كل ذو عقلٍ نبي .. هكذا علّمني أبي .. هكذا علمتني مدرستي عندما كنت صبي ..هكذا أضحت المعرفة هي مطلبي .. هكذا صارت الحياة ملعبي ..هكذا صارت القيم أهم كُتبي .. هكذا هم الأباة وهكذا هو الأبي .
الجهل قاتل وهذا هو الخبر القديم الجديد العاجل، حيث لا نحتاج لنسأل سائل .. هو دوران الأرض مائل ..هو الظلم لابد أنه زائل ..هي الحرب النووية يبشر بها حابل لينفيها نابل …هو الدمار كامل وشامل.. هل هذه هي بدايات النهايات وكل الحلول لهذه المسائل ..معروفٌ من هو المقاول ومن هو الضحية ومن هو القاتل .. نعم واضحة هي المسائل .. بوتين يترجل ويسأل عن مُنازل .. فالتمرد على الطغيان والوقوف بوجه الحيتان يحتاج إلى جبّاراً قوياً عادل .. هكذا بدأت تَهتز الشوارع وتبكي المنازل وبما لا لبس فيه بأن الدمار القادم حتماً سيكون هائل .. فالكل يعد العدة للنجاة ..لا الأمم ولا الدول معصومة على الموت ، ولا القبائل ولا العشائر ولا العصائب فالكل لا محالة زائل …
نحن نتكلم هنا عن نهاية منظومة الحياة وفناء كل المراتب والجدائل ، حتى من هو بعيداً بعد السماء عن الأرض عندما تحدث الزلازل .. نعم لا جدوى للسلطة ولا للجاه ولا للمال ولا للحصون ولا للمغازل .. هي ليست كما هورشيما اليابانية والدمار الشامل فحسب .. بل هي مشرق الأرض ومغربها وطولها وعرضها وبكل من فيها .. الطالع والصانع والمانع والمصارع والقارع والفارع والعامل والسيد والسلطان والحاكم والظالم والعادل …
نحن على بوابات الهاوية .. هكذا يقول الراوي وهكذا تدعي الراوية .. الكل في الزاوية .. فالويل لمن لا يعرف ماذا في الحاوية والترقب سيد الموقف هو حكمة السلطان أم سذاجة الجارية .. ففناء الحياة مع أمل النجاة يحتاج للضربة القاضية ، فهل ستفعلها أمريكا أو سيفعلها الغرب أم ذاك المتمرد أم هذه الداهية .. وهنا الكارثة الكبرى التي على العقول والصدور ماتزال جاسية ، فروسيا ليست عارية والصين من الدروع ليست خاوية .. فهل ياترى سنرى الأعلام البيضاء وقد إعتلت السارية أيةُ سارية .. وعندها سنعود أدراجنا للأعوام الماضية أقطابٌ وأحلافٌ وحربٌ باردة غامضة لكنها غير متناهية .. سلامٌ هجين وترقبٌ لمعركة الصحراء والبادية ، هي الغابة إذاً وقانونها وتلك الألوان الداكنة الباهية والصراع على البقاء على هذه الأرض بين الوحوش الضارية، حيث تبقى الأغنام والأٌبل والنعام وكل ما شابه، هي اللقمة السائغة .. فالحياة للأقوى، فهذا محيط وهذا بحر وهذا نهر وهذه ساقية …
العالم إلى أين .. ومن هو مالك الحزين .. مشيخة قطر صارت صاحبة الشأن في الشمال واليمين .. هي تارةً تؤم بالمسلمين الطالحين وتارةً بالصالحين ، هي هكذا صارت الموازين .. هي هكذا صارت الدنيا عربدةً للفاسقين .. التآمر فيها ضمانة للحاكم السمين ، فلا أمانةً للأمين .. حتى ولو كان أميراً للمؤمنين ووطنياً حتى يوم الدين ، وعصامياً في كل حين وفارساً في كل الميادين .. كل هذا لا يعني شيىئاً إن لم يكن من التابعين للقطب الأوحد وللصهوينية العالمية رهين .. حيث التبعية سنّة والديكتاتورية فرض عين .. والتمرد مردوده قَص الرقاب بالسكين .. هي حتماً سورّية ستبقى المثل الأول في طليعة الأولين ، حيث مازال هناك أسداً سيداً وعرين .. وما أدراك مافعله به ربيعٌ وصقيعٌ ضاعت في شعابه حتى لقمة العيش في هذه السنين ، وإنتفت الحياة عنده حتى جفت الشرايين .. الحجة ستبقى إسراطين ، وهذا الشعب المسكين .. بما له وما عليه من عربٍ ويهود ومقاومين ومتصالحين ورافضين وصامدين ومقاتلين وبائعين ومشترين ومتشددين ومتشردين ودللالين وإنتهازيين .. أم أنها اللعبة الكبرى وهاقد تبددت كل التلاوين وإنتفت للحياة في كل التكاوين .. فإسمع جيداً يا هذا ونفّذ مانقولة وقُل آمين ، وإلا وكما أتيناك بالربيع فنحن قادرون على الإتيان بتشرين .. نحن أولياء الأرض حتى يوم الدين .. تخمين تخمين …
كل ذو عقل نبي حقيقة وحق .. وهناك مٓنْ لنهاية الدنيا وأُفولها ولطبول حربها قد دّق ، حيث لن ولم يسلم منٌا أي فيلقٍ أو أي عِرق .. فياترى هل سنعلم بعد فوات الأوان ماهو الفرق بين فريقٍ يهدم وفريق يبني ويرمم الشقاق شقاً شق …
الحقيقة هي بأننا نعيش في عالم غريب عجيب .. لم نتوقع أن نعيشه أو حتى أن نراه هكذا قريب .. فالتكنولوجيا والذكاء الصناعي والإنترنيت غزوا حياتنا بلا حسيبٍ ولا رقيب .. فصرنا عُراة من كل شيء حتى القيم التي تربينا عليها لم يعد لها في حياتنا نصيب …
الحقيقة بأننا على شفى حرب عالمية ثالثة، رأينا معالمها في الربيع العربي الذي حل بالأمة فدمرها وشتتها ، وهاهي شظايها تتطاير في أوكرانيا لتصل لأوروبا ومن ثم الصين وتايوان والكوريتين ومن وراء البحار الأمريكتَين، فهل ستكون عقول حكيمة تتحكم بهكذا بدايات وهكذا نهايات ..النووي فيها هو كل الحكايات حيث لا نعرف بعدها من عاش ومن مات .
رياض مرعي