يعين إبنته دلفين أرنو رئيسة تنفيذية لدار أزياء “كريستيان ديور”
أحكم رئيس مجلس إدارة مجموعة “إل في إم إتش” ورئيسها التنفيذي، برنار أرنو، قبضة عائلته على إمبراطورية السلع الفاخرة الشهيرة، وأسند إلى ابنته دلفين المسؤولية عن «كريستيان ديور»، إحدى العلامات الرائدة للمجموعة. وعينت المجموعة أيضاً بيترو بيكاري، الذي تولى رئاسة «ديور» منذ عام 2018، رئيساً تنفيذياً لـ«لوي فيتون» خلفاً لمايكل بيرك. وزاملت دلفين أرنو بيرك في شركة «لوي فيتون» على مدار العقد الماضي، وأمضت قبل ذلك أكثر من 10 أعوام في «ديور».
وستشغل دلفين ( 47 عاما ) منصب الرئيس والمدير التنفيذي للعلامة التجارية الفرنسية، إعتبارًا من أول فبراير الحالي ، بعد إحداث تغيير كبير في المجموعة التي تقف وراء العلامات التجارية العالمية الفاخرة، منها “لوي فويتون”، و”فيندي”، و”جيفنشي”، و”تيفاني أند كومباني”.. وستنتقل دلفين أرنو، التي أصبح والدها أغنى رجل في العالم الشهر الماضي، من علامة “لوي فويتون”، حيث شغلت منصب نائب الرئيس التنفيذي منذ عام 2013.. وقد أمضت سابقًا أكثر من عقد في “ديور”، وشاركت عن كثب بجائزة LVMH لمصممي الأزياء الشباب.
وفي بيان صحفي، وصف برنار أرنو مسيرة إبنته في الشركة بأنّها “محددة بالتميّز”، حيث قال : بفضل قيادتها وفي ظل إدارتها، شهد الطلب على المنتجات إرتفاعا كبيرا، مما أتاح للماركة تسجيل أرقام قياسية جديدة بإنتظام ، مشيرا إلى أن نظرتها الثاقبة وخبرتها المميزة ستؤهلانها لمواصلة تطوير “كريستيان ديور”، وتابع: إن رؤيتها العميقة، وخبرتها التي لا تضاهي، ستكون بمثابة أصول حاسمة في دفع عجلة التطوير المستمر ل “كريستيان ديور”.
وتنضم دلفين إلى العلامة التجارية التي تتطلّع إلى إستئناف النمو المستدام، الذي تميّزت به ديور قبل جائحة “كوفيد-19″، وتأتي هذه الخطوة أيضًا في الوقت الذي تتجه فيه “ديور”، إسوة بعلامات الأزياء الفاخرة الأخرى بالصناعة، إلى موسم حافل بالعروض الكبرى والمجموعات الجديدة.
وخلال الشهرين المقبلين، من المقرّر أن تقدّم العلامة مجموعة الملابس الرجالية الجديدة، ومجموعة الأزياء الراقية، وكذلك مجموعة الملابس الجاهزة للنساء، خلال النسخ المرتقبة من أسبوع الموضة في باريس.
ويأتي هذا الإعلان بعدما شهدت مجموعة LVMH سلسلة من التغييرات أخيرًأ، ضمنًا منصب الإبن الثاني لأرنو، أنطوان، الذي سيحل محل المدير التنفيذي، سيدني توليدانو، كرئيس تنفيذي للشركة القابضة، التي من خلالها تمتلك العائلة حصتها المسيطرة في المجموعة.
كما أُعلن أنّ رئيس “ديور” المنتهية ولايته، بيترو بيكاري، سيتولى منصب رئاسة “لويس فويتون”، على أن يشغل مايكل بيرك رئيسها التنفيذي الحالي، منصبًا لم يكشف عنه بعد في إمبراطورية أرنو الفاخرة.. وقد إرتفع سعر سهم المجموعة بعد أنباء حول تعديل المناصب بالإمبراطورية.
وفي بيان له، أشاد أرنو ببيكاري، الذي تولى رئاسة “ديور” منذ 2018، بعمله “الإستثنائي” في دار الأزياء.
وقد أشرف الرئيس التنفيذي الإيطالي على العديد من التطورات المهمة في العلامة التجارية، بما في ذلك الإنتقال إلى أكسسوارات الشاطئ، وساهم كذلك بتجديد كبير للعلامة الرائدة في باريس.
