من يحرر يقرر وكأن هناك كانت ثورة وثوار ..ومن يقرر يقتل ليبرر ، وكأن هناك من يملك في الحكم القرار .. فيا ترى هل للقتل للإرهاب هناك أوقح من هكذا شماعات وهكذا أعذار …؟؟؟ !!!
هذه لعبة الكبار الكبار ، حيث يجعلون من كرة الثلج المتأرجحة بين الديار كرة لهيبٍ ونار ..لتحرق وتلتهم كل شيء كما الزلزال كما الإعصار .. فلا قيمٍ تُراعى ولا مواثيق تحترم ولا عهود ولا وعود تأخذ بعين الإعتبار ، لتبقى اللعبة مموهة محمية مخفية كلها ألغازاُ وأسرار …
فحدث بلا حرج عن لعبة كهذه يديرها شياطينٌ أشرار .. فمن واشنطن وتل أبيب يأتي مساءً القرار ..ومن موسكو تأتي المباركة في النهار ، ليتلقفها للتنفيذ بكل عزمٍ وإصرار هؤلاء الصغار الصغار من أعراب وأتراكٍ ومن جهلة أقل ما يقال بهم بأنهم متطرفون كُفار …
بالمختصر المفيد هناك لعبة يلعبها الكبار الكبار ..ينفذها الصغار الصغار ، ويُحرق بنارها كل من رفض قول المختار أو كل من قال بأن ما يحدث لنا هو إنما باطل وظلم وعار ..فالويل الويل لمن دافع عن كرامته أو وطنه ، فهذا مقتولاً بفعلته كيفما مشى وكيفما أستدار ..هذه هي اللعبة إذاً التبعية والعبودية أو الفناء وهذا هو المصير المحتوم وهذا هو المسار …
إن الله يمهل ولا يهمل …
فإن ماجرى ومازال يجري في سوريا من إبادة جماعية عرقية طائفية يندى لها جبين الإنسانية ، والشماعة موجودة دائماً وهي ملاحقة فلول النظام البائد ونظرية الدعم الإيراني للفلول هي ذاتها لم ولن تتغير … وحدث بلا حرج عن فيديوهات قديمة جديدة مصنعة بالذكاء الإصطناعي للإقناع وحكايات ما أنزل الله بها من سلطان .. وبالتوازي تصدر المراسيم وتعمم القوانين بعد حوار وطني، ما كان وطني لا في الشكل ولا بالمضمون ، ومن ثم إجتماع لفصائل إرهابية ضمت فيها أخطر المتطرفين الإسلاميين من آسبا وأوروبا الغربية والشرقية، ليقرروا تزكية السفاح الأكبر أبو محمد الجولاني رئيساً لسوريا الجديدة بدون أي شرعية، ويقبل الرجل وينّصب نفسه رسمياً لمدة 5 سنوات ، وذلك من خلال إعلان دستوري يعطيه كل الصلاحيات المطلقة ليكون الحاكم الأول والأخير بكل شيء في هذه المنظومة الجديدة ، من سلطة تنفيذية وتشريعية وأمن قومي ، ناهيك عن مباركة العالم بأجمعه على دوره هذا …
فصدق أو لا تصدق هذا ما يحدث في سوريا موطن الحضارات والتاريخ والقيم لتصبح هذه السوريا مقبرة
الحضارات ومحرقة القيم الإنسانية وبؤرة للإرهاب الدولي …
للأسف هذا ما يتداوله الإعلام ويكتبه الكتّاب .. فالتقسيم قادم وإسرائيل ستتحكم في جنوب سوريا بكامله وكأنها هي صاحبة البلاد والعباد، والأمريكي في الشمال السوري حيث النفط والأكراد، وكذلك الأتراك سيأخذون حلب وإدلب وتبقى دمشق وحمص لحكم طائفي سني برعاية أوروبية أو خليجية (سعودية ).. أما الساحل السوري تمنح للعلويين برعاية فرنسية ، وتنتهي بذلك قصة الربيع العربي ومقولة كوندليزا رايس عندما أعلنت بداية شرق أوسط جديد لنكون أمام سايس بيكو جديد لن يكتمل بعد …
فلننتظر القادم من الأيام على ماذا سيحدث من وأد للقضية الفلسطينية تماماً وتوطين الفلسطينيين أينما
وجدوا ، لتبقى إسرائيل هي الأعظم والأقوى والأقدر لمئات سنين قادمة ، ناهيك عن تقسيم لبنان إلى «كونتينات» والعراق إلى دويلتين لتكتمل الصورة التي رسمتها الصهيونية العالمية منذ عهود لهذا الشرق الأوسط العظيم .
خلال الشهر الفضيل كنا نأمل أن يكون رمضان هو شهر الأمن والأمان والسلام، لكن ما حدث هو العكس في الكمال والتمام حيث الدماء تسيل في كل مكان من غزة لجنوب لبنان لليمن فعدن للساحل السوري والشام … إرهاب وقتل وإبادات عرقية ودمار وتهجير وشهداء و أيتام …
هذه هي الحال اليوم ، ويا أسفي القادم أعظم في قادم الأيام والأعوام ..فالتقسيم صار واقعا والتطبيع واقع والاسوء واقع والكل يُلام ولا يلام …
فأمتنا كانت وماتزال أمة الوقوف على الأطلال، وكل ما للأطلال من تاريخ كاذب وكلام بكلام ..أمة ما كانت يوماً واحدة إلا بالأحلام ..و»خير أمة أخرجت للناس « فقط عندما كان هناك رسولاُ إمام ، ومن بعده صرنا أمة اللا أمة ، حيث الكل دينه الفتنة والتآمر والخصام .. نعم صرنا أمة التبعية وعبادة الأصنام، بل أمة العبودية والذل والأزلام حيث الفساد هواءنا والكره خبزنا والنفاق ماؤنا، إيلاماً ما بعده إيلام …
تعب الكلام من الكلام ..ومازلنا نبحث عن المحبة، عن التسامح ، عن السلام ..فهل يا ترى سيجدينا في
الصياح الهيام…؟؟
فهل يا ترى ستجدينا حكوماتُ مزركشة بالأعلام ؟؟ وهل يا ترى ستجدينا إدانات وخطابات رنانة وأحلام ؟؟ وهل سينجينا صمتاً قاتلاً وصيام …؟؟!!!
عيد مبارك .. كل عام وأنتم بخير