كفرتمونا بأمتنا بعروبتنا بحياتنا … بكل ما لنا وما بنا .. بأسماءنا بأرضنا بسماءنا بخبزنا بهواءنا بكلامنا بشوارعنا بمدننا بسهولنا وجبالنا بغاباتنا وتلالنا بتزواجنا وإنجابنا ببناتنا وأبناءنا بصباحنا ومساءنا بمجتمعاتنا وعلاقاتنا بأباءنا وأمهاتنا وأجدادنا .. بتاريخنا وتراثنا بأطلالنا وأحلامنا بحاضرنا وماضينا وغٓدنا.. فبالله عليكم أية أمة أنتم ولأية قمة جئتم ، ودمكم ليس من دمنا وجلدكم لا يشبه جلدنا، فأبقوا حيث أنتم وإتركونا هنا في ظلامنا وليلنا ،، فكل ما تقولونه وتفعلونه ليس إلا لتخديرنا ومن ثم قتلنا .. قممكم ليست إلا فلكلوراً فكاهياً يعبث بعقولنا بقلوبنا حين نراكم في أبراجكم العاجية وقد زينتها جثث أبناءنا والمراسم التي تقومون بها المعمولة من أرواحنا .. كفانا كفانا قمم وعروبة ضاعت فيها أمالنا ..كفانا تفرقة وفتنة وكل زعيم فيكم كما الديك على مذبلته يصيح أنا أنا أنا …
إزرعوا الريح لتحصدوا العواصف ..إغرسوا الفساد في مجتمعاتكم لتعيشوا على العظام وبقايا اللحوم والأرز من المناسف ..أحضروا الفتنة خبزاً وهواءً وماء لتتقاتلوا على من يحمل للغرباء المناشف ..إرسوا حكم أولياء أموركم لتعيشوا كقطعان النعامات حين تخفي رؤوسها من القذائف ..إكتبوا دساتير بلادكم كما تشتهون النائم والغائب والحاضر والقاعد والماشي والواقف .. وشرّحوا أجساد بني قومكم وإكلوا قلوبهم لأنهم يختلفون عنكم ربما بالرأي أو المذهب كما فعلت في فيلم الرسالة الفنانة السورية منى واصف .. ولا تنسوا بأنكم أنتم من قال بهم الرسول الأعظم بأن أمتكم هي خير أمة أخرجت للبشرية مجتمعاتاً وقبائلاً وطوائف …
بالله عليكم تذكروا كيف هو لبنان البارحة من اليوم ، وكما نراه الآن يحتضر حتى الموت منذ إتفاق الطائف ..أو ليس عمر المختار من شنقوه حتى الموت أمام شعبه ليكون عبرة لمن للطغيان يخالف …
هو الربيع العربي أليس المسرحية الكبرى المتعددة الوظائف .. فتونس الخضراء تصحرّت ليغادرها رئيساً المغلوب على أمره والهارب من العواقب خائف .. أما ليبيا الجماهرية العظمى والكل عنها ينأى ، ها هي تغدو الحدث الأهم في المجازر حيث يُقتل زعيمها البار بيد أبنائه وثوار الناتو المخازل منهم والخائن والزائف …
هي مصر أم الدنيا بفرعونها حسني الذي دكوّه في السجن وحاكموه وولديه ، ليسلموا السلطات لإخوان الشياطين من بني الرخويات والزواحف …
هو العراق الذي صار منجماً للإرهاب ومصنعاً للدواعش من أصحاب اللحي والسراويل والفتاوي .. وسوالف للإجرام ونحر الرقاب ما قبلها ولا بعدها سوالف .
حدث بلا حرج عن سورّية وغزوات بني لوط وبني بلوط، وما فعلوا وكيف قتلوا ودمرّوا فيها قيمها الإنسانية وإنسانها وجردوا هذا الوطن الجميل من تاريخه ليكون حاضره ومستقبله فاقداً لكل المعالم من حضارة ونضارة ومعابد ومساجد وكنائس ومقاصف ومصايف …
أما المعجزة الأخيرة ها نحن نراها في اليمن السعيد .. دولتين وعاصمتين وجيشين وشعبين وحصار لأسياد وعبيد .. وكأني بهم والكل لجهنم يريد ..لا قلباً ينبض ولا شريان ولا وريد .. التناقض واضح بين الحوثي وأبا يزيد.. والحل يبقى وللأسف الدم والنار والحديد …
أيةُ قمة لأيةُ أمة أيتها الجزائر ؟؟؟؟؟ لم يبقى عندنا أحراراً ولا حرائر .. هي الفتنة هي التفرقة متجذرة مستمرة هي المجازر .. كنا نريدها قمة التصالح والتصافح والقرارات التي ستعيد لنا بعض الكرامات لحكومات الصغائر .. كنّا نريدها قمة لأمةٍ وَاحِدَةٍ للكبائر ..لا للأعراق ولا للمذهبية ولا للفوقية ولا للغطرسة ولا للتبعية ولا للمحاور لا لتدوير الدوائر .. كنّا نريدها قمة تعيد قدسنا وتأنس بها شامنا وترتاح لها بغدادنا وتفرح لها رياضنا، لترجع لنا حرّةٌ كما عهدناها أمتنا حرّةٌ موحدة وحيّةٌ فيها الضمائر ..كنا نريد أن نرى أسد بلاد الشام ، هناك يُحتَفَى به كما كان ليوسف وأخوته ما للوّد من عرائشٍ وضفائر .. كنّا ومازلنا نريد ونريد ونريد المعجزات لنسرٍ محلقٍ محتضرٍ لكنه بالأمل والعمل طائرْ …
أيةُ قمة ..أيةُ أمة .. وكم ينقصنا الصدق وكم نفتقد الذمة .
رياض مرعي