أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، السبت، أنه لا يمكن مواجهة الأزمات العالمية، بما فيها التحديات المناخية والإقتصادية إضافة للحرب الروسية الأوكرانية، بشكل منفرد، داعيا إلى “عمل جماعي ومشترك”.
جاء ذلك في كلمة له بالجلسة الافتتاحية لأعمال منتدى الدوحة، الذي إنطلقت النسخة العشرين منه السبت، وتستمر ليومين، تحت عنوان “التحول إلى عصر جديد” بمشاركة نخبة من رؤساء دول وحكومات وباحثين ومفكرين ومراكز دراسات وأبحاث.
وقال فيصل بن فرحان:” جائحة كورونا عززت أهمية العمل متعدد الأطراف، فلا يوجد تحدٍ يمكن أن نواجهه بشكل منفرد بما في ذلك التحديات المناخية والاقتصادية وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية”.
وأضاف أن “هناك عنصراً ناقصاً وهو الإلتزام والمشاركة بين الدول المختلفة في وضع الأجندة الدولية، والتأكد من أنها تلبي حاجات الجميع وليس البعض فقط”.
وأشار فيصل بن فرحان إلى أن “بلاده تعمل مع شركائها والقريبين منها على الساحة الدولية لتتحلى بفعالية أكبر لوضع هذه الأجندة الدولية بهدف إتاحة التعليم الجيد والمياه النظيفة والتعليم في المناطق الريفية ، وحتى حل النزاعات وغيرها”.
وشدد في الوقت ذاته على “أهمية التعاون والتشارك كقوى وسيطة وكدول نامية في معالجة هذه التحديات حتى لا نواجه “مستقبلا صعبا جدا”.
وبشأن الأزمة الأوكرانية، نبّه وزير الخارجية السعودي إلى أن “الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الأزمة هي بتعزيز الحوار بين الطرفين للوصول إلى حلٍ سياسي، وإنهاء معاناة المدنيين، وإيقاف النزاع ومعالجة هذه المسألة بموجب المعايير الدولية والقانون الدولي مع الإحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
ومنتدى الدوحة، تم إنشاؤه عام 2000، كمنصة حوار عالمية تجمع قادة الرأي وصناع السياسات حول العالم لطرح حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق، وهو يجمع صانعي السياسات، ورؤساء الحكومات والدول، وممثلي القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية.
من جهته دعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في مؤتمر في الدوحة السبت إلى إهتمام عالمي بالصراعات في منطقة الشرق الأوسط مماثل لذلك الذي حظيت به أوكرانيا منذ الغزو الروسي.
وقال الوزير في جلسة حوارية في اليوم الأول من منتدى “حوار الدوحة” في نسخته العشرين “المعاناة الإنسانية التي رأيناها في أوكرانيا والجميع يتحدث عنها الآن.. هي معاناة عانى منها الكثير من بلدان المنطقة لسنوات ولم يحدث أي شيء”.
وأضاف “لم نشهد أبدًا إستجابة عالمية لمعالجة هذه المعاناة”، مشيرا خصوصا إلى “مشاهدة الوحشية ضد الشعب السوري، أو ضد الفلسطينيين، أو ضد الليبيين، أو ضد العراقيين، أو ضد الأفغان”.
ورأى أنّه “بدون محاسبة أولئك الذين إرتكبوا هذه الأفعال، سنشهد المزيد والمزيد من التوسع في مثل هذا السلوك”، مضيفا “آمل أن يكون هذا نداء للجميع في المجتمع الدولي للنظر إلى منطقتنا ومعالجة القضايا التي تحدث هنا بمستوى الإلتزام نفسه الذي شهدناه” حيال أوكرانيا.
كما إعتبر الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر حسن الذوادي أن “من المهم أن ندرك أن هذه المآسي تحدث على مستوى العالم ، وأن هناك الكثير من ضحايا العنف في كل مكان”.
وتعرّض الاتحاد الاوروبي خصوصا لاتّهامات بأنه رحّب باللاجئين الأوكرانيين بإنفتاح أكثر، مقارنة بما كان الحال عليه مع أولئك الذين فروا من نزاعات في الشرق الأوسط ..كما أشار كثيرون إلى إزدواجية معايير بالنسبة للتغطية الإعلامية للصراع.
وفي هذا السياق، أعرب وكيل وزارة الخارجية في إيطاليا بينديتو ديلا فيدوفا خلال إحدى جلسات المنتدى عن “أسفه” لعدم السماح بتدفق اللاجئين السوريين، وذلك ردا على سؤال عن قبول لاجئين من أوكرانيا وليس من دول أخرى.
وأوضح “يؤسفني أن ذلك كان مستحيلا من قبل لأنه خلال أزمة اللاجئين السوريين لم يكن من الممكن التوصل إلى إتفاق بين الدول الأعضاء الـ 27″، مضيفا “الإجماع كان مطلوبا”.. وتابع “أعتقد أنه كان علينا القيام بذلك من قبل، لكن لم يكن ذلك ممكنا لأسباب سياسية”.