مازلنا نعيش الكورونا بكل تضاريسها وخباياها .. وها قد تغيرت مقاييس الحياة وخرجت بلا رجعة من حناياها .. هل يوم القيامة أتى ليدمر للإنسانية كل مزاياها …؟؟؟
بين بوتن وبايدن أما زال هناك رَبْ ..أم أنها حقيقية هي الحربْ ..أم يا ترى هي جدولة ما كنا نعرفه في جدول الضربْ ..أهو شمألٌ يغتال شرق أم جنوبٌ يقتل غَربْ ..أهو يوم القيامة الذي ننتظره قد أتى فالباطل باطل والحق حق ومرآتنا هي براءةً أم ذَنب .
جميلة هي الحياة بطولها وقصرها .. بحلوها ومرّها .. بدائها ودوائها .. بموسيقاها وأغانيها برجالاتها وقاماتها وقيمها .. بحرائرها وأحرارها .. بقوانينها وأبوابها .. بإنصافها وظلمها .. بفصولها وشموسها وأقمارها.. بمجاريها ومساريها .. ببحارها ومحيطاتها ونهارها وينابيعها .. بإفلاسها وغناها .. بحظوظها وظنونها .. ببطولاتها وخساراتها .. بما هو قضاء قدرها إن قُتلت أمها وأبيها .. بصعودها وهبوطها .. باوطانها وأممها بقيمها وأديانها ومذاهبها وعروقها وألوانها وتلاوينها .. بأخطارها وأمطارها وزوابعها وبراكينها بجبالها وسهولها ومراعيها .
هل الحياة جميلة لو أنها أبدية لا تشيخ .. هل هي جميلة لو التاريخ يتجدد في كل يوم ريح .. هل الحياة جميلة لو أنتفى فيها كل شيء قبيح .. هل هي جميلة لو تساوت أقدارنا بالفضاء الفسيح وبالعامية والفصيح .. هل هي جميلة لو تساوى الخطأ والصحيح .. هل الحياة حياة تجربة وجب فيها التصحيح …؟؟؟
أهي كرة ثلج نتقاذفها أم كرة نار .. أهي مسرحية بدايتها أسرار ونهايتها أسرار .. أهي لعبة الكبار الكبار .. هل جائحة كورونا حقيقة في وزار أم أنها اللغز والمعيار .. فهاهي تارة تبدو موتاً في حصار .. وتارةً تترائى وكأنها محطات إغتيال في قطار راكبوه لا حيلة لهم إلا الخنوع ويتيماً هو الخيار …؟؟؟
أهي حرب عالمية ثالثة توقف لهذه الأرض دورتها .. أهي مانراه من تصعيد أمريكي غربي على روسيا لكسر جرٌتها …أهي معركة كبرى بين الباطل والحق وأمريكيا عرّابتها .. هل سنرى أمريكا تعلن على المُلا ربوبيتها .. فها نحن نراها جليّاً وكل شيء في سلّتها .. ودوي صوتها وصل حتى الصين لتصبح الصين عدّوتها .. وماذا عن كوريا الشمالية ودارتها .. ورؤوسها النووية هو التأهب حالتها .. وتايلند إن أعلنت إنسلاخها عن أمها وخالتها .. أوليست الأمة الصينية لتايلند أمتها .. وماذا عن إيران وكل ما يدور عن حصار مميت يكاد أن يهلكها ويزلزل هالتها.. وفلسطين كيف صارت في خبر كان بقدسها وضفتها.. وماذا عن العراق فحدّث بلا حرج وقد نذفت بالدم من الإحتلال بكارتها .. هي سورّية اليوم وإن نجت من الموت فالإنعاش لسنوات والمال بالمليارات لتستعيد عافيتها .. أهو الصمود يا ترى درّتها وهل سيرفع المجد بالعزةِ رايتها .. وماذا عن لبنان وقد فقد عيونه ويديه من وقع الفتنة وشدّتها.. أما تونس فقد إختصر الرئيس كل ساستها فإلى الفوضى سر والمجهول دارتها .. وحدّث بلا حرج عن ليبيا وقادتها فهناك سيف الإسلام وغضنفر الضرغام وحفتر الإمام ودبيبة الغلام، والكل بالبغاء والداء والدواء يغزو حجرتها .. هي مصر أم الدنيا والباب على مصراعيه والمال والْبَنُون حِجتها، هو السيسي فرعونها الجديد وبالقامات قامَتَها …آهٌ ما أجملها حكاية كليوباترا والقائد أنطونيو والحب الجميل وكيف جسّد التاريخ سيرتها …
هي البدايات كما النهايات عينٌ وسين .. هو يوم التكوين كما يوم القيامة كما يوم الدين .. جائحة تقسم العالم إلى قومين إلى نصبين إلى أمتين ..أمة كما التنين وأمة كما دود التين .. إلى شعبٌ قويٌ غنيٌّ له في كل شيء القول اليقين وشعبٌ لا يرى بالبصيرة بل بالعين …هي حرب عالمية نووية تفني البشرية وكل التكوين .. هي حرب كونية لا نعرف لا كيف تبدأ ولا كيف تنتهي .. مين وأين …؟؟؟
وللأسف ها نحن العرب أمة لا حول لها ولا قوة .. ولا دور لها ولا مروة .. كنا كما الكرة كما الكورة ، وسنبقى كما الكرة كما الكورة يتقاذفها الجميع بأقدامهم بأحذيتهم في كل ماتش في كل منازلة في كل دورة .. يسجلون بها إنتصاراتهم وتفوقهم تارةً بسلمية الخنوع وتارةً بفعل الجهل وتارةً أخرى بفاعلية الثورة …هكذا نحن كما براقش وقد جنينا على أنفسنا ..إما بكائن لا يرى بالعين المجردة وإسمه كورونا .. وإما بحرب كونية هي حرب الذرة …
ليتك يا أمتي أمة حُرة .. ليتك يا أمتي خير أمة أخرجتِ للبشرية ولو لمرة …
رياض مرعي