بيل غيتس يطلق صرخة إنذار.. مستقبلنا تحت تهديد الذكاء الاصطناعي !
أظهرت دراسة أسترالية حديثة أن تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسهم بنحو 160 مليار دولار أسترالي في الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا خلال العقد المقبل، مع توقّعات بتأثير واسع على سوق العمل وتغيّر في طبيعة العديد من الوظائف القائمة.
وأوضحت الدراسة التي أعدّتها مؤسسة الموارد البشرية العالمية “دايفورس” (Dayforce) أن نحو 670 ألف وظيفة في أستراليا معرّضة للاستعاضة عن الموظفين أو اليد العاملة بالتقنيات الذكية بحلول عام 2030.
وتقول الدراسة إن ثلث العاملين الأستراليين (33٪ تقريبًا) يشغلون وظائف يُتوقّع أن تتأثّر بدرجات متفاوتة من الذكاء الاصطناعي، سواء عبر تغيير جزئي لطبيعة المهام أو اعتماد أنظمة ذكية تؤدّي بعض الأعمال البشرية.
وقد أثار الملياردير ومؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، جدلاً واسعاً حول مستقبل سوق العمل في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن معظم الوظائف التقليدية قد تختفي قبل أن يتمكن العمال من التكيف معها، لكنه حدد ثلاث مهن لا يزال يُحتمل أن تظل آمنة على الأقل في السنوات القليلة القادمة.

وفي مقابلة مع شبكة CNN، مؤخرا، حذر غيتس من أن الذكاء الاصطناعي يتطور بمعدل سريع “يفاجئ حتى المبدعين فيه”، مشيراً إلى أنه يختبر التكنولوجيا يومياً من خلال استفسارات معقدة، وغالباً ما يجد أن النتائج شاملة بشكل غير معتاد.. وأضاف: “السؤال ليس ما يفعله الذكاء الاصطناعي الآن، بل ما سيفعله بعد ذلك، وهل ستتاح لنا فرصة للتكيف معه؟”، مؤكداً أن الإجابة تميل إلى “نعم” مع التسارع الكبير في تطور هذه التقنيات، وفقا لموقع dailygalaxy.
تقديرات حديثة صادرة عن باحثي بنك جولدمان ساكس تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل على مستوى العالم. الوظائف التي تعتمد على الروتين والتكرار، مثل المبيعات الهاتفية وإدخال البيانات والدعم الإداري، بدأت بالفعل في الانقراض. وبينما يطور عمالقة التكنولوجيا مثل Meta وIBM تطبيقات ذكاء اصطناعي لإدارة العمليات وتقليص القوى العاملة، يبقى السؤال حول المهن التي يمكنها الصمود.
وفقاً لغيتس، ثلاث مهن قد تظل آمنة: مطور البرمجيات، خبراء الطاقة، وعلماء البيولوجيا. وأوضح أن المطورين البشر لا يمكن استبدالهم بالكامل بسبب الحاجة إلى الإشراف على الخوارزميات وتصحيح أخطاء الذكاء الاصطناعي.
أما خبراء الطاقة، فهم مطلوبون لضمان السلامة والتشغيل الصحيح للبنية التحتية المعقدة للطاقة الحديثة، بما في ذلك الشبكات الوطنية والمفاعلات النووية. وفيما يخص علماء البيولوجيا، أشار غيتس إلى أن التقدم العلمي يتطلب حدساً وإبداعاً وعملاً بحثياً لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به بمفرده.
كما توقع غيتس أن يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات كبيرة في أنماط العمل، بما في ذلك احتمال اعتماد أسابيع عمل قصيرة تصل إلى ثلاثة أيام، ما قد يمنح العمال وقتاً أكبر للعائلة أو لمهن إضافية، لكنه حذر من أن الشباب والخريجين الجدد سيكونون الأكثر عرضة للتأثر بفقدان وظائفهم التقليدية، مما قد يحد من فرصهم في الترقية والتقدم المهني.
واختتم غيتس تحذيره قائلاً إن السرعة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي تشكل أكبر التحديات، مضيفاً: “حتى أكثر العمال استعداداً قد يفاجئهم التغيير”، مشدداً على ضرورة التخطيط المبكر لمواجهة مستقبل سوق العمل المتغير.