ومن أجمل الذكريات التي ستظل في ذاكرتي يوم تقديم أوراق إعتمادي لرئيس دولة الإمارات
في البداية لو نتعرف عن شخصكم الكريم ، وعن سيرتكم الذاتية وكيف دخلتم للخارجية ؟
أولا أود أن أشكركم على هذا اللقاء الطيب.. أنا نتاليا المنصور سفيرة جمهورية سلوفينيا في أبوظبي.
أشتغل كدبلوماسية منذ 20 سنة ويمكنني أن أقول إنني دخلت المجال الدبلوماسي بالصدفة لأنني لم أدرس العلاقات
السياسية الخارجية ، لكنني درست التسويق وعلاقات عامة.
فقد دخلت وزارة الخارجية بعد أن تقدمت لمناظرة للدبلوماسيين الجدد وتم إختياري بالطرق التقليدية عن طريق الإمتحانات والإستجواب .
بما أن نشأتي في عائلة سلوفينية-سورية ( من أب سوري وأم سلوفانية ) ، عائلة سادت فيها تعددية اللغات والثقافات والأديان، كان له دور في توجهي إلى السلك الدبلوماسي .. والفضل أيضا يعود لوالدي الذي دعمني وشجعني أن أنتسب إلى وزارة الخارجية.
خلال مسيرتي المهنية في وزارة الخارجية إشتغلت في عديد من سفارات سلوفينيا في الخارج، أولها كانت بالسفارة في طهران ، ثم حظيت بمنصب قنصل في عاصمة التشيك براغ ، ومن بعدها إنتقلت للعمل بالسفارة بالقاهرة حيث عملت كمسؤولة أيضا عن التعاون الدولي مع دول الخليج ، حينها تعاونت كثيرا مع ممثلي دولة الإمارات العربية المتحدة ، وبعد القاهرة إنتقلت إلى بروكسل حيث عملت بتمثيلية سلوفينيا لدى الإتحاد الأوروبي.
في طبيعة العمل الدبلوماسي أنه من بين تواجدنا في سفارات متعددة يجب أن نعود إلى الوطن والعمل داخل وزارة الخارجية بسلوفانيا ، كذلك إشتغلت في عدد من الإدارات المختلفة : منها إدارة التعاون الدولي أو المساعدات الإنسانية. و آخر منصب لي في وزارة الخارجية كنت مديرة إدارة شؤون إفريقيا والشرق الاوسط.
لو نتعرف كيف تم تعيينكم سفيرة لجمهورية سلوفينيا بدولة الإمارات ،، كيف تلقيتم الخبر وكيف تحضرتم لذلك ؟
خلال عملي في وزارة الخارجية كان جل عملي يتعلق بتنمية العلاقات بين سلوفينيا والدول العربية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. وقد تم إختياري من قبل وزير الخارجية وحكومة سلوفينيا لأكون سفيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد الإختيار هنالك إجراءات إضافية، من ضمنها تقديم المرشح للمنصب لتزكيته من البرلمان وبعد ذلك يتم إقرار الرئيس على الإختيار.
طبعا كنت سعيدة جدا وفخورة أنه تم إختياري لهذا المنصب بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر نموذج يحتذى به في العالم ودولة عربية رائدة في كل المجالات ، خصوصا في ظل تطور العلاقات السياسية والدبلوماسية الذي تشهده البلدين.
من الذكريات الجميلة التي ستظل في ذاكرتي يوم تقديم أوراق إعتمادي لرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ، حفظه الله ، في سبتمبر الماضي مع ثلة من السفراء الأجانب ، حيث تكلمت باللغة العربية ” أنني أفتخر أن أكون سفيرة لبلدي سلوفينيا بدولة الإمارات العربية المتحدة .. وقد رحب بي بكل حفاوة وقال أنه أيضا فخر لنا تنصيبك بدولة الإمارات .”
