أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء أن بلاده ستمضي قدما بـ”مسارها السيادي” على الساحة الدولية، قبيل إنطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبعد القيود التي فرضت على سنتين جراء وباء كوفيد وإلقاء الخطابات عبر الفيديو، سيعود الاجتماع السنوي بصيغته الحضورية الثلاثاء، إذ تطلب الأمم المتحدة مجددا من القادة الحضور شخصيا إذا رغبوا بإلقاء خطابات، مع إستثناء وحيد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال الرئيس الروسي في تصريحات متلفزة الثلاثاء “بالنسبة لروسيا، لن ننحرف عن مسارنا السيادي”.
وأشار إلى أن روسيا، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، ستعمل باتّجاه الوحدة وستساعد في حل المشاكل التي يواجهها العالم و”ستساهم في تسوية النزاعات الإقليمية الخطرة”.
ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية سيرغي لافروف خطابا أمام الجمعية العامة هذه السنة.
وحذّر بوتين في إجتماع متلفز مع سفراء أجانب تم تعيينهم مؤخرا في موسكو من أن دور الولايات المتحدة في الخارج يعرقل التنمية على مستوى العالم.
وأفاد في إشارة مبطنة إلى الغرب والولايات المتحدة “للأسف، يواجه تطوير عالم متعدد الأقطاب مقاومة من أولئك الذين يحاولون الإحتفاظ بدورهم المهيمن والسيطرة على كل شيء في أميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا وإفريقيا”.
وأضاف أن “هذه الهيمنة سارت بشكل جيد لمدة طويلة، لكن لا يمكن أن يبقى الوضع كذلك إلى الأبد، إنه أمر مستحيل”.
كما دعا بوتين الثلاثاء أرمينيا وأذربيجان إلى “ضبط النفس” بعد مواجهات إعتبرت الأعنف منذ 2020 بين جيشي البلدين الواقعين في منطقة القوقاز، أدت إلى مقتل نحو 300 شخص.
وقال بوتين خلال مراسم تقديم أوراق إعتماد نحو عشرين سفيرا في موسكو “ندعو كل طرف إلى ضبط النفس وإحترام وقف إطلاق النار بشكل صارم وإتباع الإعلانات الثلاثية لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا بحذافيرها”.
وقتل أكثر من 200 عسكري أرميني ونحو 80 عسكري أذربيجاني الأسبوع الماضي في معارك عنيفة عند الحدود بين البلدين في تصعيد غير مسبوق للعنف منذ حرب 2020.
وأضاف بوتين “أشدد على أن كل نزاع بين دول قريبة منا تثير قلقنا بشكل جدي”.
تأتي مواقف الرئيس الروسي بعدما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين إلى “سلام دائم” بين باكو ويريفان خلال لقاء جمع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في نيويورك في الولايات المتحدة، وأكد أن أرمينيا وأذربيجان جاهزتان “لإرساء السلام”.
وذكّر فلاديمير بوتين الثلاثاء بأن موسكو ويريفان “تجريان حواراً سياسياً مكثفاً”، علماً أن روسيا داعم مالي وعسكري مهم لأرمينيا.
ومنذ 2020 تنشر روسيا قوة حفظ سلام عند الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، لكنها لم تتمكن من درء التصعيد العسكري الأسبوع الماضي.
وتواجه موسكو صعوبات في الحرب الأوكرانية، ما يصعب عليها التدخل بشكل أكبر في هذا الصراع الواقع بين جمهوريتين سوفياتيتين سابقتين.
وتشكل هذه الاشتباكات تصعيداً غير مسبوق للعنف منذ حرب العام 2020 للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي التي أسفرت عن 6500 قتيل وإنتهت بخسارة أرمينيا أراضٍ لصالح باكو.
وأسفر الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في تسعينات القرن الماضي على إقليم ناغورني قره باغ عن مقتل 30 ألف شخص.
و إتهم الرئيس الروسي الإتحاد الأوروبي بمنع وصول 300 ألف طن من الأسمدة الروسية إلى أكثر دول العالم فقرا.
وقد فرضت دول الغرب مجموعة من العقوبات على روسيا بعد غزوها أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وأُرغمت أوكرانيا، إحدى أكبر مصدري الحبوب في العالم، على وقف كل شحناتها تقريبا، بعد الغزو الروسي لأراضيها.
في تموز/يوليو، تم التوصل إلى إتفاقية مع روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، شملت ثلاثة مرافئ يمكن لكييف أن تصدر منها شحناتها من الحبوب رغم الحصار الروسي.. ووُقعت إتفاقية مماثلة في الوقت نفسه سمحت لروسيا بتصدير منتجات زراعية وأسمدة رغم العقوبات الغربية.