صرح الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي اليوم السبت إن أحدث أزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار.
وطردت المملكة العربية السعودية ودول عربية خليجية أخرى مبعوثين لبنانيين في خلاف دبلوماسي يهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، بعد إنتقادات من وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي للتدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.
وقال الأمير فيصل لرويترز في مقابلة : “أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.. أعتقد أن من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مسارا للمضي قدما بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله”.
وأشار بن فرحان إلى أن المملكة ليس لها رأي حول ما إذا كان على الحكومة اللبنانية الحالية أن تبقى أو ترحل.
وأعلنت الحكومة السعودية، مساء الجمعة، إستدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور مع إمهال السفير اللبناني لدى المملكة 48 ساعة للمغادرة، وذلك على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وبيروت، المتعلقة بتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الذي قال في حديث مسجل لبرنامج “برلمان شعب” على قناة “الجزيرة” في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: “شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟.. في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
وإعتبر قرداحي أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه إعتداء خارجي”، ليوجه له أحد الحضور سؤالا: “هل تعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟”. ورد: “أكيد فيه إعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك إعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.
وعلى خلفية هذه الأحداث شكلت الحكومة اللبنانية خلية لحل هذه الأزمة ، وبعد أول إجتماع لها السبت أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، “حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، وترسيخ هذه العلاقات من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض ولا تتسبب في أزمة بين البلدين لا سيما وأن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة”.