صدر كتاب “الحرب العالمية على سورية.. هل انتهت اللعبة؟” باشراف الكاتب فيصل جلول والكاتب ميشيل رامبو.
ومن وجهة نظر الكاتبان ، يرون إذا كان هناك موضوع ذا طبيعة تجعله يتوافق وعمل مشترك فهو الحرب السورية: حرب عدوانية شاملة على سورية تندرج ضمن مخطط تنفذه الإمبراطورية الأمريكية منذ العام 1991 لبسط هيمنتها على العالم، في حين تقدَّم عموماً في الغرب على أنها معركة طبيعية من أجل الديمقراطية أو تصوَّر على أنها حرب أهلية. إنها منذ أكثر من اثني عشر عاماً حرب الصورة والاتصالات، مرحلة حاسمة في المواجهة الجيوبوليتيكية الجارية بين الغرب والمنطقة الأوراسية.
فكرة المؤلَّف المشترك باللغة الفرنسية، الذي يجتمع فيه مؤلفون مختلفون، فرنسيون ولبنانيون وسوريون، هي فكرة فيصل جلول، الكاتب، والباحث والاختصاصي في شؤون الشرق الأوسط، الذي دعاني إلى تنسيقه والإشراف عليه. سيكون لمشاركة ستة عشر كاتباً من خلفيات مختلفة، واختصاصات متكاملة، قيمة كبيرة تضاف إلى معالجة الموضوع.
التزامهم المشترك الوحيد هو الدفاع عن قضية الدولة السورية الشرعية في مواجهة التعديات الخارجية كلها. لم يبد لنا غموض العنوان الذي يتحدث عن “نهاية لعبة ” متنافياً مع التطور المثبت منذ بضع سنوات: إن كانت الدولة السورية المدعومة من حلفائها (روسيا، وإيران، وحزب الله اللبناني) قد انتصرت عسكرياً وسياسياً بفعل صمود جيشها ومقاومة شعبها، وفقاً لاعتراف وسائل إعلام الولايات المتحدة، فإن الوضع قد يطول على شكل حرب هجينة حالية مفروضة على شكل عقوبات وإجراءات غير شرعية يمارسها ” معسكر الخير “.
إلا أن النهاية تبدو أيضاً على ارتباط بالتطورات الجيوبوليتيكية الجارية (في أوكرانيا وفي العالم) في سياق التحول الكبير على المستوى العالمي في صالح المعسكر الأوراسي، الذي تسارع فجأة في ربيع 2023 ليمس القارات كلها بما في ذلك العالم العربي ــ الإسلامي الذي بدا حتى الآن مشدوداً إلى الغرب.
إن للمنعطف الحاد الذي قامت به العربية السعودية بتوجيه من محمد بن سلمان دلالته المهمة من دون شك: ككل بلدان الكوكب جميعها، كان عليها أن تختار معسكرها، وأن تجذب إلى سياقها الجامعة العربية التي أنجزت عودتها الكبرى إلى سورية، قلب العروبة النابض، مثلما تؤكده القمة العربية التي انعقدت في جدة في 19 أيار ــ مايو 2023. وفي الوقت نفسه، نلحظ اقتحام الصين للشرق الأوسط عبر التوسط المذهل بين الرياض وطهران، وكثيراً من التطورات الأخرى التي لم يكن الغرب يتوقعها.