قطر وما أدراك ما قطر .. قطر عبرةٌ غير كل العٍبرْ ..لا ترى بالعين المجردة إلا إن أمعنت النظر .. حيرّتْ دنيا وشغلت بشرْ .. صارت الغيث صارت المطر .. أسقطت دول وعروش بضربة حجر .. أهي يا ترى مملكة ورق أم إمبراطورية من أبراجٍ وشققْ ..أم دولة عظمى تتمتع بكل هذا الألق ..أم دويلة فتنة أعماها اللقب الفسق.. أم مشيخة صُنعت بخطيئة قَدرْ .. هو المال وإن وفرْ .. هي الفتنة بمن حَضرْ .. هي الخيانة نغمةً ووترْ .. هي ومن هي هذه القطرْ ، إلا ظاهرة زائفة لابد زائلة لا محالة لكنها الباقية في صور.. هي اليوم في كل مكان تقضي وترضي وتفضي لمن أمرْ .. هي الربيبة قرضاوياً كان بكل القيم قد كفرْ ..هي تلك الغمامة السوداء التي تكفهر السماء، بها غيظاً وغضباً وضجرْ .. هي لعنةٌ أبدية أصابت جزيرتنا العربية من بدوٍ وحٓضرْ .. لله درها وحسبنا الله ونِعمَ الوكيل من شرّها إن إستفحل أوإنتشرْ …
المونديال القطري لكأس العالم لكرة القدم حديث الساعة في كل المطارح والمسارح والمسامع .. قطر هي من صنعته بالفعل المضارع .. حيث صرفت من المليارات الكثير الكثير، وبكل ما للهدر من دوافع .. لتثبيت وجودها كعلامة فارقة باللون الفاقع .. ولتقول للعرب والمسلمين والعالم بأنها هي اللون الحضاري اللامع وصوتها الحضاري مسموع بلا منازع ، وأن أي حديث عن دورها الخبيث في حياة الأمم كلاماً فارغ بلا مدامع .. فبأموالها إشترت النفوس والضمائر من أصحاب الأقلام وكل ما هناك للإعلام من مصانع ، فأحدثت القنوات التلفزيونية وغزت بها كل البيوت والمدن والدول وكل مافيها من روافع ، حتى غدت في أفغانستان تصالح وعن حقوقهم تدافع ، وذهبت لتونس الخضراء لتجعل منها واحةً لدوحتها لترسخ لإخوان الشياطين فيها حكم التطرف والفساد بكل ما يحمله من مطامع ..وشاركت مع الناتو في قتل القذافي سيء الحظ والطالع ، ولم تكتفي بذلك فبدأت بتشكيل غرف سوداء لعملياتها مع شيقاقتها لتقتل أسد الشام أيضاً وتقسم بلاده إلى إمارات ودويلات فيها الظلمة سائدةً ، والظلام يغطي كل نواحيها ومعالمها حتى الصوامع .. نعم هذه قطر وما أدراك ما قطر دويلة الأيدي الخفية والأصابع.. ناهيك عن إستضافتها لأكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ، ومثلها للعثمانيين الأتراك السلجوقيين ليكونوا لمن يفكرون بأذيتها الترس والسيف المانع والقاطع .
الأموال التي صرفتها قطر على سياساتها وإعلامها ودعمها للتطرف يتجاوز الخيال ، وبالإضافة لذلك إستضافتها لمونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم وصرف المليارات ليس إلا قناع مُذّهب مُطّعم بالأحجار الكريمة ، لتخفي وجهها الدجّال والسؤال السؤال السؤال ..هل يا ترى إستفاد العرب والمسلمين من هذا المونديال …؟؟؟
لم تستفد شعوبنا من مونديال قطر إلا الإعجاب بمظاهر الفخامة والرقي والحضارة وهذا هو الإنجاز .. أم الإعجاز ليس إلا تلك المرآة المكسورة والتي تصرخ فينا وتحاكينا عن سوء الواقع وقلة الحال.. فلو كان الصدق بيت قطر والأصالة عنوانها والعروبة عكازها والإسلام وجدانها مقاماً ومقال ، لكانت هذه القطر وبالبعض اليسير من أموالها في نهضتنا هي الأغنية والموال .. ولو وظفّت البعض مما رزقها الله من ذهبها الأسود للإستثمار ببلاد العرب والمسلمين، لوجدت ألف مجال ومجال ولكانت قد باشرت بأعادة بناء ما تُهدم من ليبيا وسورية واليمن والتي هي من دمرته بالخيانة والتآمر والإحتيال ..ولكانت وبالتكفير عن ذنوبها قد فكرّت بالإسهام في بناء المصانع والمستشفيات والمدارس لمحمد ويوسف وعلي وعيسى ورئبال ، ولكانت قد باشرت بإعمار البنى التحتية المهترئة في عواصم التاريخ التي نراها في كل الإتجاهات شرقاً وغرباً ويميناً وشمال، ولكانت قد أسست لوضع حجر الأساس للجامعات والمؤسسات العلمية التي تحتاجها شعوبنا السائس فيها والخيّال .. ولكانت بذلك جعلت من هذه الدول دول تنعم بالنهضة حيث يغرب الفقر بغير رجعة ، وتنتفي البطالة بإنتفاء البطّال والطبالْ …
مونديال قطر لا إنجاز ولا إعجاز ، بل هو هدراً للمال الذي لو أُستثمر في التنمية العربية لكنا رأينا المستحيل والمحال يسوي لهذه الدول الأحوال ويرتب لهم الغد الآتي وبعض مافي البال من أحلام وأنغام وعباءةٍ وسروال ، ولكنا قد وصفنا القطريين بالأبطال وبالعظماء والنبلاء وأولاد الحلال ، لكنهم لم يفعلوا ومازالوا على نفس الموّال …
أياماً قليلة وننسى المونديال القطري هذا المونديال العصري والحضاري والمميز بالتكنولوجيا والأثمان ، وننسى كل ما كان ..
ولكننا لن ننسى آبداً بلادنا المدمرة والمحاصرة والمتأزمة بكل أنواع النكبات من أشكالاً وألوان ، والتي عبثت فيها هذه القطر كما يعبث بالأوطان ثعبان ..لعن الله إبليس وحسبنا الله من هكذا شيطان .
ليس كل ما يلمع هو ذَهبْ …
قال تعالى « تبت يدا أبي لهب وما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب وإمرأته حمّالة الحطب في جيدها حبلٌ من مسد » صدق الله العظيم الحق .
رياض مرعي