة، وتشكيل حكومة جديدة، والإشراف على إعمار غزة ما بعد الحرب وإغاثة سكانه، وكذلك قضية تسليم المعابر الرئيسية للسلطة الفلسطينية وإدارة القطاع.
وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة فتح بزعامة محمود عباس.
وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، كان آخرها اجتماعات في الصين والجزائر وبمدينة العلمين بمصر وغيرها من العواصم ، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادّة تحقق هدفها.