دعا قادة الدول العربية والإسلامية السبت إلى وقف “الإعتداءات” الإسرائيلية على قطاع غزة محملين الكيان الصهيوني مسؤولية إحتمال توسع نطاق الحرب، خلال مؤتمر القمة العربية والإسلامية المشترك في الرياض.
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده “تؤكد تحميل سلطات الإحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني”.
وتابع “نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتأمين الأمن والسلام والإستقرار في المنطقة هو إنهاء الإحتلال والحصار والإستيطان”.
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ما يتعرض له الفلسطينيون هو “حرب إبادة”.. وقال إنّ “شعبنا يتعرض إلى حرب إبادة على يد ألة الحرب الإسرائيلية التي إنتهكت الحرمات وتخطت الخطوط الحمراء في غزة”.
فيما ندّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمعاناة سكان غزة من “ممارسات لاإنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى”.
وحذّر من توسع نطاق الحرب “مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الإعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها”.
وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع إنتقادات شديدة خلال قمة السبت.
وتأتي الإجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إثر إرتفاع عدد الشهداء والقصف المتواصل على المستشفيات والمباني التي يسكنها المدنيين بغزة التي تشهد إبادة جماعية ، حيث أطلقت منظمات إغاثة دولية مناشدات عاجلة للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة مع نفاد إمدادات الماء والغذاء والدواء.
وكان من المفترض بالأساس أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا السبت عقد “قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية” بشكل إستثنائي السبت.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان في حسابها على منصة إكس، أن قرار دمج القمتين جاء “إستشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة”.
وقد إقترحت بعض الدول، من بينها الجزائر ولبنان، مشروع قرار يتضمن تهديدا بقطع إمدادات النفط عن إسرائيل وحلفائها الغربيين وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تقيمها بعض الدول العربية مع إسرائيل.. لكن ثلاث دول عربية من بينها الإمارات والبحرين اللتين طبعتا علاقاتهما مع إسرائيل في 2020، رفضت المقترح.
وعشية المؤتمر، قالت حركة الجهاد الإسلامي الجمعة إنها “لا تتوقع شيئا” من القمة، منتقدة القادة العرب على التأخر في عقد الإجتماع الطارئ.
وقال أمينها العام محمد الهندي في مؤتمر صحافي في بيروت “نحن في فلسطين لا نعلق أي أمل على مثل هذه اللقاءات التي خبرنا نتيجتها سنوات طويلة .. عندما يُعقد هذا المؤتمر بعد 35 يوماً، فهذا ينبّهنا بمخرجات هذا المؤتمر.. فلا وزن للعرب اليوم في المعادلة الدولية”.
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي “منظمة إرهابية”.
ودعا رئيسي كذلك في كلمته أمام القادة العرب والمسلمين إلى “تسليح الفلسطينيين” في حال “ إستمرت الهجمات” في القطاع الفلسطيني المحاصر.
كما دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى “إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني بكل ما يشمله المسار السياسي من عناوين إقتصادية أو غيرها”.. وأضاف “في قمة إسلامية عربية مشتركة في السعودية أن عودة هذا المسار يجب أن تكون مشروطة بإلتزام الكيان بالوقف الفوري المديد لا المؤقت بالإجرام بحق كل الفلسطينيين في كل فلسطين مع السماح بإدخال المساعدات الفورية إلى غزة .. وإن الطارئ في قمتنا ليس القتل وإنما تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية”.
وأضاف الأسد خلال الاجتماع، أن “السلام الفاشل نتيجته الوحيدة أن الكيان الإسرائيلي إزداد عدوانية والوضع الفلسطيني إزداد بؤسًا”.
ونوّه بشار الأسد أيضا بأنه “لا يمكن عزل الإجرام المستمر عن طريقة تعاطينا كدول عربية وإسلامية مع الأحداث المتكررة بشكل مجتزأ من القضية الفلسطينية.. وبأن غزة جزء من كل والعدوان الأخير عليها هو محطة في سياق طويل يعود إلى 75 عاما من الإجرام الصهيوني .. وإن الحد الأدنى الذي نمتلكه هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني”.