بدون أدنى شك دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة مهمة ولها وزن في المنطقة والعالم ، وترى دولتي سلوفينيا أن هنالك كثير من الإهتمامات المشتركة حيث لنا تقارب في الآراء والتوجهات، ويهمنا توطيد العلاقات في شتى المجالات خصوصا بعد الإننفتاح الذي حصل بعد Expo 2020 ، ويسعدني أن أهنىء قيادة دولة الإمارات على نجاحه المبهر والذي فتح آفاق تعاون كبير في مجالات مختلفة ، وجعل من دولة الإمارات محط أنظار العالم .
لو نتعرف على حقوق المرأة بجمهورية سلوفينيا ، والكوتا المخصصة للمرأة للمشاركة في العمل الدبلوماسي وأيضاً السياسي ؟
الحقيقة أنا أفتخر أن بلدي سلوفينيا متقدمة في مجال حقوق المرأة ، وبالرغم أنه ليس هنالك كوتا محددة لمشاركة المرأة في المجال السياسي والدبلوماسي لكننا نرى أنه نصف وأكثر بقليل من النصف الدبلوماسيين هن من النساء في سلوفينيا ، وأفتخر أيضا أن لدينا الآن رئيسة للجمهورية ، ولدينا رئيسة للبرلمان ، ووزير الخارجية أيضا إمرأة .. وفي هذا السياق يمكنني أن أقول إنني أفتخر بأن المساواة بين الرجل والمرأة في سلوفينيا واقع موجود وملموس .. طبعا هذا لا يعني أن العمل في هذا المجال إنتهى ، لأننا نعلم أنه يجب الإستمرار في تغيير كل ما يمكن أن يعيق المساواة بين الرجل والمرأة ، وبالتالي تعزيز والمحافظة على الحقوق المكتسبة .. ومن هذا المنطلق لدينا في كل وزارة شخص مسؤول عن هذا الموضوع ، وقد إستلمت هذه المهمة الشرفية بين 2019 و2021 .
ماهي المعاييرالتي يتم من خلالها إختيار السفير لدولة عربية أو بالأحرى دولة خليجية ؟
في مرحلة إختيار الدبلوماسي لأي بلد هنالك طبعا معايير مختلفة ، منها الخبرة المهنية علاوة الصفات الشخصية لهذا الشخص وإيجاد لغة البلد الذي يعمل لديها السفير، وأيضاً معايير آخرى تخص معرفته ومدى خبراته في مجالات مختلفة .
وطبعا ما ساهم في إختياري لأكون سفيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة إنني أجيد اللغة العربية كتابة وقراءة ، علاوة أنه لي خبرة طويلة على إمتداد 20 سنة في مجال العلاقات الثنائية وتنمية العلاقات الإقتصادية و الثقافية.
السفيرة نتاليا المتصور : نشأتي في عائلة سورية – سلوفانية سادت فيها تعددية اللغات والثقافات والأديان، كان له أثر لتوجهي للعمل الدبلوماسي
هل زرتم قبل دولة الإمارات وكيف ترون النهضة التي وصلت إليها كدولة عربية رائدة في كل المجالات ؟؟
كما ذكرت خلال عملي كان لدي الفرصة أن أزور دولة الإمارات لعدة مرات .. أول زيارة كانت في عام 2012 حينها كنت مبهورة جدا بالنمو والتطور الذي تشهده الدولة في ظل الرعاية والحوكمة الرشيدة التي توليها القيادة وحكامها .. فعلا دولة رائدة في كل المجالات ، إلى جانب النمو الإقتصادي هناك تطور على الصعيد الثقافي والعلمي ، والدول المتقدمة تقاس حتما بالعلم والتعليم والمجال الطبي ، وبكوني أحب جدا الثقافة والفن فأنني سعيدة جدا بالتطور الذي تحظى به دولة الإمارات .
لو نتعرف أكثر عن بلدكم جمهورية سلوفينيا التي إنفصلت عن يوغسلافيا في 25 يونيو 1991 ؟؟
سلوفينيا هي دولة جميلة من دول الإتحاد الأوروبي ، تقع في قلب أوروبا أو كما نحب أن نقول تقع في الجهة المشمسة من جبال الألب .. دولة فيها 2 مليون ساكن، وتشتهر بغاباتها وطبيعتها الخلابة .. معظم مساحتها عبارة عن غابات، ولها أيضا إطلالة على البحر المتوسط، كونها تجاور إيطاليا والنمسا والمجر وكرواتيا.. تتميز بتنوع ثقافي ولغوي، وحتى سياسيا وبرغم أنها دولة حديثة لها دور مميز في أوروبا بكونها همزة وصل بين شرق وغرب الدول الأوروبية، ويميز سكانها الطيبة والإنفتاح والتعايش السلمي وكرم الأخلاق .
