أصبحت الأميرة ماري الدنماركية الشهيرة، المولودة في أستراليا، ملكة في 14 يناير الحالي ، بعدما تولى زوجها ولي العهد الأمير فريدريك العرش بعد تنازل والدته، متوجةً بذلك حكايتها الخيالية الواقعية.
وُلدت ماري دونالدسون في هوبارت، أستراليا، في 5 فبراير 1972، وكانت تعمل كمديرة تنفيذية للإعلان في أستراليا عندما إلتقت بالملك المستقبلي أثناء تواجدها مع الأصدقاء في حانة في سيدني، خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 2000.
لقد إكتشفت لاحقاً أنه كان ولي عهد الدنمارك وأن مجموعة أصدقائه كانت مكونة من أفراد العائلة المالكة الأوروبية الآخرين، بما في ذلك شقيقه الأصغر الأمير يواكيم وإبن عمه الأمير نيكولاوس من اليونان والدنمارك.
وقالت في مقابلة قبل سنوات: “في المرة الأولى التي إلتقينا فيها، تصافحنا.. لم أكن أعلم أنه أمير الدنمارك.. وبعد نصف ساعة، جاء إلي شخص وقال: هل تعرفين من هم هؤلاء الأشخاص؟”.
تعارف وزواج مع ولي عهد الدنمارك
بعد علاقة سرية طويلة المسافة وزيارات سرية عدة، أصبح الزوجان مخطوبين رسمياً في أكتوبر 2003 ، وتزوجا في 14 مايو 2004 في كاتدرائية كوبنهاغن.. وهما الآن والدان لأربعة أطفال : الأمير كريستيان (18 عاماً)، الذي سيصبح يوماً ما ملكاً بعد والده، الأميرة إيزابيلا (16 عاماً)، والتوأم الأمير فنسنت والأميرة جوزفين، اللذان يبلغان 13 عاماً .
وقد أصبحت ماري ملكة في 14 يناير، بعد أن أعلنت ملكة الدنمارك مارغريتي الثانية، في خطابها السنوي بمناسبة رأس السنة الجديدة أنها ستتنازل عن العرش لصالح إبنها، معلّلة قراراها بمشاكل العمر والصحة.
حققت ماري نجاحاً كبيراً في الدنمارك منذ البداية، وأذهلت الدنماركيين بقدرتها على تعلم اللغة الدنماركية بسرعة.
وأظهر إستطلاع للرأي نشره التلفزيون الدنماركي TV2 في ديسمبر الماضي أن الأميرة ماري هي ثالث أكثر أفراد العائلة المالكة شعبية في الدنمارك، بعد الملكة التي تتمتع بشعبية كبيرة، وزوج ماري فريدريك.
وغالباً ما تقارَن ماري بولية العهد البريطانية الأميرة كيت بسبب ذوقها في الموضة وشعرها الطويل الداكن، وتتصدر بإنتظام صفحات أفضل الملابس في المجلات الدنماركية والعالمية .. وهي معروفة أيضاً بعملها في مكافحة التنمر والعنف المنزلي والعزلة الإجتماعية، فضلاً عن تعزيز الصحة العقلية وحقوق المرأة.
ويعتبر ماري وفريدريك زوجين عصريين، يحبان موسيقى البوب والفن الحديث والرياضة، وربّيا أبناءهما الأربعة تربية طبيعية قدر الإمكان، وأرسلاهم إلى المدارس الحكومية.
من هي ملكة الدنمارك الجديدة ؟
تعتبر الملكة ماري التي ولدت بأستراليا شخصية معروفة ومحبوبة جدا بالدنمارك ودوليا في أوساط المراقبين الملكيين ، بفضل تواضعها وأسلوبها المميز وإلتزامها الصريح بالقضايا التقدمية ، بما في ذلك الدفاع عن تغير المناخ والإستدامة ، فضلا عن حقوق النساء والأطفال .
لقد كانت قصة حب أسترالية كلاسيكية ، دارت أحداثها في أحدى حانات سيدني ، كان عمرها ماري حينئذاك 28 عاما حيث غرقت فجأة في قصة خيالية أصبحت واقعية .
كانت فتاة عادية من تسمانيا بأستراليا، حيث إلتقت بولي العهد فريدريك في فندق ” سليب ان ” في سبتمبر عام 2000 .
وبعد زواجها بالأمير فريدريك ، تنازلت عن جنسيتها الأسترالية والبريطانية التي كانت قد حصلت عليها عن طريق والديها الإسكتلنديين ، لكنها تحتفظ بلهجتها الأصلية علاوة على إتقانها اللغة الدنماركية بطلاقة .
هي إبنة أستاذ رياضيات ومساعدة تنفيذي ، ولدت في هوبارت ، عاصمة تسمانيا ، إلتحقت بمدرسة عامة وحظيت بتربية عادية ، كانت مولعة بركب الخيول والرياضة .
درست القانون والتجارة في الكلية وكانت تعمل في مجال العقارات والإعلان وتنتقل إلى ملبورن وسيدني للعمل .
