يهدف زعيما فرنسا وبريطانيا إلى تسوية الخلافات حول الهجرة وتوطيد العلاقات العسكرية اليوم الجمعة في غمار الحرب في أوكرانيا وبعد أعوام من الخلافات المرتبطة بإتفاق خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
ويأمل ريشي سوناك، الذي أصبح رئيسا لوزراء بريطانيا في أكتوبر تشرين الأول، أيضا في الإستفادة من تجدد النوايا الحسنة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنهاء أعوام من التوتر حول قضايا تتنوع من الهجرة إلى صيد الأسماك.
وسيكون الإجتماع في باريس هو القمة الأولى بين البلدين منذ خمسة أعوام، وكلاهما عضو دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومن بين القوى النووية العالمية ويمتلكان أكبر قوة عسكرية في أوروبا.
وتحسنت العلاقات الثنائية، التي سادها التوتر غالبا منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في 2016، بسبب دعم البلدين لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.
وكتب سوناك عبر تويتر “الشراكة بين المملكة المتحدة وفرنسا عميقة .. من مواجهة الهجرة غير المشروعة إلى تعزيز النمو في إقتصادنا للدفاع عن أمننا المشترك، حينما نعمل معا نستفيد كلنا.. وبتلك الروح أتطلع إلى الإجتماع مع إيمانويل ماكرون اليوم”.
وقال أحد مستشاري الرئيس الفرنسي إن أولوية هذه القمة هي إعادة التواصل بين البلدين.
ويأتي الاجتماع أيضا في ظل تحسن العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في ضوء إطار عمل وندسور، وهو إتفاق جديد مع التكتل يهدف إلى حل المشكلات المتعلقة بالترتيبات التجارية الخاصة بإيرلندا الشمالية في مرحلة ما بعد الخروج من الإتحاد.
في وقت لاحق من هذا الشهر سيسافر الملك تشارلز أيضا إلى فرنسا في أول زيارة دولة له بصفته ملكا.
وسعى سوناك إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بعدما تدهورت في عهد سلفيه بوريس جونسون وليز تراس، ويتطلع إلى العمل مع باريس على التصدي للأعداد الضخمة من المهاجرين الذين يصلون إلى جنوب إنجلترا في قوارب صغيرة.
وفي نوفمبر تشرين الثاني، وقعت بريطانيا وفرنسا إتفاقية بقيمة 72 مليون يورو (74 مليون دولار) لتكثيف جهود منع المهاجرين غير الشرعيين من الإبحار في رحلات خطرة عبر القنال الإنجليزي.
وأفادت صحيفة التايمز بأنه سيعلن أن بريطانيا ستقدم تمويلا لفرنسا للإستثمار في الشرطة والأمن والمخابرات. ونقل التقرير عن مصادر لم يسمها أن التمويل من المتوقع أن يتخطى 200 مليون جنيه إسترليني على مدى ثلاثة أعوام.
وأكد وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي، أثناء حديثه مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) من باريس قبل المحادثات، أن بريطانيا ستبحث منح فرنسا مزيدا من التمويل، لكنه لم يدل بتفاصيل إضافية أو يفصح عن المبلغ.