وشهدت السنوات الأخيرة أيضًا قيام “ديور” بتعيين سفراء ومساعدين من المشاهير، من ترافيس سكوت إلى نجمة التنس إيما رادوكانو، ونجمة البوب الكوري جيسو.
وخلال تلك الفترة نظّمت العلامة التجارية عروض أزياء طموحة بشكل متزايد، بما في ذلك عرض الأزياء الملحمي الذي أقيم في أهرامات الجيزة بمصر، كخلفية مضيئة لمجموعة الملابس الرجالية لخريف 2023.. كما إستضافت دار الأزياء في الصيف الماضي عرضًا في كوريا الجنوبية لأول مرة.
يعود الفضل إلى برنارد أرنو على نطاق واسع بتحويل ثروات ديور على مر السنين منذ إنخراطه في العلامة التجارية لأول مرة عام 1984.
وقد أفادت مصادر مطلعة أن الرجل البالغ من العمر 73 عامًا، والذي تقدر قيمة ثروته بـ171 مليار دولار، لم يعرب عن أي نية له بالتنحي عن منصبه كمالك لمجموعة LVMH، حيث رفعت الشركة العام الماضي الحد الأقصى لعمر رئيسها التنفيذي من 75 إلى 80 عامًا.
ويعمل أبناء أرنو الخمسة في مجموعة «إل في إم إتش». وفي ديسمبر، عُين الابن الأكبر أنطوان مديرا عاما لشركة «كريستيان ديور إس إي» القابضة ونائبا لرئيس مجلس إدارتها، وهو يشغل أيضا منصب المدير العام لـ«بيرلوتي» ورئيس مجلس إدارة «لورو بيانا»، ومدير قسم الترويج والبيئة في «إل في إم إتش».
أما ألكسندر أرنو، فهو نائب الرئيس التنفيذي لـ«تيفاني» المتخصصة في المجوهرات، فيما يشغل فريديريك منصب الرئيس التنفيذي لـ«تاغ هوير»، ويتولى جان إدارة التسويق والتطوير للساعات من تصميم ماركة «لوي فويتون».
وعن تعيين بييترو بيكاري رئيسا لدار “لوي فويتون” أشاد برنار أرنو بعمل بيكاري الإستثنائي خلال السنوات الخمس الماضية في ديور، معتبرا أنه سيحقق مزيدا من النجاحات لـ “لوي فويتون” .
إلى ذلك، أشاد الملياردير بـ«العمل المذهل» الذي قام به مايكل بورك بعد عشر سنوات على ترؤسه “لوي فويتون”، وقال :إضافة إلى إنجازاته في “لوي فويتون”، أسهم بورك في نجاح ضمّ “تيفاني” إلى المجموعة، مشيرا إلى أن بورك سيتولى مهاما جديدة مرتبطة به مباشرة .
وتقود شركة الأزياء ديور” نمو وحدة الأزياء بزيادة كبيرة لمبيعاتها إلى جانب مبيعات العلامة “لوي فيتون”، رغم أن الشركة الأم”إلفي إم إتش” لا تكشف الأرقام المالية لكل علامة تجارية على حدة، إلا أن شركة “ديور” قادت نمو وحدة الأزياء في الربع الثالث، تنضوي تحت هذه الوحدة أيضاً علامات تجارية مثل “لوي فيتون” و”فيندي” (Fendi)، و”سلين” (Celine)، وماركات أزياء شهيرة أخرى.
وفي شهر مارس الماضي أشرف بيكاري على إعادة افتتاح متجر “30 مونتين” (30Montaigne)، وهو متجر “ديور” الرئيسي في باريس، بعد أكثر من عامين من عمليات التجديد.. وبحلول أكتوبر، إجتذب المتجر أكثر من نصف مليون زائر منذ إفتتاحه في مارس. كجزء من التغيير الإداري، سيتولى ستيفان بيانكي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لقسم الساعات والمجوهرات، الإشراف على “تيفاني” و”ريبوسي” (Repossi).
وقد إحتل برنار أرنو (73 عاما) وعائلته صدارة تصنيف فوربس لأكبر الثروات في العالم متقدما على الأميركي إيلون ماسك رئيس “تيسلا” و”سبايس إكس” و”تويتر”.