أعلنت السلطات الروسية الجمعة مركز الدراسات البريطاني شاتام هاوس “غير مرغوب فيه”، في إجراء يهدف إلى وقف إنشطته في روسيا في غمرة المواجهة بين موسكو والغرب بسبب إجتياحها أوكرانيا.
واعلنت النيابة الروسية في بيان أنها “قررت إعتبار أنشطة المنظمة الدولية غير الحكومية، المعهد الملكي للعلاقات الدولية، غير مرغوب فيها على الأراضي الروسية”، في إشارة إلى شاتام هاوس الذي مقره في لندن.
وأضافت “تبين أن انشطة هذه المنظمة البريطانية تشكل تهديدا للنظام الدستوري والامن في روسيا”، من دون أن توضح العناصر التي إستندت اليها للخروج بهذه الخلاصة.
وأوضحت النيابة أنها أبلغت وزارة العدل لتضيف شاتام هاوس إلى قائمة المنظمات “غير المرغوب فيها”، بحيث يدخل هذا الاجراء حيز التنفيذ.. وقد تأسس شاتام هاوس العام 1920، وهو مركز دراسات معروف متخصص بالشؤون الدولية.
ويتيح قانون أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام 2015 إعتبار منظمات أجنبية ناشطة في روسيا “غير مرغوب فيها”، سواء تعلق الأمر بمنظمات غير حكومية أو مؤسسات أو شركات، ويمكن في مرحلة لاحقة حظرها وملاحقة أعضائها جنائيا.
ويشكل هذا القانون تتمة لقانون آخر أقر العام 2012 ويتيح تصنيف منظمات تفيد من تمويل أجنبي وتمارس “نشاطا سياسيا” بوصفها “عميلا أجنبيا”.
وغالبا ما تلجأ السلطات الروسية إلى القانونين المذكورين لعرقلة أو تعطيل نشاط وسائل إعلام أو منظمات ليست راضية عن نشاطها، وطاول هذا الامر خصوصا مركز الدراسات الاميركي “اتلانتيك كاونسل” العام 2019.
ويأتي القرار في حق شاتام هاوس على وقع توتر متصاعد بين موسكو والدول الغربية، وبينها المملكة المتحدة، بسبب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
ونظم شاتام هاوس في 24 آذار/مارس نقاشا بين خبراء تناول مدى فاعلية العقوبات الغربية على موسكو.
بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم الجمعة إن روسيا ستطرد إثنين من الدبلوماسيين البلغاريين من موسكو ردا على طرد بلغاريا دبلوماسيين روسيين من صوفيا في وقت سابق من مارس آذار.
كانت بلغاريا قد طردت 12 دبلوماسيا روسيا في مارس كما طردت دبلوماسيا آخر في أبريل نيسان بسبب ما وصفتها أنشطة لا تتناسب مع وضعهم الدبلوماسي.
كما إستدعت سفيرها من موسكو للتشاور بسبب التعليقات “غير الدبلوماسية والحادة والوقحة” التي أدلى بها السفير الروسي لدى صوفيا.
وأعلنت روسيا الجمعة طرد 45 دبلوماسيا بولنديا ردا على تدابير مماثلة إتخذتها وارسو في نهاية آذار/مارس.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان “عملا بمبدأ المعاملة بالمثل، أعلن 45 متعاونا مع سفارة بولندا وقنصلياتها العامة في إيركوتسك وكاليننغراد وسان بطرسبورغ أشخاصا غير مرغوب فيهم”.. وأمام الدبلوماسيين مهلة حتى 13 نيسان/ابريل لمغادرة روسيا.
وكانت بولندا أعلنت في نهاية آذار/مارس طرد “45 جاسوسًا روسيًا ينتحلون صفة دبلوماسيين”، في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير.
ورأت الخارجية الروسية الجمعة أن هذا القرار يشير إلى “إرادة متعمدة من وارسو لتدمير العلاقات الثنائية في شكل نهائي”.
وعلق وزير الخارجية البولندي زبيغينيو راو الجمعة “حين طردنا 45 دبلوماسيا روسيا لانهم كانوا يمارسون أنشطة لا تليق بهم كدبلوماسيين، كنا ندرك تماما أن مبدأ المعاملة بالمثل يسود في العلاقات بين الدول”، وأضاف “هذه الخطوة تاليا ليست مفاجئة بالنسبة الينا ..سنمضي وفق الخطة التي وضعناها”.
وطرد عشرات الدبلوماسيين الروس في الأيام الأخيرة من عدد من الدول الأوروبية ولا سيما ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ومن المتوقع أن ترد موسكو بتدابير مماثلة.. وأعلنت روسيا الجمعة طرد دبلوماسيين بلغار ردا على إجراء مماثل اتخذ في آذار/مارس.
من جهتها قالت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة إن حكومات الاتحاد الأوروبي جمدت أصولا قيمتها 29.5 مليار يورو ترتبط بالنخبة وشخصيات أخرى خاضعة للعقوبات بسبب علاقتها بالكرملين.
ووفقا للمفوضية فإن هذه الأصول التي تم تجميدها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا تشمل حسابات مصرفية وقوارب وطائرات هليكوبتر وعقارات وأعمالا فنية، وذكرت أنها منعت بالإضافة إلى ذلك معاملات مالية تبلغ قيمتها نحو 196 مليار يورو.
وقالت المفوضية إن نحو نصف الدول الأعضاء في الاتحاد هي فقط التي أعلنت عن إجراءات إتخذتها لتجميد الأصول رغم وجود إلزام قانوني بفعل ذلك. ولم تذكر البلدان التي قدمت ما لديها من معلومات.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على قرابة 700 شخص على صلة بالكرملين، منهم عدد من الأثرياء ورجال الأعمال.. ومن المنتظر إضافة 200 آخرين إلى القائمة اليوم الجمعة.