تشهد الساحة السورية تحولات استراتيجية نوعية بعد اعتراف أميركي صريح بالدور المحوري الذي أصبحت تلعبه سوريا في المنطقة.
فقد أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، أن الحكومة السورية ستتعاون في مواجهة الحرس الثوري الإيراني، وحركة حماس وحزب الله، بالإضافة إلى تنظيم داعش.
هذه التصريحات تشير إلى تحول سوريا من موقع المتهم بالإرهاب إلى شريك فاعل في مكافحة الإرهاب، لأول مرة منذ عقود، ما يعكس إعادة ترتيب للتوازنات الإقليمية بعد سنوات طويلة من الانخراط السوري ضمن المحور الإيراني.
جاءت هذه التطورات على خلفية زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض، ما يعكس رغبة الولايات المتحدة في إعادة صياغة التحالفات الإقليمية بما يضمن شراكات سياسية وأمنية جديدة، تشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة، وإعادة تعريف العلاقات التركية السورية الإسرائيلية بما يقلل الاحتكاك ويحول دون انفجار الجبهات، وفقا لتصريحات براك.
التحولات الأمنية
حسب براك، سوريا انتقلت من محور النزاعات الإقليمية والمسرح الدولي للتقاطعات المتشابكة إلى شريك محوري في مكافحة الإرهاب، حيث التزمت للمرة الأولى بمواجهة بقايا تنظيم داعش والمجموعات الإيرانية المسلحة، بما فيها فيلق القدس وحزب الله وأنصار الله.
وأشار براك إلى أن هذا التحول يعكس انتقال سوريا من توجيه إقليمي إلى آخر، مع رسم خارطة نفوذ جديدة تقودها الدول الإقليمية ذاتها، بعيدًا عن الإملاءات الغربية، ويعد رفع العقوبات عن دمشق
.شرطا ضروريا لضمان استقرار الاقتصاد والقدرة على الشروع في أي مسار سياسي مستدام






