فيما وصفت بالمذبحة الفنية، أصدر نقيب المهن الموسيقية الفنان هاني شاكر قرارا بمنع 19 مطربا للمهرجانات الشعبية من العمل الفترة المقبلة، وسحب تصاريحهم السنوية للغناء.
القرار شمل منع كل من حمو بيكا وحسن شاكوش ومجدي شطة وكزبرة وحنجرة وعمرو حاحا وفرقة الكعب العالي وأحمد قاسم الشهير بفيلو وآخرين.
القرار جاء- كما قيل- بسبب عدم تقنين أوضاع هؤلاء المطربين بالنقابة خلال الفترة الماضية، وحتى إجتيازهم للإختبارات .. القرار الذي وصف بالجريء قوبل بترحاب وحفاوة بالغة عند قوم، وبإستياء وغضب عند آخرين.
كان من بين الناقمين على القرار رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي علق قائلا: أول مرة أشوف نقيب للمغنيين فخور جدا بمنع الغناء.. وأضاف ساويرس: الجمهور اللي يقرر يسمع مين و ميسمعش مين.. مش النقيب .. ربنا بس اللي يمنع حد من الغناء بنحب الغناء الشعبى ،، فعلا قرار معيب!”.
من جهته قال الكاتب الصحفي سيد محمود إن منع مطربي المهرجانات من الغناء جريمة ترتكبها نقابة الموسيقين، لانه- حسب رأيه- لا توجد جهة او هيئة يمكن أن تحرم إنسانا من ممارسة حقه في الغناء.
وأضاف أن الأهم أن الإنترنت والثورة التكنولوجية أتاحت ما يسمى بديموقراطية الوسيط ، التي هزت سلطات المنع وسحبت منها أدوات الإعتراف ، وأكدت أن مهمة النقابة حماية مصالح الأعضاء وهي جهة تنظيم وليست جهة رقابة ، وسعي النقابات المهنية لإصدار قانون يتيح لموظفيها سلطة الضبطية القضائية هو باب من أبواب الفساد والتسلط لأن القانون أتاح للرقابة على المصنفات هذه المهمة التي ينبغي النضال لترشيدها أو منعها من الأصل.
جدل حول القرار الجريء بين مؤيد ومعارض.. ساويرس يصفه بـ”المعيب”.. وحجازي: الإنفصال بين الفصحى والعامية أوصلنا لأغنية “بحبك يا حمار”
وقال إن المستمع له الحق في الإختيار وأن مهمة أجهزة الدولة الإيديولوجية في الثقافة والتعليم ، زيادة الإنفاق على الفنون الرفيعة في الاوبرا والباليه والأوركسترا السيفوني لخلق ذائقة مجاورة ، وهذا أقصى ما نطمح إليه حسب قوله.
وذكّر بأباطرة أواخر الستينيات عندما منعوا الفنان الشعبي أحمد عدوية من الغناء الرسمي ، فقذف ماسبيرو بحجر وبنى إمبراطوريته خارجها بوسيط آخر هو الكاسيت ، وعادت أجهزة الدولة وإعترفت به لأن ذائقة الناس إنحازت لموهبته .. وأثبتت الأيام جدارة هذا الإنحياز.
من جهته هاجم الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي الأغاني المبتذلة، وأضاف أن الإنفصال بين الفصحى والعامية أوصلنا إلى أغنية “بحبك يا حمار”!
وذكّر حجازي بالعامية المصرية الراقية التي إستخدمها فؤاد حداد وبيرم وجاهين وسواهم من جيل العمالقة.
على الجانب الآخر رحّب عدد من النشطاء بالقرار، مؤكدين أن هؤلاء المدّعين أفسدوا ذائقة الناس بإيحئاتهم الجنسية الغير أخلاقية على المسرح.. كما أكدوا أن الذوق العام وصل لأدنى مستوياته، وكنا بحاجة ماسة لمثل هذا القرار لمنع وإيقاف المهزلة بكل السبل المتاحة.