نفت هيئة المعابر بقطاع غزة، الأربعاء، مزاعم إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، جنوبي القطاع، أمام إدخال المساعدات.
وصرح متحدث الهيئة هشام عدوان، إن “قوات الاحتلال تغلق معبر كرم أبو سالم التجاري، أمام حركة دخول المساعدات لقطاع غزة”.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية “لا تزال داخل معبر رفح البري وتسطير عليه، ما أدى لتوقف حركة السفر ودخول المساعدات الإنسانية للقطاع”.
وجاءت تصريحات “عدوان”، تفنيدا لإدعاء الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، لمرور مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الذي يشن عليه حربا مدمرة منذ 7 شهور، استجابة لطلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وصباح الأربعاء، أفاد الجيش في منشور عبر منصة إكس، بأنه “وصلت بالفعل شاحنات من مصر تحمل مساعدات إنسانية إلى المعبر”، وهو ما نفاه متحدث هيئة المعابر بغزة .
وتتزامن مزاعم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم مع إعلان فصائل فلسطينية خوضها “اشتباكات ضارية” صباح الأربعاء، مع قوات إسرائيلية في المنطقة الشرقية لمحيط معبر رفح، التي تبعد كيلومترات عن الطريق الرئيسي الفاصل بين المعبرين البريين على طول الشريط الحدودي مع مصر.
ويأتي الإدعاء الإسرائيلي حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم غداة انتقادات دولية وجهت لتل أبيب على خلفية توقف دخول المساعدات الإنسانية إلي غزة عبر معبر رفح، بعد اجتياح قوات إسرائيلية للجانب الفلسطيني منه والسيطرة عليه بشكل كامل.
وتهدد سيطرة إسرائيل على معبر رفح – الممر الرئيس للمساعدات الإنسانية – بتفاقم الأوضاع الكارثية، لاسيما أن مخزونات الغذاء في غزة تغطي فقط من يوم إلى 4 أيام، وفق الأمم المتحدة، الثلاثاء.
والأحد، أغلق الجيش الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم، بزعم أن فلسطينيين أطلقوا عليه قذائف هاون، مما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 11 آخرين.
لكن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قالت إنها استهدفت تجمعا لقوات إسرائيلية في موقع عسكري قرب منطقة كرم أبو سالم، ردا على الحرب المتواصلة على غزة.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
من جهتها، أدانت دولة الإمارات، الأربعاء، سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين غزة ومصر، محذرة من عواقب هذا التصعيد العسكري على تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
والثلاثاء، أعلنت إسرائيل السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر البري، ضمن ما تزعم أنها عملية عسكرية “محدودة النطاق” مستمرة منذ الاثنين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت الخارجية الإماراتية، في بيان: “أدانت دولة الإمارات بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية وسيطرتها على معبر رفح الحدودي”.
وحذرت من “عواقب التصعيد العسكري، الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، وباستفحال المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع”.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها المستمرة عليه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية.
وشددت الإمارات على “ضرورة عدم تعريض تدفق المساعدات الإنسانية لأية مخاطر أو عوائق تحد من وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان في قطاع غزة”.
وإثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح- الممر الرئيس للمساعدات الإنسانية- تم إغلاقه في الاتجاهين، مما ينذر بتفاقم الكارثة، لاسيما أن مخزونات الغذاء في غزة تغطي فقط من يوم إلى 4 أيام، وفق الأمم المتحدة الثلاثاء.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، بات قطاع غزة، ولاسيما محافظتي الشمال وغزة، في براثن مجاعة أودت بحياة عشرات الفلسطينيين؛ في ظل شح شديد بإمدادات الغذاء والماء والدواء.
وفي السياق، دعت دولة الإمارات “المجتمع الدولي إلى بذل كافة الجهود، بدون إبطاء، للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار بغزة”.
وحذرت من “انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف”.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تستضيف القاهرة حاليا مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وسبق أن أعلنت حماس، الاثنين، قبولها بمقترح إتفاق مصري قطري، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعم أنه “لا يلبي متطلبات بلاده”، وأعلن تمسكه باستمرار العملية العسكرية في رفح.