ناقشت سوزانا جورج في مقال تحليلي نشرته صحيفة الإندبندنت الإلكترونية ما تراه أسباب هزيمة قوات الأمن الأفغانية التي أدت إلى إحكام حركة طالبان السيطرة على أفغانستان.
ورجحت الكاتبة أنه على الرغم من المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة على إعداد وتدريب وتسليح قوات الأمن في أفغانستان، كانت هناك عوامل هدامة في المقابل أدت إلى تلك الهزيمة المدوية للقوات النظامية التي إستسلمت جراء الفساد المتراكم، والفشل اللوجيستي، وحالة الضياع التي تعيشها البلاد.
وقالت الكاتبة في مقالها إن إنهيار القوات النظامية الأفغانية لم يكن مفاجئا، مستشهدة بمقابلات عُقدت مع أفراد من القوات الخاصة وقوات الشرطة في أفغانستان في الفترة من مايو إلى يوليو الماضيين، والتي رجحت أن هذا الانهيار كان بطيئا ومؤلما وبدأ قبل سقوط العاصمة كابل بعدة أشهر.
وقالت الكاتبة إنه منذ أوائل مايو الماضي، إرتفع عدد القتلى بين القوات الخاصة وقوات الشرطة الأفغانية تزامنا مع الإسراع من وتيرة إجراءات الانسحاب الأمريكي وسط إستمرار لهجمات بلا هوادة شنها مسلحو حركة طالبان على المناطق الريفية في البلاد، وخلفت قتلى أكثر من صفوف القوات الحكومية. وأشارت إلى أن حالة من الفوضى عمت تلك القوات النظامية إلى درجة أن قيادات الجيش والشرطة لم ترسل أية تعازي رسمية لأسر القتلى من قواتهم.
وعرج المقال على دور العامل الاقتصادي والمالي في هزيمة القوات الحكومية الأفغانية، إذ ذكرت أن مايو الماضي كان الشهر السادس على التوالي الذي لم يتقاض فيه الكثير من ضباط وأفراد الشرطة الأفغانيين رواتبهم، وهو الأمر الذي أسهم إلى حدٍ كبيرٍ في تدهور الروح المعنوية لديهم.
وخلصت الكاتبة إلى أن الانسحاب الأمريكي أوقع القوات الرسمية الأفغانية في أخطاء تكتيكية، إذ وجدت القوات الخاصة الأفغانية، التي كانت مكلفة بمهام دفاعية ضد إقتراب طالبان من عواصم المحافظات، نفسها دون الغطاء الجوي الأمريكي الذي إختفى مع إنسحاب القوات الأمريكية، وهو ما إضطرها إلى القيام بمهام إعادة تنظيم قطعاتها إنطوت على قدر كبير من الخطورة، الأمر الذي جعلها عرضة لكمائن طالبان.