تلقت الولايات المتحدة الخميس رد روسيا الخطي على مقترحات التفاوض بشأن الأمن في أوروبا بغية نزع فتيل الأزمة الأوكرانية.
وقال مسؤول أميركي كبير أن الرد سلم إلى سفير الولايات المتحدة في روسيا جون ساليفان في موسكو. وكانت واشنطن رفعت مقترحاتها الخطية في 26 يناير لكنها رفضت المطالب الروسية الرئيسية ومن بينها ضمانة رسمية بعدم إنضمام اوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي وقت سابق نقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله أن روسيا سترسل ردا للولايات المتحدة بشأن مسألة الضمانات الأمنية اليوم الخميس.
وأضاف لافروف أن روسيا سترسل خطابا علنيا، وكانت موسكو قد طلبت عدم السماح لأوكرانيا بالإنضمام لحلف شمال الأطلسي وهو ما لم تعد به واشنطن أو بروكسل حتى الآن.
وقال لافروف إن بلاده ستواصل المحادثات مع الغرب بشأن جميع جوانب مقترحاتها الأمنية.
بدورها نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إن القوات الروسية تواصل عودتها إلى قواعدها اليوم الخميس بعد إستكمال تدريبات في مناطق متاخمة لأوكرانيا.
وقالت الوزارة أيضا إن القوات التي تحركت إلى روسيا البيضاء من أجل تدريبات مشتركة في الفترة من 10 إلى 20 فبراير ستعود إلى قواعدها بعد ذلك.
من جهته أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو، حليف موسكو، الخميس أن بلاده ستكون على إستعداد لإستقبال “أسلحة نووية” في حال وجود خطر من قبل الغربيين، في ظل إشتداد الأزمة حول أوكرانيا.
وقال لوكاشنكو “إذا إقتضت الحاجة سننشر أسلحة نووية، لا بل أسلحة نووية فائقة، أسلحة واعدة، دفاعا عن أراضينا”، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام البيلاروسية.
وأكد أن هذا قد يحصل إذا إتخذ “خصوم وأعداء” بيلاروس، حليفة روسيا في أزمتها مع الغرب بشأن أوكرانيا، “تدابير غبية”.
وأضاف “إذا لم تكن هناك تهديدات من دول غير صديقة تجاه بيلاروس، لن تكون هناك حاجة إلى أسلحة نووية لمئة سنة”.
وبعد سقوط الإتحاد السوفياتي العام 1991 تخلت بيلاروس على غرار جمهوريات سوفياتية أخرى عن الأسلحة النووية المنشورة على أراضيها ووافقت على إعادتها إلى روسيا.
ونص الدستور البيلاروسي في ذلك الحين على أن تبقى البلاد “منطقة خالية من الأسلحة النووية”، غير أن هذه المادة تم تبديلها في التعديلات الدستورية التي إقترحها لوكاشنكو وستطرح على البيلاروسيين في إستفتاء في 27 فبراير.
وبموجب النسخة المعدلة، سيتم تبديل هذه المادة بمادة أخرى “تستبعد العدوان العسكري إنطلاقا من أراضي” بيلاروس.
وأعربت واشنطن عن قلقها من أن يتيح هذا التعديل الدستوري نشر أسلحة نووية روسية في بيلاروس.
ويحذر الغربيون منذ أسابيع من مخاطر غزو روسي وشيك لأوكرانيا بعدما حشدت موسكو أكثر من مئة ألف جندي عند الحدود الأوكرانية وأجرت تدريبات عسكرية عدة، في وضع متفجر وسط أسوأ أزمة بين الغرب وموسكو منذ إنتهاء الحرب الباردة.
وبعد أسابيع من التصعيد، أعلنت روسيا الثلاثاء والأربعاء سحب قسم من قواتها، فيما أكد الغربيون أنهم لم يلمسوا أي خفض للقوات وإتهم البيت الأبيض موسكو بإرسال تعزيزات جديدة.
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات مصورة، الأربعاء، تظهر ما سمته مغادرة دبابات ومركبات عسكرية تابعة لها، شبه جزيرة القرم.ومؤخرا، وجهت الدول الغربية إتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو في حال شنت هجوما على أوكرانيا