أشعلت تصريحات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، حول حركة “حماس” والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حالة كبيرة من الجدل والخلاف داخل الأوساط الفلسطينية، وصلت لحد الهجوم المباشر على مجدلاني والمطالبات بالمحاكمة الفورية.
مجدلاني الذي أثارت تصريحاته زوبعة كبيرة وموجة إنتقادات واسعة، حين وصف حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بأنها “منظمة إرهابية”، قال في تصريحات موثقة بالفيديو لقناة “الحدث” السعودية، تعليقاً على مستقبل “حماس” في قطاع غزة: “حماس منظمة إرهابية بشكلها الحالي وبرنامجها الحالي وخطابها السياسي الحالي”، وأشار إلى أنها قد تكون جزءاً من الحل في حال تخلت عن المقاومة المسلحة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه تصريحات مجدلاني المثيرة للجدل موجة كبيرة من الغضب داخل الأوساط الفلسطينية، ففي تصريحات سابقة نقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن أحمد مجدلاني، قوله إن السلطة الفلسطينية مستعدة لإستعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة بمجرد إنتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، كما أنها مستعدة لإجراء أول إنتخابات وطنية لها منذ عام 2006 كجزء من إتفاق سلام طويل الأمد أوسع نطاقاً.
وزير الشؤون الإجتماعية في سلطة أوسلو أحمد مجدلاني:” حــمــــاس منظمة إرهــــابـــيـة بشكلها الحالي في برنامجها الحالي ” المقاوم” وبرنامجها السياسي، لكن ربما “حمــاس” في إطار المقاربة الجديدة المطلوب منها المقاومة الشعبية السلمية بدل المقاومة العسكرية تسليم سلاح المقاومة”
إذ قال مجدلاني: “ستقبل السلطة الفلسطينية اقتراح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت سيطرة السلطة، إذا دعم المجتمع الدولي إعادة إعمار غزة ودفع إسرائيل إلى الموافقة على حل الدولتين”.
كما أضاف: “نحن مستعدون لأجندة سياسية إصلاحية من خلال إنتخابات عامة حرة وديمقراطية”، وأضاف أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى طاولة المفاوضات إذا لم تسمح لها إسرائيل بتقرير مستقبل قطاع غزة.. وقال: “لن نعود على ظهر دبابة إسرائيلية، وسيتم ذلك عبر حل سياسي.. إن السلطة الفلسطينية يمكن أن تبدأ حكم غزة بمجرد انتهاء الصراع الحالي، ويمكن أن تجري انتخابات بعد فترة انتقالية من عام إلى عامين.. وأضاف أنه إذا كان عباس لا يزال بمنصبه في ذلك الوقت، فسيكون الأمر متروكاً له ولحزبه السياسي ليقرر ما إذا كان يجب أن يسعى لإعادة انتخابه”.
تصريحات القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية وُجهت بإنتقادات ومعارضة واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث اتهم بـ”خدمة أجندة الإحتلال وأمريكا”.. كما إنتقد نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي دعوات القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية إلى نزع سلاح المقاومة وتبني مقاربة “المقاومة السلمية”، واعتبروا ذلك يصب في مصلحة الإحتلال الإسرائيلي الذي يواصل مجازره في قطاع غزة وإعتداءاته على الفلسطينيين بالضفة.
وفي أول رد من حركة “حماس” على تصريحات مجدلاني، قالت الحركة” إن القوى والفصائل الفلسطينية تدين بأشد العبارات التصريحات الخارجة عن الإجماع الوطني، التي أدلى بها وزير الشئون الإجتماعية أحمد مجدلاني لقناة (العربية)، والتي وصف فيها الحركة بالإرهابية”.
وأضافت في بيان لها، صباح الخميس،” أن هذه التصريحات غير وطنية، وتمثل خروجاً عن الإجماع الوطني، وهي صك مجاني لخدمة الإحتلال وأجندته الهادفة لضرب الوحدة الوطنية وصمود الشعب الفلسطيني، الذي يواجه حرب الإبادة والتنكيل في غزة والضفة”.
وطالبت الحركة في بيانها بمحاسبة الوزير مجدلاني على هذه التصريحات “المشينة”، وعزله من الحكومة ومن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قائلة إنها تعتبره “شخصية خارجة عن الصف الوطني”.
وشددت على” أن حركة حماس هي مكون رئيس من مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية، وهي حركة تحرر وطني تقوم بواجباتها ومسئولياتها الوطنية في مواجهة الإحتلال، وتتصدى إلى جانب فصائل الشعب الفلسطيني لإرهاب الإحتلال وإجرامه وحربه العدوانية، وتمارس الحق المشروع في الدفاع عن النفس”.