تجاوزت حصيلة الشهداء في غزة منذ السابع من أكتوبر المنصرم عشرة آلاف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لحركة حماس، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف عاجل لإطلاق النار محذّراً من أن القطاع يتحوّل إلى “مقبرة للأطفال” ، حيث وصفت الأمم المتحدة الأوضاع في غزة بأنها “كارثية”.
وقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، الذي سبق أن رفض كل الدعوات لوقف لإطلاق النار، إمكان التوصل إلى “هدنات تكتيكية”.
وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض أن “الزعيمين ناقشا إمكان (تطبيق) هدنات تكتيكية توفر للمدنيين فرصاً لمغادرة المناطق التي يدور فيها القتال بشكل آمن، ولضمان وصول المساعدات إلى المدنيين الذين يحتاجون إليها، وإفساح المجال لإطلاق سراح محتمل للرهائن”.
ومساء الأحد أعلنت إسرائيل التي توعّدت “القضاء على حماس” في غزة، تشديد القصف على القطاع حيث تشن قواتها منذ 27 اكتوبر عملية برية موازية.
وبحسب المتحدث بإسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة، فقد إسشتهد 292 فلسطينيا على الأقل ليل الأحد-الإثنين في غارات عنيفة شنّها الجيش الإسرائيلي، متهماً إياه “بارتكاب 19 مجزرة في الساعات الأخيرة”.
وقال المتحدث بإسم وزارة الصحة التابعة لحماس في مؤتمر صحافي إنّ الحصيلة الإجمالية للضحايا في القطاع بلغت 10022 شهيدا، وذلك في اليوم الحادي والثلاثين للحرب.. وبحسب الوزارة، فإن الحصيلة تشمل أكثر من 4 آلاف طفل، وغالبية القتلى منذ بداية الحرب هم من المدنيين.
والإثنين أقرّت الولايات المتحدة بأن حصيلة الضحايا المدنيين بين قتلى وجرحى في غزة هي بـ”الآلاف”، علما بأن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد شدّد في نهاية تشرين الاول/أكتوبر على أنه “لا يثق” بالحصيلة التي تعلنها حماس.
وفي اليوم الـ31 للحرب، لا تزال تدور حرب شوارع بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس، أعنفها في شمال القطاع حيث مدينة غزة المحاصرة.. وأعلن الجيش الإسرائيلي تقسيم القطاع إلى شطرين جنوبي وشمالي.
وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين على وقف إطلاق النار، محذّرا من أنّ القطاع يتحوّل إلى “مقبرة للأطفال”، حيث قال غوتيريش في تصريح لصحافيين في مقر الأمم المتحدة إن “الكارثة التي تتكشّف فصولها تجعل وقف إطلاق النار لدواع إنسانية أكثر إلحاحاً على مرّ الساعات”.. وأضاف أنّ “الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية.. إنها أزمة للبشرية”.
وإذ جدّد إدانته لـ”أعمال إرهابية مروعة” إرتكبتها حماس، حضّها على “الإفراج الفوري والآمن وغير المشروط عن الرهائن المحتجزين في غزة” منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث شدّد الأمين العام على أنّ المساعدات الإنسانية التي تعبر رفح نحو القطاع المحاصر غير كافية.
ففي أسبوعين عبرت 400 شاحنة، مقابل 500 كانت تعبر يومياً، وقد شدّد على أنّها لا تلبّي على الإطلاق الإحتيجات الكبرى.
والإثنين، تم نقل مجموعة من الجرحى من قطاع غزة عبر معبر رفح، على أن يتم إجلاء عدد من الأجانب ومزدوجي الجنسية كذلك وفق حكومة حماس ومسؤول مصري.
وفي أنقرة، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين أنّ واشنطن تسعى لتأمين مزيد من المساعدات لغزة. وقال للصحافيين “أحرزنا تقدما كبيرا في الأيام الأخيرة من أجل زيادة” المساعدة التي تصل لسكان غزة، مؤكدا أن “توقفاً (في المعارك) قد يساهم في ذلك أيضا”.
وقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي أيّ هدنة في القطاع بدون الإفراج عن الرهائن. وأصرّ الإثنين على أنّ بلاده “تخوض معركة الحضارة مقابل الهمجية”.