الوقوف على حافة الهاوية .. والعالم إنما هو المربع وقائمة هي الزاوية .. وما أدراك ما تحويه الحاوية ..أيا ترى بوتين هو الغاوي أم أمريكا هي الغاوية .. وأوروبا أيا ترى هي الخابية الخاوية …؟؟؟!!!!
المسرح أوكراني أوروبي .. أما المسرحية فهي بإمتياز .. صهيونية الإنتاج والإخراج والمنهاج والمونتاج .. روايةً وراويةْ .. والمايسترو بلباسه وعصاه وموسيقاه وحركة قدماه ورأسه ويداه إنما والي فقد الولاية وخانته الذاكرة وطلقته الولية الوالية ، وكأنها أبقت لحياتها شعرة معاوية …
العالم أجمع صار نصفين .. والكرة الأرضية صارت كرتين ..
هو الشرق شرقين والغرب غربين والنووي صار بين بين .. والدمار الشامل صار بين قوسين .. أما الأمة العربية كالعادة لا تدري هي ذاهبةٌ إلى أين .. وعلى مقولة السن بالسن والعين بالعين .. وقصة البووم وحكاية غراب البَينْ …
هذه الأمة مازالت تراوح مكانها بين الصفرين .. صفرٌ على الشمال وصفرٌ على اليمين .. وحكامها عاقدوا الحاجبين ومفتولو الشنبين.. وكما هو رب هذه الأرض منهم ولهم يصنعون المطر والبرق والرعد وكأن الله ما خلق مثلهم إثنين
مروٌعةٌ هي هذه الهاوية لكنها برعبها رائعة .. بل فاقعة .. إنها الحرب العالمية الخامسة قبل الرابعة .. فالأولى بدأت وإنتهت .. وبإنتهائها بدأت الحرب العالمية الثانية بإنتصار العالم الحُرْ ( الغرب وروسيا وأمريكا ) على النازية ووقعت الواقعة .. وبإنتهائها إنقسم العالم إلى معسكرين شرقي وغربي ، ووصفت بالحرب الباردة بخطورتها لامعة.. هو صقيعٌ تتحكم به القوى المنتصرة الضارعة والمضارعة والمتصارعة .. وإنتهت أيضاً كسابقاتها وبدأت بإنتهائها ما شاهدناه من إنهيار الإتحاد السوفييتي والمنظومة التابعة، وعندها بدأت الحرب العالمية الرابعة حيث صار العالم أداة تتحكم بها إرادة أمريكية صهيونية وغربية للشر والباطل والعهر والغطرسة رافعة .. هي الصهيونية العالمية نراها وقد حكمت وتحكمت وقسمٌت وتقاسمت ، حتى صارت القدس الشريف حاصل تحصيل منسيّة لا شفيع ولا شافعة .. وتعاظمت بالغطرسة والعدوان بدون رادع أو رادعة .
هكذا أحرقوا سورّية ودمروها حتى كادوا أن يجعلوها بالإعاقة والشلل عن موتها مدافعة .. أما اليمن السعيد صار للمناعة شمّاعة وراعية .. والعراق وما أدراك ما العراق الضارة فيه صارت هي الأساس قبل النافعة .. وليبيا تُقتل بأيدي أبنائها والمعركة مازالت على الجمر مستعرة والعة ، فبالويل بليت وحرب أهلية عن وجودها مازالت متفاعلة .. ولبنان للإفلاس صار موطناً وللفساد مخدعاً وللإحتيال مركزاً ومنبراً للمرافعة .. أما تونس الخضراء تصّحرت مرابعها وأُعطيت للإسلام السياسي حيث بانت مخالبه السامة بكل وجهة وكل نازلة وطالعة .. وأمٌ الدنيا مصر بانت كما لو أنها بالمؤامرة مؤثرة وضالعة .. وللأسف هكذا يبدو عالمنا اليوم ظلمٌ وظلام وقتلٌ ودمار ..الكُفرُ والعهر فيه بان توضعه وتوضحت مواقعه في هذه الواقعة…
نعم إنها الحرب العالمية الخامسة بعد الرابعة .. حيث روسيا بدأت بإطفاء الحرائق في سورّية وهنا كانت بداية المعركة بعد تخطيط ومطالعة .. هكذا بدأت روسيا تظهر بأنها القوة القادرة بألوانها الحمراء الفاقعة .. والصين على نفس الخطى لكنها المتحفظة الواعية وعلى الفوز بالسلطات والنفوذ ساعية .. هكذا بدأنا نرى محور جديد سموّه محور الممانعة ..إيران مكتتبة فيه ومعها من آسيا والشرق عقولاً ثائرة يافعة .. وأتت كورونا بحربها أو بمسرحيتها القاتلة لجينات البشرية الناجعة .. نعم نعم العالم أجمع يحتضر والأرواح من الأجساد أكاد أراها طالعة …
الرقص على حافة الهاوية هي رقصة البجعة الروسية بإمتياز .. وعلى أنغام تشايكوفسكي وبإيجاز وبإنجاز ما بعده إنجاز .. حُيكت وحُبكت رومانسية الدب الروسي كأسطورة غزت الثقافة والمجتمعات العالمية، كعلامة فارقة تُدّرس وكأنها قمة في الإعجاز .. فهل ياترى بوتين هو المايسترو الجديد لرقصة كازاتشوك الجديدة حيث النووي فيها هو الملاذ ..والعصا لمن عصى هو العكّاز …
نعم العالم يتغير نحو عالم متعدد الأقطاب .. فهل ياترى سنرى أمتنا تتحرر من الألقاب ومن عادات وتقاليد تقتل الضمائر وتحرق الألباب .. هل سيزول الظلام والظلم والظلامية وتُفتح للعقول الحرّة الأبواب .. وهل سنرى قوانين تمنع نقاب وتمحي حِجاب .. وهل سنرى السلطات تأتي من الشعوب لا من الأرباب ولا من وراثة لمحراب ، ولا من عالم الغياب ولا من سلطة الغاب .. ولا ممن يعتبر وطنه ملكاً له ومرآب ولا ممن يعتبر من حوله قطيع خراف وأسراب ذباب .. ولا ممن يظن بأنه المهدي المنتظر بعد غياب .. ولا ممن يعرف جيداً بأنه إن لم يكن ذئباً فستأكله الذئاب .. ولا ممن يتقمص كل أنواع الطيور من نسرٍ وبلبلٍ وصقرٍ وعقاب .. ويتناسى بذكاء بأنه ليس إلا في الشؤم غراب …
كيف سيكون الغد للعالم ولنا .. سؤال مازلنا ننتظر له الجواب .. وهل هذه الحرب ستفني البشرية وكل العِتاب وأن الأرض والحياة فيها ذكرى في سراب …خراب لا قبله ولا بعده خراب …!!!!!
أتى رمضان وذهب رمضان وكما العادة هو العيد تكسوه الأحزان، فهل ياترى سنرى عالمنا العربي وطناً واحداً لا أوطان .. والشعوب العربية شعوباً حرةً حضارية تتنفس قيماً وعدالة تتجسد بالإنسانية والإنسان …
وحتى نرى ذلك ويحكم بحكمه هذا الزمان .. أتمنى من القلب للعالم أجمع الأمن والأمان .
رياض مرعي