ذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحافي عقب لقائهما، أنهما ناقشا القضايا الثنائية والدولية وتعزيز التعاون، وزيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى دمشق مؤخراً، والتحديات والسياسات العدوانية للأميركيين والغرب ضد بلديهما، ولا سيما سياسة إستثمار الإرهاب، والقضية الفلسطينية.
وقال أمير عبد اللهيان إنّه جرت مباحثات جيدة جداً بشأن القضايا الثنائية والدولية خلال زيارته إلى سوريا التي وصل إليها، اليوم الأربعاء.
وأضاف أنّ الإجتماع بينه وبين المقداد “مهم لتعزيز العلاقات بين البلدين”، مشيراً إلى أنّ اللقاء السابق للرئيسين في دمشق والاتفاقيات الموقعة بين البلدين، دليل على “الإرادة العالية والتصميم لدى طهران ودمشق على التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين”.
وأكد الوزير الإيراني ضرورة متابعة الإتفاقيات، التي تم التوصل إليها خلال الزيارة الأخيرة للوفد السوري رفيع المستوى إلى طهران، والإجتماعات المختلفة التي عقدت.
كذلك، أكد أمير عبد اللهيان مواصلة دعم سوريا، ولفت إلى أنّ “حدود العراق مع جيرانه ولا سيما سوريا هي حدود الصداقة، وننصح الجنود الأميركيين بالعودة إلى وطنهم”، كما رأى أنّ “وجود علاقات ودية بين أنقرة ودمشق تصب في مصلحة المنطقة”.
وقال إنّ “الولايات المتحدة وبغية تشديد الحصار، تحاول قطع الطرق بين دولنا ومسارات الترانزيت بيننا، وقد فعلت ذلك سابقاً”، مؤكداً إهتمام طهران “بتطوير التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة والاستفادة من طرق الترانزيت”.
وأشار الوزير الإيراني إلى أنّه “خلال الاجتماع الأخير، لإيران وتركيا وسوريا وروسيا، طرحت أفكاراً مهمة لإحترام وحدة الأراضي السورية”.
كذلك، ندّد أمير عبد اللهيان بالعدوان الإسرائيلي على مطار حلب، مؤكداً أنّه “لن يبقى أي إعتداء إسرائيلي من دون رد”.
كما ذكر أنّه تلقى مؤخراً رسالة من وزير الخارجية الدنماركي أكّد فيها أنّ بلاده تعمل على سن قانون لمنع الإساءة إلى القرآن.
وسلّم وزير الخارجية الإيراني رئيس مجلس الوزراء السوري دعوة من النائب الأول للرئيس الإيراني، لزيارة طهران لعقد الاجتماع الخامس عشر للجنة العليا للبلدين.
بدوره، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في المؤتمر الصحافي نفسه، إنّ “التعددية القطبية هي الحل الوحيد للمشكلات التي يواجهها العالم”، مهنئاً “إيران والإمارات والسعودية ومصر على إنضمامها إلى بريكس”.
وأضاف أنّ “الولايات المتحدة خارجة من عقالها والقانون الدولي، ولم تعد قادرة على القيام بكل ما تريد، ونحن سنواجهها وهم سيفشلون”.
وتابع: “أعتقد أنكم توافقون معي أنّ قمة جدة كانت مفصلية في تاريخ العلاقات العربية- العربية، والعلاقات العربية- الإقليمية”، معتبراً أنّ الغرب وأميركا أصيبوا بالهستيريا بعد نتائج قمّة جدة، “وما زالوا يضغطون لعدم تنفيذ مقررات القمة ولكنهم لم ينجحوا”، ورأى أنّه “لا يمكن للعين الغربية أن تغمض، وهي ترى علاقات طبيعية بين الدول العربية”.
كما أعرب عن إرتياح بلده لتطور العلاقات بين السعودية ودول الخليج مع إيران، بما لا يسمح للغرب بالتدخل وإشعال الحروب والفتنة، مشيراً إلى أنّ “سوريا لن تسمح بالتدخل الأميركي الفج بقطع الطريق بيننا وبين العراق”.
وجدّد المقداد ما كانت دمشق أعلنته سابقاً عن شرط سوريا لعودة العلاقات مع تركيا، وهو “الانسحاب التام للقوات التركية من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب”.
أيضاً، لفت إلى أنّ “اللقاء الأخير بين الرئيسين الأسد ورئيسي، كان مفصلياً ووضعت كل الأفكار المهمة والغنية على محك التنفيذ”.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تصريح للصحفيين عقب وصوله لدمشق، “بالنظرا إلى التطورات الجديدة في المنطقة والصفحة الجديدة والإيجابية للعلاقات التي نشهدها في المنطقة، فقد تلقيت خلال زيارتي إلى المملكة العربية السعودية مؤخرا تصريحات إيجابية من السلطات السعودية بشأن سوريا”.
وأشار أيضا أن متابعة الإتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الإيراني إبراهيم رئيسي، والسوري بشار الأسد، خلال زيارة رئيسي الأخيرة إلى دمشق والزيارة الأخيرة للوفد السياسي والاقتصادي من سوريا إلى طهران، هي من الأهداف الأخرى للزيارة.
جدير بالذكر أن الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وافقت في مايو الماضي على عودة سوريا إلى المنظمة بعد 11 سنة من غيابها.
كما قدم السفير السوري حسام الدين آلا، أوراق إعتماده لأمين عام جامعة الدول العربية مندوبا لسوريا في الجامعة.
وقد شغل السفير آلا، منصب مندوب سوريا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف لمدة ثماني سنوات، كما شغل منصب سفير سوريا المعتمد لدى الفاتيكان، وكان سفيرا لسوريا في إسبانيا، كما عمل في بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين عامي 1996 و2001.