لفت مقال في مجلة تايم الأميركية اليوم إلى العديد من الأحداث الصادمة التي شهدها العالم في هذا العام، مثل هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، والعدوان الإسرائيلي اللاحق على غزة، وبالونات التجسس الصينية، وإغتيال رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين.
وترى كاتبة المقال مها حسين عزيز، وهي باحثة في مجلس المستقبل العالمي المعني بالمخاطر المعقدة في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الأحداث الصادمة هي مخاطر، أو تهديدات للإستقرار، يصعب التنبؤ بها، رغم كونها في نطاق التنبؤ.
ومع ذلك، فإن محاولة تحديد ماهيتها يمكن أن تكون بمثابة أداة مفيدة لمساعدة صناع القرار، من مقرري السياسات والمستثمرين إلى الشركات والمنظمات غير الربحية، في الإستعداد للتحديات غير المتوقعة في المستقبل .. ومن هذه الأحداث الصادمة التي ترى الكاتبة أنها جديرة بالدراسة:
الأول: لم يتغير الكثير في قمة المناخ الأممية “28-كوب” في ديسمبر/كانون الأول:
رغم دعوة القادة في المؤتمر إلى “الإنتقال العادل” بعيدا عن الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، حيث تواصل الحكومات إنفاق المليارات لدعم هذه الصناعة، وتشير كل الدلائل إلى حقيقة أننا يجب أن نتوقع المزيد من إستخدام الوقود الأحفوري، والأحداث المناخية، ونزوح مجتمعي في السنوات القادمة.
الثاني: الإرهاب البيئي يعود بوجه قبيح:
وترى الكاتبة أن هناك خطرا كبيرا آخر محتملا إذا فشلت الحكومات في إيقاف الوقود الأحفوري وهو المزيد من الإجراءات المناخية، ولكن ليس فقط من حيث الإحتجاجات، التي قد تصبح أعنف في طبيعتها.. والحدث الصادم هنا سيكون إذا قام الناس الذين دمرهم حدث مناخي ضخم بتشكيل إنتفاضة عنيفة ضد الحكومات غير النشطة في مجال المناخ أو شركات النفط.
وقد يؤدي هذا أيضا إلى خلق دائرة خطيرة من العنف يتصادم فيها منكرو التغير المناخي والإرهابيون البيئيون، في حين قد تصبح الحكومات كبش فداء وتستهدف النشطاء الشرعيين.
الثالث: استبدال الدولار الأميركي في التجارة الدولية:
وتشير الكاتبة إلى أن الدولار علامة رئيسية (وسلاح) لقوة الهيمنة الأميركية.. وفي حين أنه من غير المرجح إستبداله كعملة إحتياطية عالمية، إلا أن دوره في التجارة الدولية يتعرض للهجوم بالتأكيد.
ولفتت إلى المناقشات المتكررة حول العملة الجديدة التي إقترحتها منظمة البريكس الحكومية الدولية، ودعوات الصين لإستخدام عملتها الخاصة في المزيد من التجارة في قمة البريكس لعام 2023.. وقد تحرك المزيد من تجارة النفط بعيدا عن الدولار بالفعل، مع إستعانة الصين والهند بعملتيهما.
وأضافت أن التجارة غير النفطية تتطلع الآن إلى ما هو أبعد من الدولار، علي سبيل المثال، تستكشف الإمارات وسريلانكا المعاملات بالروبية مع الهند.
ونتيجة لذلك، فإن الصدمة ستأتي عندما يتوسع التبادل التجاري بعملات أخرى مقابلة للدولار.. وسوف يتطور هذا الإتجاه خلال هذا العقد، مما يؤدي إلى تآكل القوة المالية للولايات المتحدة بحلول عام 2030.
الرابع: الذكاء الإصطناعي يثير المزيد من الصراع:
وأشارت الكاتبة إلى التوقعات الصادمة من قادة التكنولوجيا بأن الذكاء الإصطناعي إذا لم يُنظم، فإن لديه القدرة على تدمير البشرية.. وأضافت أن هناك مخاوف مشروعة بشأن أدوات الذكاء الإصطناعي التي قد تسبب الحرب.
ومثال ذلك مقاطع الفيديو المزيفة التي يمكن أن تسرع التوترات بين دولتين متنافستين منذ زمن طويل، أو الهجمات الإلكترونية على الانتخابات الرئاسية، أو ببساطة إستخدام أسلحة الذكاء الإصطناعي التي حذر العديد من الباحثين وقادة الصناعة من أنها قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.
الخامس: عودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة:
وتشير الكاتبة إلى أن معظم مراكز التنبؤ في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لا تزال تتصور فوز الرئيس الحالي جو بايدن، لكنها تفضل حاليا عودة الرئيس السابق دونالد ترامب.. ومع ذلك يمكن أن يحدث الكثير من الآن وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقد تكون إستطلاعات الرأي خاطئة.
لكن في هذه المرحلة من المستحيل تجاهل حقيقة أن أرقام إستطلاعات الرئيس بايدن تضعف، وأن ترامب جمع الملايين لحملته، ويبدو أن لوائح الاتهام ضده جعلته أكثر شعبية بين ناخبيه.
وترى الكاتبة أن عودة ترامب هي الأكثر إحتمالا بين هذه الصدمات بحلول عام 2025، والأخطر، وهذا يعني عودة الإضطرابات الداخلية والعالمية.. وعلى سبيل المثال من المحتمل داخليا أن ترتفع جرائم الكراهية مع تزايد جرأة المتطرفين اليمينيين بتشجيع من ترامب، الذي قال مؤخرا في تجمع حاشد إنه سيطرد المهاجرين المؤيدين لحماس.
وعالميا ستتراجع المخاطر الرئيسية مثل تغير المناخ بحيث تصبح الكوارث المناخية أكثر تواترا، مما يؤدي إلى خلق المزيد من اللاجئين بسبب المناخ والصراعات.. وسيوقف المساعدات لأوكرانيا، مما يغير بشكل كبير نتائج الحرب الأوكرانية الروسية، وسيرفض لاجئي غزة دعما لإسرائيل، كما ستزيد رئاسته الثانية زعزعة إستقرار النظام العالمي.