هل لديكم مسؤول في السفارة للتسويق للسياحة بجمهورية سلوفينيا ؟ وماهي الخطط التي ستنتهجونها للترويج لبلدكم كوجهة سياحية متميزة في قلب أوروبا ؟
سفارتنا في أبوظبي أيضا حديثة، تم إفتتاحها في عام 2019 ، ومن مهماتنا أيضا تنمية السياحة والترويج لبلدنا ، وقد كان هذا جزء من العمل في خلال Expo 2020, وسنواصل العمل في هذا المجال.
وقد إفتتحت شركة طيران Fly dubai منذ سنة خط مباشر بين دبي وعاصمة سلوفينيا ليوبليانا ، مما ساهم في تطوير وتعزيز السياحة وزيادة عدد السياح من الإمارات إلى سلوفينيا والعكس أيضا.
كيف تقضون يومكم بمدينة أبوظبي ؟
يومي في مدينة أبو ظبي الجميلة مليء باللقاءات والفعاليات ، كما أحرص على تواصل دائم مع ممثلي دولة الامارات و رجال الأعمال والتعرف على النخبة في كل المجالات بالبلد، إلى جانب تأديتي لزيارات بروتوكولية تعارف لممثلي السلك الدبلوماسي العرب والأجانب بالدولة .
وبما أنني أم لطفلين لدي إلتزامات عائلية، ولأننا وصلنا إلى دولة الإمارات منذ عدة شهور فقط، أحب أنا وأبنائي أيضا إكتشاف المناطق الجميلة في كل إمارات الدولة ، وزيارة المتاحف والمناطق السياحية … فعلا الحياة جميلة ومريحة ومتنوعة بأبوظبي .
هل كان سهلا لأبنائكم للتأقلم في الحياة بمدينة أبوظبي ؟
الحقيقة في البداية كان لدي مخاوف من هذا الموضوع،. لكن بصراحة تم إستقبالنا بشكل جميل جدا وأصبح أطفالي لديهم صداقات جميلة مع زملائهم في المدرسة ما جعل تأقلمهم بصفة جيدة في حياتنا الجديدة .. وبصدق أنني سعيدة جدا كون أطفالي يتم تعليمهم اللغة العربية في المدرسة .
ماهي هواياتكم ، وهل لديكم وقت لممارستها في ظل عملكم الدبلوماسي ؟
أحب جدا القراءة والفن بكل أصنافه ، ومن دواعي سروري وحظي أنني أعيش في بيئة تمكنني من الحصول على كتب للكتاب العرب وأحضر حفلات للموسيقا العربية وأحضر الفعاليات الثقافية ، وهذا ما يجعلني أكون علاقات لتنمية العلاقات الثقافية والإنسانية ، وطبعا هوايتي في البدء ترتكز على تطوير عملي كدبلوماسية لها مسؤولية وطنية كبيرة .. وهذه نعمة كبيرة.
كلمة أخيرة حرة لكم ؟
أتطلع إلى كل ما سوف تجلبه لي مهمتي الدبلوماسية التي تمتد ل4 سنوات في أبوظبي ، أتمنى أن يكون لي دور فعال في تطوير العلاقات والصداقة بين دولتي سلوفينيا والإمارات العربية المتحدة وشعوبهما ، ويسعدني دعوة القراء إلى زيارة سلوفينيا وإكتشافها …
في الأخير أتقدم بالشكر الجزيل لمجلة ” بثينة ” في شخص رئيسة التحرير الأستاذة بثينة جبنون مرعي التي شرفتني بهذا الحوار المتميز ، لكي يتعرف عليا القراء في الوطن العربي .. وكل عام والبشرية بخير وسلام بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة 2023 .