قالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الأربعاء إنه “من الصعب للغاية تصديق” أن تنظيم الدولة الإسلامية كان لديه القدرة على شن الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو يوم الجمعة الماضي والذي أسفر عن مقتل 140 شخصا على الأقل.
وأعلنت زاخاروفا، أن أوكرانيا وحدها لم تدن الهجوم الإرهابي في قاعة “كروكوس”، على الرغم من أن العالم أجمع، بما في ذلك الغربيون، أدانوه بشدة.
وقالت زاخاروفا: “العالم كله تقريبًا أدان الهجوم الإرهابي.. ثم انجذب الغربيون إلى الجوقة العالمية.. باستثناء دولة واحدة، دولة واحدة فقط على كوكبنا سارت في الاتجاه المعاكس، لست متأكدة من أنه يمكن القول بلد أو دولة.. ومع ذلك، دعونا نتحدث عن نظام كييف”.
وأضافت أن تعليقات ساخرة وخبيثة ظهرت في الجزء الأوكراني من شبكات التواصل الاجتماعي، ولم تفكر المنصات الأمريكية حتى في حذفها.
وأشارت: “من الواضح أن موت وألم ومعاناة الأبرياء يمنح شخصًا ما نوعًا من الرضا.. وهذا لا ينطبق فقط على نظام كييف، ولكن أيضًا على كل أولئك الذين يعتبرون أنه من الممكن تبرير قتل المواطنين الروس والناطقين باللغة الروسية”.
وشكك مسؤولون روس مرارا في تأكيدات المخابرات الغربية بأن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن الهجوم رغم أن التنظيم نفسه أعلن مسؤوليته عنه، وأشاروا بدلا من ذلك إلى أن أوكرانيا كانت تقف وراء الهجوم.
ذكرت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي اعتقل اليوم الأربعاء أعضاء في جماعة “آليا آيات”، وهي جماعة دينية تتبع حركة العصر الجديد نشأت في قازاخستان يحظرها القانون الروسي باعتبارها “متطرفة”، في مدينة روستوف أون دون.
والسلطات الروسية في حالة تأهب قصوى منذ إطلاق نار في قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو يوم الجمعة الماضي أدى إلى مقتل 139 شخصا على الأقل، حيث أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
وشهد مجمع “كروكوس سيتي هول” في مقاطعة موسكو هجومًا إرهابيًا مروعًا، مساء يوم الجمعة 22 آذار/ مارس، عندما اقتحمه مسلحون وأطلقوا النار على رواده من مسافة قريبة وألقوا قنابل حارقة.
وقد أعلنت لجنة التحقيق الروسية إرتفاع عدد الضحايا الذين عُثر على جثثهم خلال فحص حطام مجمع “كروكوس سيتي هول” إلى 139 قتيلًا، فيما ذكرت رئيسة تحرير المجموعة الإعلامية “روسيا سيغودنيا” مارغريتا سيمونيان، أن عدد القتلى جراء الهجوم إرتفع إلى 143 شخصًا، فيما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن عدد مصابي الهجوم بلغ 180 شخصًا.. وتم إعلان يوم 24 آذار/ مارس يوم حداد وطني.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنه تم العثور على منفذي الهجوم الإرهابي الأربعة واحتجازهم، حينما حاولوا الهرب وكانوا يتجهون نحو أوكرانيا، حيث تم إعداد منفذ (ممر للهروب) لهم على الجانب الأوكراني لعبور الحدود. وذكرت وزارة الداخلية الروسية أن هؤلاء الأشخاص كانوا أجانب.
وبحسب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فإن الأسلحة التي استخدمها الإرهابيون تم وضعها مسبقًا في مخبأ سري.
وقال بوتين إن روسيا لم تواجه هجومًا إرهابيًا مخططاً له بعناية فحسب، بل واجهت قتلًا جماعيًا مُعدًا ومنظمًا للسكان المسالمين، مؤكدًا أن جميع مرتكبي هذه الجريمة ومنظميها وعملائها سينالون العقاب العادل والمحتم، منوّهًا إلى أنه إجمالًا تم اعتقال 11 شخصًا، ويعمل المختصون في الوزارات الأمنية على كشف القاعدة الإرهابية بالكامل.