حذّرت إيران عبر مندوبها الى الأمم المتحدة، إسرائيل من أي “مغامرة” عسكرية قد تطال برنامجها النووي، في أعقاب إعلان الدولة العبرية أنها تحتفظ بحق إستخدام القوة ضد طهران.
وحذّر مندوب إيران لدى المنظمة الدولية مجيد تخت روانجي إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، من “أي خطأ في الحسابات ومغامرة محتملة ضد إيران ، ومن ضمن ذلك برنامجها النووي السلمي”.. وذلك في رسالة الى رئيس مجلس الأمن الدولي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.
وأضاف “خلال الأشهر الأخيرة، إزداد عدد وشدة تهديدات الكيان الإسرائيلي الاستفزازية والمغامرة باستمرار اذ بلغ مستوى تحذيريا”، مشددا على ضرورة “التصدي لهذا الكيان لوقف جميع تهديداته وسلوكياته المخزية”.
ويتهم مسؤولون إسرائيليون إيران بشكل متكرر، بالسعي لتطوير سلاح ذرّي، وأن تل أبيب لن تسمح بذلك.
من جهتها، تنفي طهران سعيها لتطوير سلاح كهذا، وتؤكد سلمية برنامجها النووي.. وسبق للجمهورية الإسلامية أن إتهمت إسرائيل بالوقوف خلف إعتداءات طالت منشآتها النووية وإغتيال علماء في هذا المجال.
وأتى نشر رسالة تخت روانجي بعيد تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي انتوني بلينكن في واشنطن، إن بلاده تحتفظ “بحق التحرّك في أي وقت وبأي طريقة” ضد البرنامج النووي الإيراني.
من جهته، شدد بلينكن على إعتبار الولايات المتحدة أن “الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل” في التعامل مع الملف النووي الإيراني، مؤكدا في الوقت ذاته أن “الحوار يتطلّب طرفين ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران” للانخراط في ذلك، في إشارة الى إستئناف المباحثات الهادفة الى إحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وتوصلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) الى إتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب ، الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجا عن تنفيذ غالبية إلتزاماتها الأساسية بموجبه.
وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحيائه بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إستعداده لإعادة بلاده إليه، بشرط عودة إيران لتنفيذ تعهداتها.
وأجريت ست جولات من المباحثات بين أبريل ويونيو، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لإستئنافها.
وحضت دول غربية، أبرزها الولايات المتحدة، إيران في الآونة الأخيرة، على إستئناف المباحثات سريعا. وأكد مسؤولون إيرانيون قرب حصول ذلك، لكن من دون تحديد موعد، مشددين على أنه رهن انجاز حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي الذي تولى مهامه في أغسطس، مراجعة ملف الجولات التي أجريت في عهد سلفه المعتدل حسن روحاني.