سوريا المشروع بين الدموع والشموع … هكذا ذهب مخلوع ليأتونا بجربوع ..هكذا إستسلمت بالخيانة الجموع ..هكذا باتت البلاد تحت الأمر الواقع في تجلي وخشوع ..حيث الأوامر أتت من أولياء الله بأرضه للسوريين بالسمع والطاعة والخنوع .. الرفض ممنوعٌ ممنوعْ ..والحساب مدفوعٌ مدفوع…
أما الدب الروسي الذي لا أماناً معه حتى ولو أسكنته القلب وحميته بالضلوع ..أو حتى ولو أغرقته بالعطايا بكل ما تملكه من ذهبٍ وعنبٍ بما فيها ولها من مناجمٍ وفروع ..فالخيانة جينات لايمكن لأصحابها التخلي عنها رفضاً لها أو إليها عن رجوع ..أما أرباب الأرض الجدد من روس وأمريكان وإسرائيلين وسلجوقيين وإعرابٍ سلفيين كانوا قد أخذوا القرار دون خجلٍ ولا رحمةٍ والعتب مرفوع…
فالتقسيم بات هو أمراً محسوماً لا جدلاً فيه ولا مرافعاتٍ ولا دفوع .. والأثمان مقسومة لأربع كيانات مذهبية وعرقية ضعيفة وتعني إقامة أوطاناً هزيلة مريضة لا تغني من نفعٍ ولا عن جوع…
لقد قضي الأمر يابني وطني فإشعلوا للنفاق والأنفاق الشموع…فالحقيقة هي بأن سوريا تحتضر غارقة بالدماء والدموع ..الحقيقة هي بأن الذي ذهب بلا رجعة فاسدٌ مخلوع .. والذي أتى إنما هو مدسوسٌ جربوع…
هزلت ..حيث كل شيء صار عكسي المفهوم والتأثير ..فالقيم الوطنية والإنسانية صارت معدومة المعايير .. فهاهم إرهابيو الأمس قد تحولوا في ليلة ظلماء وبسحر ساحر إلى رجال عدل يعتلون المناصب ، ولسلطات الدولة بمزاجية العهر والكفر تدير ..هي الحياة والموت بأياديهم من عيش رغيدٍ إلى بؤس مصير ..يحللون ويحرمون ما يشاؤون من لقمة العيش حتى التنفس في الأثير ..يقتلون من يشاؤون ويحاكمون من يشاؤن ويسجنون من في الرفض أو التمرد يسير ..نعم نعم هُم أنفسهم شياطين الأمس اللذين صاروا ملائكة رحمة كما الدواب التي كُتب لها بدون أجنحةٍ أن تطير ..فحدث بلا حرج عن إبادات عرقية وطائفية بشمّاعة الحرية والعدالة والتحرير .. وهذا ما أدى لأغلب المكونات السورية وبدون أي تفكير الإستعانة بالشيطان الرجيم ( إسرائيل) بدون الحاجة لشرحٍ أو تبرير …فالأمن والأمان قضية مقدسة حتى للضرير ، ولكل حيٍّ بصير سواءً كان عبداً فقير أو سيداً أمير …
سوريا إلى أين ؟؟؟ هذا سؤال كل السوريين ، من مسلمين سنيين معتدلين إلى مسيحيين إلى دروز إلى أكراد إلى علويين ..فهل سنرى يا ترى كنتوناتاً تتجلى بدويلات هزيلة مذهبية في الوسط وفي الشمال وفي الجنوب أو حتى في اليسار واليمين…
سوريا إلى أين ؟؟؟ وتركيا ستمتد حتى عفرين ، وإسرائيل ستستولى على الجولان بأكمله ودرعا وجنوب دمشق من نواعير وطواحين ..وحدث بلا حرج عن دويلات ضعيفة واهنة من أعمدة بنيانها ، وبيوتها من كرتون و طين…
سوريا هي قلب هذا الشرق من أقصاه لأدناه ، وما يحدث فيها يؤثر بالإقليم من أسفله لأعلاه ، ومن وسطه لجانباه .. لهذا تحركت الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا لوضع اللمسات الأخيرة لخريطة جديدة لهذا الشرق فيه إسرائيل الكبرى هي الأعظم والأقوى والأعفى ،كما ال ( الإله ) تحيي وتميت من تشاء وكيفما تشاء ، من المحيط إلى الخليج بكل ثرواته وثريته وثراه ..فللّه الحمد على ما جرى ، فالقادم أعظم وأظلم بنهاره وليلاه .. فجميعنا عبّاد الله وما كنّا وما كانت أوطاننا لولاه…
في المختصر المفيد والشيء الأكيد ، بأننا يجب أن نتعلم كيف للتبعية والعبودية نجيد كما العبيد ، وأن الرفض أو التمرد يؤدي إلى الموت بالنار والحديد .. ولعلكم ترون ماذا حدث لشعب غزة العنيد وكيف الإبادة الجماعية لا تفرق بين الشيخ والمرأة وحتى الطفل الوليد .. هي العبرة بأن نؤمن بأننا أمة لا ننتج سوى التخلف والجهل والبهرجة والتمجيد ..نقضي حياتنا بالوقوف على أطلال الماضي المزيف قلباً ووريد .. وقيمنا ليست إلا قيم أبا لهب وأبا جهل ومعاوية ويزيد، المبنية على نظريات النميمة والسبي والغزو والغنيمة والكره والفرقة ، فهذا تهديداً وهذا تنديدْ ..هكذا الفراش لن يحتاج لا لتنجيدٍ ولا لتجديد ، وهكذا نكون قد رسخنا تعويم كل أسباب بقاؤنا كدولٍ وكيانات ومجتمعات ألا وهو ( التصهين )، بمعنى أوضح بأن لا حياة لنا إلا بالتهويد من الوريد إلى الوريد…
“هكذا أراد الله وما شاء فعل “، هي هذه حالتنا البائسة .. لا حول ولا قوة إلا لله ..وحسبنا الله ونعم الوكيل، أجلاً هي الحياة والمماة أيضاً أجل.. فكل يوم هناك من منّا بلا ذنب يُقتل وهناك من قتل ، والضحية نحن شعوباً ومجتمعاتًا وحكوماتا ودول…
وحتى نلتقي ثانية ، هناك من سأل عن القادم من الأيام والأعوام وما العمل …؟ وهل هناك أمل …؟ وهل صحيح بأن ( كل من سار على الطريق وصل )، وأن ( مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة ) هي ال ( لا ) وال (نعم ).. وللأسف فالإجابة لن تأتينا من كوكب الأرض بل من كواكب أخرى كعطارد و زُحلْ.




