لبنان وكان ياما كان ..إسطورة من قديم الزمان .. إسطورة من أساطير اليونان ..لبنان المأذنة والأذان ..لبنان تراتيلُ الرحمن ..لبنان الكنيسة والناسك والرهبان ..لبنان بني آشور وفينيق وكلدان وكنعان ..لبنان الخواجة والباشا والمير أرسلان ..لبنان الخيل والليل وأدب ميخائيل نعيمة وفلسفة جبران ..لبنان فيروز الوجدان ووديع وصباح البيلسان ..لبنان جنة الله بأرضه ومن أجمل الأوطان ..لبنان الفصول الأربعة وواحد زيادة كمان ..لبنان الأيقونة والتحفة والذهب والعقيق والمرجان ..لبنان الحب وسمفونية وألحان ..لبنان العشق بكل الألوان …لبنان وكيف ما كان ..حكاية لا ينهيها زمان ولا يشبهها مكان …
لبنان كان الأيقونة والغنّية والعيشة الهنّية والصحافة الحرة المهنيّة وكان لوحة إنسانية وصبي بيعشق صبيّة وبينطرها عا الشباك تّطل ليهديها زهور ومزهرية ..
لبنان كان المنقوشة بالزعتر والتبولة وكاس العرق والمازة والبردوني والبرستيج والكلاس والجامعة الأمريكية والبنوك الأجنبية والحرية والديموقراطية والحياة الرومانسية جبل وبحر ووادي وأرز وبلوط وصفصاف وزيتون وتفاح وفلاّح و زوادة وبرّية …
لبنان كان ملتقى الكتاب والمثقفين والفنانين والسياسيين والسواح من كل أصقاع الأرض حتى من دول منسيّة ..لبنان كان ملجأ من لا ملجأ له وكان الحكاية المكتوبة من هاني وهنّية ..لبنان الجلسة الحلوة والجامع والكنيسة والمعبد لكل عرق ولكل جنسية ..لبنان كان الإتكيت وكان البيت والتكيّة …
لبنان كان حلو بمراسم الجمهورية والعروض المسرحية .. لبنان كان ويا ما كان .. هو القضية كل القضية ..فيه الشيوعي وفيه اليساري وفيه الإقطاعي وفيه البرجوازي وفيه الفقير والغني والشيعي والكردي والتركماني والدرزي والسني والإخوانجي والإفرنجي والبستنجي ..طشت وصينية ..لبنان كلو على بعضو خلطة غريبة لكنها حضاريّة وعصرّية ..لبنان كان فيه الفلسطيني والسوري والقبطي والخليجي والعراقي والمغربي والتونسي وكلو مبسوط وعايش بأمان …
في لبنان كانت فيه كل الأحزاب والطوائف والأجناس كتار كتار.. والمذاهب أكتر بكتير ولكل واحد فيهم مختار ولكل واحد منهم مستشار .. والحرب الأهلية كانت كلها بارود ونار .. خشب وحطب ومنشار .. وبعدها صار لبنان بيد العربان وبدأت الطيور تهجرها إلا البوم والغربان .. وهكذا كانت التسوية بمقدار ومن الخارج يُدار .. الصلحة بدأت من طائف المملكة العلية وأمريكا والدولة السورية وكان البيان دستور عا القد باللعب والجد ..متل البحر العميق أسماك كبيرة وصغيرة وحيتان ..ومن سورّية كان لا بد أن يأتوا الأشقاء الإخوان ليحققوا ويآسسوا الأمن والإستقرار والأمان .. ومشي لبنان عا الوحدة ونص متل تحية كريوكا ونجوى فؤاد على وقع صوت حليم في قارئة الفنجان .. إني أغرق أغرق ..إني تعبان ..وصار يالي ما كان لا بالخيال ولا بالحسبان زلزال وبركان .. إنفجار في بيروت جنب البرلمان يالي قلب الأوضاع من وطن إلى أوطان ومن لبنان نصفان ..السوري صار شيطان ويجب إخراجه من اللعبة حتى ولو أصابه الغثيان واليهودي والصهيوني متل الثعبان صار يعزف عاالغيتار والربابة والكمان ..والفتنة صارت متوفرة بالسوق بالأطنان ..والغرباء إستلموا الديوان وأصدروا ألبيان : حرية وسيادة وعض أسنان .. هيك بلشت المشكلة وصارت حرب ٦ تموز وبدأ العصيان والمقاومة صارت هي السلطان لكن يجب أن تنتهي ولايته وليكن ما كان …
هكذا أتى رئيس وزراء فلتان كان إسمو سنيورة أبو تنورة بالحقد مليان .. وبكي على صدر كندوليزا تبع الأمريكان ..وحنان ما بعده حنان .. هيك صارت البلد على كف عفريت إسمو نبهان وصارت قطر دويلة الفتنة تتحكم بالأحيان وتسويات حتى أتوا بالرئاسة بواحد عسكري كان رئيس جيش وإسمو ميشيل سليمان والمصيبة كان جوعان وأكل الأخضر واليابس ومش سألان .. الأحداث بلشت تكرج وتحرج وتمرج وتفرج وكتيرة صارت الأحزان ..الحريري سعد الصغير بعد كل هذا المٓد صار من وجوده على الساحة خيفان ..هي الرياض كانت لسعدون من أهان .. فلقة صغيرة وحياة وموت وميزان ومن الرياض إستقال بتوجيهات من بن سلمان ودارت الدوّارة وما بقي تعرف مين فلان ومين علتان .. ووصلنا لرئاسة جديدة فيها العهد القوي العماد عون وصهره جبران .. وياويلي تشوف شو قوية كانت ها الجمهورية .. تفجير مرفأ بيروت وكل من عليها فان …
إنتخابات جديدة غيرّت الموازين والعنوان .. البرلمان صار مؤلف من مستقلين وسياديين ومقاومين .. ولا حدا بيقدر ينتخب للسفينة قبطان ..البحَّارة موجودين وأغلبيتهم غرقان وعرفان وزهقان وخفيان وجوعان وشبعان .. وكُلُوا على بعضوا بالسياسة والفن فهمان …
لبنان وفراغ رئاسي شبه مؤكد ألفٍ وباء .. وحكومة تصريف أعمال عاجزة بكل ما للعجز من أوصافٍ وأنباء .. وبنوك مفلسة ومغسلة وحياة قاسية وغلاء ما قبله ولا بعده غلاء ..
لا خبزاً ولا كهرباء ولا ماء ولا حتى هواء ، هكذا هو اليوم هذا اللبنان ..إحتضارٌ ذاهبٌ إلى فناء ..وما لنا إلا الدعاء ومناشدة كل الأولياء والأنبياء بالصلاة والركوع والصيام والقيام فهل يا ترى يجدي صياح وينفع بكاء …؟؟؟
الرئيس القادم يا سادة لن يكون « صنع في لبنان » وحكاية الغاز حكاية طويلة ويلزمها من الزمن أزمان ..الرئيس القادم سيكون إما ذاك الضابط الرابط جوزيف الميزان وإما ذاك المتمرد المرد بالفرنجية والعربية سليمان ، حتى ولو كانت التأتأة لعهده عنوان .