وقد سبق أن صرحت بعد خطوبتها في عام 2003 ” لا أذكر أنني كنت أتمنى أو أحلم أن أصبح أميرة في يوم من الأيام من حياتي .. كنت أتمنى أن أصبح طبيبة بيطرية .”
كما قالت في سيرة زوجها ولي العهد نشرت في عام 2017 ” يعتقد البعض أنني أطغى على زوجي بعض الشيء لأنني أظهر كثيراً ولدي الكثير من الإلتزامات العامة ، لكنه لن يكون أبدا في ظلي ، ولن أكون في ظله أبدا لأنه يعطيني النور .”
وفي أستراليا تعتبر ماري كنزا محليا ، حيث صرح رئيس وزراء تسمانيا جيريمي روكليف “أن الاميرة ماري سفيرة رائعة لتسمانيا .. ونحن فخورون بها .”
تنازل الملكة مارغريتا عن العرش :
وقد أعلنت الملكة الدنماركية مارغريتا الثانية تنازلها عن العرش بعد أكثر من نصف قرن على توليها منصبها، لصالح إبنها ولي العهد الأمير فريدريك في 14 يناير الماضي .
وقالت الملكة عندما كان الدنماركيون يجتمعون في تقليد سنوي للإستماع إلى كلمة ملكتهم: “لقد قررت أن الآن هو الوقت المناسب لأتنحى عن منصبي كملكة بعد 52 عامًا من خلافتي، لإبني ولي العهد الأميرفريدرك ، الذي سيكون بدءا من منتصف الشهر الحالي (الملك فريدريك)”.
ويعد فريدرك مع شقيقه يواكيم ثمرة زواج بين الملكة ودبلوماسي فرنسي لقب منذ ستينيات القرن الماضي “الأمير هنريك”.
من هي الملكة مارغريتا الثانية؟
لقد كانت قصة حب أسترالية كلاسيكية ، دارت أحداثها في أحدى حانات سيدني ، كان عمرها حينئذاك 28 عاما حيث غرقت فجأة في قصة خيالية أصبحت واقعية .
ولدت مارغريتا الثانية في قصر آمالينبورغ في كوبنهاغن بعد نحو أسبوع من الإحتلال النازي لبلدها في 16 إبريل 1940، وتولت العرش في العام 1972، بعد رحيل والدها الملك فريدريك التاسع، وقضت أطول فترة في التاريخ الملكي الدنماركي.
ومارغريتا الثانية هي ثاني سيدة تصل إلى العرش بعد مارغريتا الأولى (1375-1412) والتي صنفت كموحدة لبلدها مع النرويج والسويد، أو إخضاعهما بالأحرى بعد حروب ومؤامرات.
وكانت خلافة المرأة قد سرت لأول مرة في الدنمارك مع القانون الملكي لعام 1665، قبل أن تُلغى عام 1853، وتتم إستعادته مرة أخرى مع التعديل الدستوري لعام 1953، إذ أجري حينها إستفتاء شعبي لمصلحة توريث أنثى العرش على خلفية عدم وجود ولي عهد ذكر لوالدها فريدريك التاسع الذي أصبح ملكا عند وفاة جدها كريستيان العاشر عام 1947.
وجرى بذلك التعديل للدستور شطب وراثة العرش من الملك إلى أخيه وحصره في إبنته الكبرى مارغريتا، ومن هم من صلبها في ما بعد.
وحافظت مارغريتا الثانية على مكانة في التاج البريطاني بالترتيب 220 بإعتبارها حفيدة جدتها لأمها مارغريت كنوت، حيث كانت الأسر الملكية الأوروبية تدخل في مصاهرات من العصور الوسطى، بل إن شقيقة مارغريتا الثانية، الأميرة آن ماري، كانت زوجة ملك اليونان السابق قسطنطين الثاني، بالإضافة إلى زيجات أخرى مرتبطة بعروش أوروبية أخرى.
ومنذ أن أصبحت في الثامنة عشرة في 1958 كانت تترأس إجتماعات مجلس الدولة في غياب والدها، وهي مرحلة الإعداد للعرش.
مارغريتا الثانية التي تعتبرها الأغلبية الدنماركية بلغتهم المحلية “ملكة الشعب.. المقربة إلى القلوب”، إستطاعت أن تأسر قلوب شعبها الصغير بعدما ظهرت وكأنها مثلهم، إذ عُرفت بآراء الكوميديا السوداء والتدخين الشره عندما كان من المسموح أن تظهر على شاشة التلفزة وهي تشعل سيجارتها.
ودرست في المدارس الدنماركية العادية في طفولتها وصباها، قبل أن تنتقل إلى بريطانيا وفرنسا لمتابعة دراسات أخرى، كعلم الآثار الذي افتتنت به إلى جانب الفلسفة، كما درست كباقي أفراد القصر في جامعة آرهوس العريقة (وسط غرب)، وتحديدًا في كلية العلوم السياسية، لمدة عامين.