صبح رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، أول عربي يجري عملية السير في الفضاء، خارج محطة الفضاء الدولية ضمن مهام البعثة 69 الموجودة في المحطّة.
فقد دخل رائد الفضاء الإماراتيّ سلطان النيادي التاريخ من بابه العريض بعدما أصبح أوّل عربيّ يسير في الفضاء.. وقبل ساعات قليلة على خروجه من محطّة الفضاء الدوليّة، غرّد سلطان النيادي كاشفاً عن خوضه “تدريبات مكثّفة لأكثر من 3 سنوات تحضيرًا لهذه المهمة التي تتطلب تركيزًا عاليًا، ودقة”.
بالفعل، خاض سلطان النيادي إلى جانب مواطنه هزاع المنصوري تدريبات في أكثر من دولة : مركز يوري غاغارين لتدريب روّاد الفضاء في موسكو، وفي هيوستن الأميركيّة وكولونيا الألمانيّة ، وأمضى النيادي خمسة أعوام وهو يستعدّ لخوض رحلات فضائيّة طويلة المدى حتى أصبح رائد فضاء بشهادة من وكالة “ناسا”.
غالباً ما يعدّ السير في الفضاء تجربة مذهلة بندرتها وجمالها وهي كذلك..لكن غالباً ما يتمّ أيضاً تناسي حجم المخاطر المترتّبة على تلك المغامرة.
“المشي في الفضاء هو على الأرجح أخطر شيء نقوم به”، بحسب ما قاله رائد الفضاء الذي يعمل مع “ناسا” مايك فينكه في حديث إلى شبكة “سي أن أن” الأميركيّة.. ثمّة ميلٌ شبه حدسيّ لإعتبار أنّ إنطلاق المركبة الفضائيّة وعودتها إلى الأرض هما الأكثر خطورة طوال الرحلة، لكنّ هذا ما لا يوافق فينكه (وآخرون) عليه : “أعتقد أنّه أكثر خطورة من الإطلاق والهبوط، على الرغم من أنّ هذه أشياء صعبة حقاً.. إذا إنفصلنا عن محطة الفضاء الدوليّة فهذا أمر خطير للغاية”.
وثمّة أيضاً حاجة إلى التركيز الذهنيّ لتنسيق المهامّ بين روّاد الفضاء ومركز القيادة على الأرض، كما أنّ هناك جهداً بدنيّاً مطلوباً للتعامل مع بذلة فضائيّة يبلغ وزنها نحو 150 كيلوغراماً.. صحيح أنّ الجاذبيّة الضعيفة تجعلها أكثر قابليّة للتحكّم، لكن يجب عدم نسيان أنّ هذه البذلة عبارة عن مركبة فضائيّة مصغّرة لها نظامها الكهربائيّ والحراريّ والتنفّسيّ وهي تحتاج للانتباه التفصيليّ.
ويمضي فينكه فيقول : “عليكم أن تتذكّروا الكثير من الأشياء، عليكم أن تحفظوا الكثير من الأشياء، عليكم أن تفكّروا في الوقت الفعليّ، وبالمناسبة، أنتم تنقلون قطعة بوزن 300 رطل من المعدّات حول جسمكم وكلّ حركة تقومون بها تتطلّب جهداً بدنيّاً”. خلال أوّل عملية سير في الفضاء لفينكه، لم ينغلق الصمّام في بذلته بشكل جيّد ممّا تسبّب بفقدان الأوكسيجين سريعاً وأوقفت مهمّته : “لو كنت أصغي أو أفهم بذلاتي أكثر لكان بإمكاني فعلاً سماع تسرّب الأوكسيجين بمعدّل أعلى بقليل”.
ما ذكره فينكه هو في الواقع جزء بسيط من المخاطر التي يواجهها رائد الفضاء وهو يسير خارج مركبته، حيث إستعرض تقرير لشبكة “بي بي سي”، بشكل مفصّل أبرز الأخطار التي واجهت ويمكن أن تواجه روّاد الفضاء في المستقبل.
كما شارك سلطان النيادي تجربة النوم على متن محطة الفضاء الدولية، حيث كتب: “إن كل أمر نقوم به هو تجربة علمية بحد ذاتها، فمن خلال تجربة (دريمز)، نقوم بدراسة أنماط نوم رواد الفضاء، ومدى تأثير الجاذبية الصغرى على صحة أدمغتنا ونشاطها أثناء النوم” .
ويعمل أفراد الطاقم مع مراقبي الطيران لتحديد الأماكن المؤقتة «للتخييم» أثناء مهامهم، وعادة ما تكون أماكن النوم المؤقتة في وحدات ذات نشاط أقل أثناء إقامة الطاقم، مثل قفل الهواء Quest أو وحدة Kibo اليابانية، ويتوافر لكل رائد فضاء كيس نوم، يتم ربطه بالحائط في المقصورة، وينام الرائد فيه، حيث يوجد في داخله حبال يتم ربطها على جسم الرائد، وهناك أيضاً فتحات لليدين، وصمام لتهوية الساقين، وغطاء للرأس.
ويتم تحضير الطعام لرواد الفضاء بوكالة ناسا وتعبئته في مختبر أنظمة الأغذية الفضائية في مركز جونسون للفضاء في هيوستن، وهناك يختار رواد الفضاء الوجبات التي يرغبون فيها خلال مهمتهم، وينتج المختبر طعاماً مغذّياً عموماً، ويضمن أعلى مستويات من الصحة والأداء للطاقم، ويراعي المجهزون للطعام، مدة بقاء الرواد في الفضاء، خاصة بالنسبة للبعثات طويلة الأمد .
وتتطلب المهمات الطويلة أن تتمتع الأطعمة الفضائية بعمر إفتراضي طويل، ما يعني أنها آمنة للأكل بعد شهور أو حتى سنوات، في درجة حرارة الغرفة “المحيطة”، يأخذ رواد الفضاء طعاماً مجمداً يكفيهم خلال مهمتهم، ذلك الطعام يخضع لعملية حفظ تسمى التجفيف بالتجميد، ويتم توفير مزيج من المشروبات المجففة مثل القهوة أو الشاي وعصير الليمون وعصير البرتقال في أكياس محكمة الإغلاق، ثم يضيف رواد الفضاء الماء إلى كيس المشروبات من خلال الخرطوم المضغوط ويمتصون المشروب.
كما كتب رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في تغريدة على تويتر: “فخور بإجراء دراسة MALETH على متن محطة الفضاء الدولية، والتي نعمل من خلالها على المساعدة في تطوير دواء لعلاج السكري من النوع الثاني.. أكثر من 500 مليون شخص في العالم يعانون مرض السكري.. سنقوم بكل ما في وسعنا للعمل على التخفيف من معاناتهم.. سنعمل يداً بيد مع الشركاء بهذه التجربة من كل أنحاء العالم.. غاية مهمات الفضاء هي خدمة الإنسان أولاً “.