هاجمت «حركة مجتمع السلم» الإسلامية الجزائرية، الجمعة، بشدة عميد مسجد باريس الجزائري، شمس الدين حفيز، بسبب تصريحات له وصف فيها عملية «طوفان الأقصى» بـ«مجازر مروعة»، ودعوته إلى «التعاطف مع ضحايا السابع من أكتوبر».
وقالت «الحركة» في بيان وقعه رئيسها عبد العالي حساني إنها «تابعت بإستغراب وإستنكار شديدين التصريحات الخطيرة لعميد المسجد الكبير بباريس، حول المعركة البطولية، التي أدهشت بها المقاومة الفلسطينية العالم، رداً على جريمة الإحتلال والحصار، وقتل آلاف الأبرياء والإنتهاكات المتكررة لمقدسات الأمة، وعلى رأسها بيت المقدس».
ونقل البيان كلام شمس الدين حفيز، لدى إستضافته الخميس من طرف قناة «بي إف إم تي في» الفرنسية، حيث قال إن عملية السابع من أكتوبر 2023، «جرائم عنيفة»، وإن «رسالة الدين لا تتناسب مع لغة المقاومة»، مضيفاً أنه «يستشعر عظم الآثام في قتل ضحايا أبرياء».
وكان حفيز يتحدث بجانب حاييم كورسيا، حاخام الطائفة اليهودية في فرنسا، وهو جزائري المولد شارك هو أيضاً في البرنامج التلفزيوني.
وأشار «الحزب الإسلامي» إلى أن عميد مسجد باريس «محسوب رسمياً وسياسياً على الدولة الجزائرية»، على أساس أن موازنة المسجد تدفعها الحكومة الجزائرية (2 مليون يورو سنويا)، مبرزاً أن تصريحاته «تشكل إنحرافاً خطيراً ومتناقضاً مع الموقف الثابت للدولة الجزائرية، ومصادماً للإجماع العام للشعب الجزائري، ومع القيم التي تأسست عليها مؤسسة مسجد باريس».
وأضاف البيان أن موقف حفيز، (يملك الجنسيتين الفرنسية والجزائرية)، «متناقض مع المواقف المشرفة لعموم المسلمين في فرنسا والغرب، حتى العقلاء والموضوعيين من المسيحيين واليهود، والتي عبرت عنها المسيرات الشعبية في مختلف الدول الغربية، وهو ما يطرح تساؤلات جدية عن هوية وولاء هذا المسؤول، والأجندات التي يخدمها»، وعاب عليه «عجزه على الصدح بالحق، وإنصاف قضية عقيدة وأمة؛ ما كان يفرض عليه إلتزام الصمت، بدلاً من الانسياق وراء المساندين للرواية الكيدية الظالمة للآلة الإعلامية الصهيونية، والإنحياز إليها».
وقد أظهر حفيز تحفظاً على إدانة مجازر إسرائيل في غزة، عندما سئل إن كان يضم صوته إلى صوت زعيم اليسار الفرنسي، جان لوك ميلونشون، الذي إستنكر جرائم الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين، إذ قال: «لا أبداً.. فهم رجال سياسيون لديهم برنامج سياسي»، وأضاف: «أنا اليوم أريد أن أظهر بأن مسلمي فرنسا يريدون العيش مواطنين مرتبطين ببقية الطوائف… أريد أن نتشارك غضب وحزن اليهود، وأريد أن يبقى حاييم أخي إلى الأبد»