بعد أكثر من تسع سنوات خلف القضبان في حبس احتياطي، لم يتم عرض هنيبعل القذافي على القضاء اللبناني للبت في أي من التهم الموجهة إليه، حيث حضت منظمة هيومن رايتس واتش، يوم الثلاثاء في 16 يناير 2024، السلطات اللبنانية على إطلاق سراح هنيبعل ، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معللة أن التهم بحقه “ملفقة”.
وقد دخل ملف هنيبال القذافي، الموقوف في لبنان منذ ديسمبر 2015، مرحلة جمود فرضتها أولاً الحرب الدائرة في قطاع غزة وعدم تعاون الطرف الليبي حتى الآن مع السلطات اللبنانية في إطلاق سراحه .
كان قد أوقف هنيبعل القذافي في لبنان في ديسمبر 2015، بعدما تم استدراجه من سوريا حيث كان لاجئا سياسيا هناك، وأصدرت السلطات اللبنانية مذكرة توقيف بحقه بتهمة “كتم معلومات” على خلفية قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ورفيقيه، الذي شوهد للمرة الأخيرة في ليبيا في 31 آب/ أغسطس 1978، بعد أيام من وصوله إليها بدعوة رسمية.
ورغم أن وقت اختفاء الصدر كان هانيبال لم يبلغ بعد الثالثة من العمر، إلا أن الطائفة الشيعية في لبنان تحمّل معمر القذافي مسؤولية اختفاء الصدر ورفيقيه، وقام النظام الليبي السابق بنفي هذه الاتهامات مؤكدا أن الثلاثة غادروا البلاد متوجهين إلى إيطاليا، لكن الأخيرة نفت دخولهم إلى أراضيها.
“هنيبعل القذافي : الظلم الذي أتعرض له لا يرضاه لا قضاء ولا قدر وتنبذه الديانات السماوية”
“وسأتحدث يوما عن جهات بلبنان قايضت بحريتي وطالبت منا أموال وتعويضات”
السلطات الليبية لم تراجع لبنان
وفق مجريات الملف، تعتبر أن “كرة ملف هنيبعل القذافي” في ملعب الليبيين أنفسهم، حيث لم يتم التواصل مجددا مع السلطات اللبنانية لحل هذه القضية المعقدة .
وكان هنيبعل القذافي قد تدهورت صحته في يونيو 2023، بعد إضرابه عن الطعام ، اعتراضا على احتجازه دون محاكمة، ونقل على إثرها للعلاج في إحدى المستشفيات اللبنانية، وتقدّمت السلطات الليبية بطلب إخلاء سبيله، لكن رئيس الوزراء اللبناني في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال حينها في بيان إن حكومته لم تتلق أي طلب من الجانب الليبي.
فالوفد الرسمي الليبي الذي كان من المقرر أن يعود إلى بيروت في النصف الأوّل من شهر فبراير 2023، لفتح صفحة جديدة من تعاون قضائي ضمن مذكرة التفاهم التي وُقعت بين الدولتين في مارس 2014، لم يطلب تحديد مواعيد رسمية جديدة، ما يعني أن ملف هنيبعل معلّق عند هذا الأمر.
كما تسلم لبنان في 2023 رسالة من وزارة العدل الليبية تبدي فيها استعدادها للتفاوض من أجل التوصل إلى حلّ يفضي لإطلاق سراح نجل القذافي، لكن مصدرا قضائيا لبنانيا قال حينها إن الرسالة “لا تولي أهمية لكشف مصير الصدر ورفيقيه”.
معاملة مميزة داخل سجنه
فبحسب مصادر مطّلعة فإن هنيبعل القذافي يُعامل معاملة “مميزة” داخل سجنه الانفرادي، حتى إنه خضع منذ فترة لعملية جراحية تجميلية وتم تأمين طبيب خاص لمعاينته بشكل دوري.
كما أن عائلته التي استقرّت في لبنان أخيراً، تزوره دائماً بالإضافة إلى وكلائه القانونيين”.
ورغم الظروف الإنسانية “المقبولة” التي يعيش فيها داخل سجنه بالمقارنة مع باقي السجناء، فإن هنيبعل القذافي يعاني من مرض تخلخل العظام بسبب عدم تعرّضه لأشعة الشمس، علماً أنه يُسمح له بالسير يومياً خارج سجنه لمدة ساعة فقط ، لكنه يرفض.
في المقابل، تحسّنت حالته الصحية واستقرّ معدّل ضغط الدم والسكري بعد أن فكّ إضرابه عن الطعام الذي بدأه العام الماضي كوسيلة ضغط لتحريك ملفه الجامد قضائياً.
“هنيبعل القذافي: أنا “كبش محرقة”ورهينة ومعتقل سياسي في قضية لا علاقة لي بها.. كنت طفلاً عندما اختفى الإمام الصدر ورفيقيه”
هنيبعل يحكي على ظروف إيقافه التعسفية :
وبعد تداول خبر أنه يعامل معاملة استثنائية VIP ، في زنزانته بلبنان ، صرح هانيبال القذافي : “وضعي ليس جيدًا تحت الأرض وأريد الأكسجين، حيث أعيش بهدلة ،و أتحداكم أن تشرحوا لي أين المعاملة الخاصة وما هو مفهومكم للـVIP…؟؟؟
أنا كبش محرقة ورهينة ومعتقل سياسي في قضية لا علاقة لي بها وملف لا أعرف عنه شيء .. كنت طفلاً عندما اختفى الإمام الصدر ورفيقيه .
الظلم الذي أتعرض له لا يرضاه لا قضاء ولا قدر وتنبذه الديانات السماوية .. فليأخذوا شعري وأسناني التي يتحدثون عنها ويعطونني حريتي.. لي في ذمة الدولة 9 سنوات فعلية و12 سنة حكمية.. حرمت من أولادي كل هذه السنوات ويسألونني لماذا لا أعود، ولا أعرف بماذا أجيبهم؟ مطروح أن أخرج عن طريق بلد أختاره إذا تمت التسوية.
كل الذي أذكره أن والدي كان يحب الإمام وأنا أحببته عن طريق الوالد وقرأت عنه في موسوعات أحمد الكيلاني، كان والدنا يخبرنا بأن الإمام موسى الصدر خرج من ليبيا إلى روما وهناك اختفى أثره.
من هم في لبنان اليوم يريدون إجراء مقايضات ، وسوف أتحدث يومًا ما عن فضائح تتعلق بالجميع وعن جهات طلبت منا أموالاً وتعويضات”.